شهاب - وكالات:
ذكرت مصادر صحفية أن أعضاء باللجنة المركزية لحركة فتح صعدوا من انتقاداتهم في الاجتماعات الداخلية لـ 'طريقة إدارة المعركة السياسية مع إسرائيل في المرحلة الراهنة'.
وابدى أعضاء من اللجنة استياءهم من التصريحات التي لمحت لإمكانية الاعتراف بإسرائيل كـ'دولة يهودية'، مقابل إقامة دولة فلسطينية في حدود العام 1967.
وطالبت قيادات فتحاوية الرئيس عباس بـ'منع أي من المسؤولين بالإدلاء بتصريحات لا تعبر عن رأي القيادة السياسية'، وذلك في أعقاب تصريحات ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لإحدى الصحف الإسرائيلية التي لمح فيها لإمكانية القبول بـ'دولة يهودية'، خاصة وان تلك التصريحات جاءت عقب أحد الاجتماعات للقيادة الفلسطينية التي أثير فيها هذا الموضوع وقوبل بانتقادات واسعة من الحضور.
وظهرت الخلافات بشكل جلي بين قيادات من حركة فتح وبين المسؤولين السياسيين المحيطين بالرئيس عباس بعد أن أصدر ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تصريحاً انتقد فيه المحرر السياسي لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية 'وفا' التي تتبع مؤسسة الرئاسة، بسبب انتقادات المحرر للقدوة على خلفية مقال نشرته صحيفة 'وول ستريت جورنال'، ركزت فيه على تصريح للقدوة انتقد فيه الرئيس عباس في إداراته للمعركة السياسية.
واتهم المحرر القدوة بالمشاركة في حملة تعمل ضد توجهات الرئيس عباس. وكتب المحرر السياسي لـ 'وفا' تحت عنوان (النقد الداخلي في لحظة المواجهة) أنه 'لن يضير الرئيس عباس ما تخطه أقلام مأجورة حول الصراعات الداخلية في فتح أو حول تنامي المعارضة له داخل الحركة'، وتابع 'أما الضرر، كل الضرر، فسيأتي على ألسنة بعض شخصيات الحركة التي آثرت، في هذه اللحظة السياسية الدقيقة، أن تضم أصواتها إلى الحملة الواسعة والضارية ضد الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية ورئيسه المنتخب'.
وقال المحرر 'من المؤسف حقاً أن ينقل على لسان السيد ناصر القدوة، عضو اللجنة المركزية للحركة، ما نسب إليه من تشكيك في سياساتنا الوطنية وطعن في قدرة قيادتنا على إدارة معركتنا الوطنية الصعبة'.
لكن القدوة رد مساء السبت على المحرر بنفيه أن يكون يقود تكتلا داخل فتح مناهضا للرئيس عباس، أو أن يكون يطرح نفسه بديلاً له، وجدد تمسكه بأبو مازن كرئيس للمنظمة والسلطة الفلسطينية، ونفى القدوة أن يكون المقال في الصحيفة الأجنبية قد اقتبس منه شيئاً، وقال ان هجوم المحرر السياسي لوفا على عضو باللجنة المركزية لـفتح وبالاسم 'أمر غير مسبوق ويحمل دلالات خطيرة'، وطالب باعتذاره وقال انه ليس من صلاحياته الحديث عن ما يدور في القيادة الفلسطينية.
ورفض كذلك القدوة قيام المحرر بـ'التلميح إلى وجود شخصيات أخرى بالحركة في نفس السلة'، وقال ان هذا الأمر 'يحمل دلالات أخطر لأنه يعني وجود مشكلة في صلب النظام السياسي الفلسطيني ونمط العلاقة بين أجزائه'. وأكد القدوة على الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفاوضات دون وقف للاستيطان.
وبخصوص البدائل التي طرحت في حال استمرار تعنت إسرائيل فقد رأى القدوة أنها 'غير موفقة، وقال 'نحن غير قادرين على خوض معارك فاعلة على أساسها وهي تعكس رغبة تجريبية لدى بعض الأخوة الناصحين عندما لا يجوز التجريب'.
وهذه هي المرة الأولى التي تتطرق فيها وكالة 'وفا' بالاسم لشخص مسؤول فلسطيني رفيع سواء من داخل المنظمة أو حركة فتح أو الوزارة.
كما تفيد معلومات حصلت عليها 'القدس العربي' من مصدر قيادي موثوق في الضفة الغربية أن خلافاً كبيراً نشب مؤخراً بين الرئيس محمود عباس من جهة، وبين محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لفتح من جهة أخرى بدأ يطفو للسطح، سببه الخلاف بينهما على جملة من الملفات.
ووفق المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه فإن بداية الخلاف كان بسبب انتقاد دحلان للخطوات السياسية التي قام بها مؤخراً الرئيس عباس الخاصة بعملية التفاوض، إضافة إلى الانتقاد المتكرر لدحلان في غالبية مجالسه واجتماعاته مع الكوادر التنظيمية للحكومة الفلسطينية التي يرأسها الدكتور سلام فياض.
لكن سبب تفجر الأزمة بين أبو مازن ودحلان المسؤول عن إعلام حركة فتح، بحسب ما كشف المصدر، كانت قبل أسبوع بعد أن قام أحد المسؤولين بـ'الوشاية' للرئيس عباس بأن دحلان وجه له في أحد المجالس 'انتقادات شخصية'، بسبب طريقة الحكم والتعامل مع الملفات الفلسطينية خاصة المفاوضات، وهو بحسب المصدر ما أثار غضب أبو مازن الذي أوعز عقب ذلك بتخفيف الحراسات التي تؤمن منزل دحلان بمدينة رام الله بالضفة الغربية.
وبحسب ما علم فإن هذه الإجراءات تمت خلال تواجد دحلان خارج المناطق الفلسطينية، حيث يحضر في هذه الأيام مؤتمرا في المغرب. وبعد وساطات تم إعادة اثنين من أفراد الشرطة المخصصين لحماية منزل دحلان، من أصل أربعة حراس كانوا قبل الخلاف.