ritouja dz
صاحبة الموقع


آخر مواضيع المنتدى : 
أهلا وسهلا بالجميع 
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 5391 عًٍـمًـرٌٍيے : 34
 | موضوع: تصحيح بكالوريا الفلسفة 2011 - شعبة اداب و فلسفة ---- الموضوع الثاني الإثنين يونيو 20, 2011 7:13 pm | |
| تحليل مقالة فلسفة الموضوع الثاني للبكالوريا 2011 نص السؤال " إن مبدأ المساواة هو الذي يجسد العدالة الاجتماعية على أرض الواقع " دافع عن صحة هذه الأطروحة ؟ مقدمة و طرح المشكلة :يعد العدل غاية سامية تسعى من أجل تحقيقها كل الشعوب لذلك كان من الموضوعات التي نالت حضها الأوفر من الدراسة و الاهتمام إذ سلم الفلاسفة منذ القدم بأنه إحدى الفضائل الأربعة الكبرى إضافة إلى الشجاعة والعفة والحكمة.وعلى اعتبار أن هناك اختلافات طبيعية بين الناس (عرقية،جنسية،دينية)فقد شاع وراج لدى الفلاسفة والعلماء أن العدالة ينبغي أن تقوم على أساس احترام الفروق الفردية بين الناس أي على مبدأ التفاوت والتفاضل ،إلا أن هناك فكرة أخرى تجعل من مبدآ المساواة المفتاح الرئيسي والمقياس الأساسي للعدالة الاجتماعية.كونها المبدأ الحقيقي الذي من شأنه أن يجسد عدالة حقيقية في أرض الواقع،وهذا ما دفعنا إلى محاولة الدفاع عن الأطروحة القائلة (إن مبدأ المساواة هو الذي يجسد العدالة الاجتماعية)فإذا سلمنا بصدق هذه الأطروحة فكيف يمكن الدفاع عنها ؟وما هي الأدلة والبراهين التي تثبت صحتها وقابلية الأخذ برأي مناصريها؟ 1 – عرض منطق الأطروحة : عرض الموقف كفكرة:يرى فريق من الفلاسفة أنه لا يمكن تحقيق العادلة الاجتماعية في ظل الفروق الفردية وأن كل تفاوت يعد ظلما لذلك فإن مبدأ المساواة يعد المقياس الأساسي الذي تستند إليه جميع الحقوق والحريات وقد جعل عديد المفكرين من مبدأ المساواة المفتاح الرئيسي للعدالة كونه يهدف إلى تحقيق عدالة فضلى لصالح أفرد المجتمع تمتعهم بالحقوق على قدم المساواة مع غيرهم ،يدافع عن هذه الوجهة من النظر فلاسفة القانون الطبيعي والعقد الاجتماعي ،كما جسدته الفلسفة الاشتراكية بزعامة كارل ماركس عرض المسلمات والحجج: وقد انطلق هؤلاء من مسلمة مفادها أن الناس خلقوا سواسية بحيث لهم طبيعة بشرية واحدة فالإنسان مساوي لأخيه الإنسان وما يثبت ذلك حسب فلاسفة القانون الطبيعي هو أن الناس في حالة المجتمع الطبيعي كانوا يتمتعون بمساواة تامة وكاملة ومارسوا حقوقهم على قدم المساواة لذلك أقروا أن الناس سواسية ، وفي هذا يقول الخطيب الروماني شيشرون "الناس سواسية وليس هناك شيء أشبه بشيء من الإنسان بالإنسان لنا جميعا عقل ولنا حواس وإذا اختلفنا في العلم فنحن متساوون في القدرة على التعلم"أي أن الناس متساوون في القدرات العقلية والجسمية وما على العدالة إلا أن تحترم ذلك ، أما فلاسفة العقد الاجتماعي وعلى رأسهم "جون لوك " و"جون جاك روسو" فيؤسسون العدالة على مبدأ المساواة من منطلق أن الأفراد تعاقدوا للخروج من حالة الفطرة من أجل حياة أفضل يتمتعون فيها بمساواة مطلقة ،فالأفراد كانوا يتمتعون بمساواة تامة و لأسباب