أثارت مقاطع فيديو يظهر فيها مواطنون تونسيون يُقبلون يد الرئيس التونسي منصف المرزوقي موجة من التعليقات المستهجنة والمنددة.وكان المرزوقي قام بزيارة مفاجئة نهاية الأسبوع إلى سوق
الجملة بمنطقة بئر القصعة بالعاصمة التونسية، أين التف حوله عدد كبير من
المواطنين التونسيين، وراح بعضهم ينحني ليُقبل يد المرزوقي، ما أحدث صدمة
كبيرة لدى التونسيين. وانتشر هذا الفيديو على نطاق واسع، حيث تلقفته مواقع
التواصل الاجتماعي، وراحت التعليقات الساخطة تنهال للتنديد بهذا الفعل،
الذي اعتبره التونسيون خاصة، عودة إلى زمن بائد، ظل فيه الرئيس المطاح به زين العابدين بن علي جاثما على القلوب بقوة البوليس والعسكر.
ولأن المواطن التونسي لم يذق أبدا في ظل الدولة الوطنية طعم
الأنفاس الحرة، فإن مثل هذه التصرفات تمثل حساسية شديدة، خاصة بعد ثورة 14
جانفي 2011 التي أدت إلى فرار زين العابدين بن علي بعد أكثر من عشرين سنة
قضاها الحاكم الأوحد لتونس. وتأتي هذه الحادثة بعد نحو عام ونصف على فرار زين العابدين بن علي إلى السعودية التي يستقر بها إلى اليوم.
ومن التعليقات التي انتشرت على شبكة الانترنت، ذلك التعليق الذي
جاء على صفحة تسمي نفسها "شعب تونس يحرق في روحو يا سيادة الرئيس"، موجهة
خطابها إلى من قبّلوا يد المرزوقي بالقول، "هذا السيد ليس إمبراطوراً ولا
ملكاً ولا هو نبياً، ولا هو ولي نعمتكم.. هذا السيد موظف في خدمتك يا مواطن.. مرتبه من تعبك ومن عرقك.. ولا فضل له عليك". مات الملك...عاش الملك.
وسارعت
رئاسة الجمهورية التونسية إلى حذف مقاطع الفيديو من على موقعها
الالكتروني، موضحة أنها قررت قطع المشهد رفعا للالتباسات، خاصة وأننا بصدد
التأسيس لعلاقة جديدة بين السلطة والمواطن، مبنية على احترام كرامة
المواطن، كمكتسب من مكتسبات الثورة.