كة الإعلامى سعود الخلف - تونس أطاحت الاضطرابات الدامية التي تعصف بتونس منذ شهر بالرئيس زين العابدين بن علي الذي غادر البلاد أمس فيما أعلن رئيس الوزراء محمد الغنوشي تولي السلطة موقتا. وجاء الإعلان عن مغادرة بن علي (74 عاما) والذي يحكم تونس منذ 23 عاما، بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ عقب صدامات عنيفة شهدتها العاصمة التونسية ومدن أخرى، ورغم قراره حل الحكومة والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة.
وفي واشنطن أعلن البيت الأبيض أن للشعب التونسي "الحق في اختيار زعمائه" في ردة فعل على مغادرة بن علي. وأعلن الغنوشي في بيان قرأه عبر التلفزيون الرسمي محاطا برئيسي مجلس النواب فؤاد المبزع ومجلس المستشارين عبدالله القلال عن تسلمه الحكم "طبقا لأحكام الفصل 56 من الدستور" الذي يتناول "تعذر رئيس الجمهورية القيام بمهامه بصفة وقتية". وأضاف "وباعتبار تعذر على رئيس الجمهورية ممارسة مهامه بصفة وقتية، أتولى من الآن سلطات رئيس الجمهورية وأدعو كافة أبناء الشعب من مختلف الحساسيات الفكرية والسياسية والفئات والجهات بالتحلي بالوحدة لتمكين بلادنا التي تعز علينا جميعا من تخطي هذه الصعاب".
كما تعهد الغنوشي "باحترام الدستور" والقيام "بالإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تم الإعلان عنها بكل دقة بالتعاون مع الأحزاب ومكونات المجتمع المدني". وسمع صوت إطلاق رصاص من أسلحة رشاشة مساء أمس بعيد مغادرة بن علي إلا أنه لم يكن بالإمكان معرفة مصدر إطلاق النار بدقة في العاصمة التي خلت إلا من قوات الأمن. وكانت السلطات التونسية أعلنت حالة الطوارئ "في كامل أنحاء الجمهورية حفاظا على سلامة الأشخاص والممتلكات من الشغب". كما أعلن الجيش عصرا سيطرته على مطار تونس قرطاج الدولي وإغلاق المجال الجوي، بحسب ما أعلن مصدر ملاحي. وقد تواصلت منذ صباح أمس التظاهرات والتجمعات في وسط تونس بمشاركة آلاف المتظاهرين قبل أن تفرقهم قوات الأمن بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وأعلن المتظاهرون عزمهم على مواصلة الاحتجاج "لحين سقوط النظام" ورفعوا لافتات كتب عليها "بن علي ارحل" و"خبز وماء بن علي لا". وطالبت أحزاب المعارضة الرئيسية في تونس المعترف بها والمحظورة، بـ"تنحي بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة أشهر بإجراء انتخابات حرة"، وذلك في بيان مشترك صدر في باريس.
إلى ذلك أعنلت السفارة السعودية في تونس أنه ونظرا للأحداث الجارية في تونس قامت سفارة خادم الحرمين الشريفين بإنشاء غرفة عمليات على مدى 24 ساعة بإشراف الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن معمر وذلك لمتابعة أوضاع الرعايا السعوديين ومدهم بالنصائح اللازمة والاطمئنان على سلامتهم. وأفادت السفارة أمس بأنه لم يصب أي من الرعايا السعوديين بأي مكروه.