مختلفة انتقلوا من المجتمع الطبيعي إلى المجتمع السياسي من أجل حياة أكثر تنظيما وتحافظ على مساواتهم الطبيعية التي كانوا يتمتعون بها ، ومن ثمة فالأصل في العقد أن قائم على عدالة قوامها المساواة بين جميع الناس بما في دلك الحاكم و المحكوم على حد سواء... 2 – نقد منطق الخصوم عرض موقف الخصوم: إلا أن لهذا الموقف خصوم وهم أنصار التفاوت ومن بينهم "أفلاطون " وتلميذه "أرسطو " قديما ،و هيجل و نيتشه في العصر الحديث .كما تبنته الفلسفة الرأسمالية بزعامة "آدم سميث" وقد أسسوا العدالة على مبدأ التفاوت وأقروا أن الناس يختلفون في قدراتهم العقلية والجسمية وكذا في المواهب وكمية الجهد المبذول لذلك يجب الاعتراف بهذا التفاوت وتشجيعه وينبغي أن يوضع كل فرد في مكانه اللائق ... نقد موقفهم شكلا ومضمونا: لكن هذا الموقف الذي أقر به هؤلاء الفلاسفة على اختلاف مشاربهم خاطئ ولا أساس له من الصحة ،فحتى لو كان هناك تفاوت طبيعي بين الناس فلا ينبغي أن يكون مطية ومبررا للتفاوت الطبقي الفاحش فالعدالة كقيمة أخلاقية أسمى من أن تنزل إلى مستوى هذه النظرة التي تبرر الظلم وتكرس الطبقية والاستغلال فتأسيس العدالة على مبدأ التفاوت إنما يؤسس لعدالة ضيقة لا يتسع صدرها لاحتضان جميع أفراد المجتمع إنها عدالة الطبقة العليا فعلى أي أساس يقسم الناس إلى طبقات؟ فضلا عن ذلك فهذه العدالة التي أشار بها هؤلاء الفلاسفة أدت إلى ثراء فاحش لأصحاب الحقوق وفي القابل فقر مدقع لأصحاب الواجبات لتخلق بذلك مجتمعا استغلاليا يقدس الثروة ويهدم العادلة من أساسها... 3 - الدفاع عن الموقف بحجج شخصية: ومن هذا المنطلق يمكننا الدفاع عن هذا الموقف بحجج شخصية فقد كان للإعلان العامي لحقوق الإنسان والثورات التنويرية دور كبير وفعال في تدعيم مبدآ المساواة كأساس في تحقيق العدالة الاجتماعية فقد جاء في المادة الثالثة لحقوق الإنسان " كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة ودون أية تفرقة" ، وقد رفعت الثورة الفرنسية شعار " الأخوة ، المساواة ، الحرية " وألغت امتيازات الأشراف والنبلاء وسوت بين الجميع ... ولنا أن نستأنس بمذهب فلسفي جعل من مبدأ المساواة الركيزة الأساسية التي يقوم عليها .وهو المذهب الاشتراكي الذي يعتمد على تكافؤ الفرص بين الأفراد عن طريق إقرار الملكية الجماعية للإنتاج ووسائله كونها الملكية الوحيدة التي تسمح للجميع بالتمتع بهذا الحق يقول كارل ماركس "إن أول الشرور التي ظهرت في العام عندما قال أول إنسان هذا لي " بالإضافة إلى توفير الحاجات الأساسية للأفراد كالعلاج المجاني والطب المجاني وديمقراطية التعليم..... خاتمة:و حل المشكلة وختاما نستخلص أن الأطروحة القائلة ( إن مبدأ المساواة هو الذي يجسد العدالة الاجتماعية على أرض الواقع ) أطروحة صحيحة ينبغي الاعتراف بها والأخذ برأي مناصريها ورفض كل رأي يصب عكس ذلك فالعدالة قيمة أخلاقية مثالية هي قوام صلاح أي مجتمع وحصن تمدنه واستمراره ولا يظهر هذا العدل ممارسة وتطبيقا إلا من خلال تجسيد مساواة فعلية وقطعية بين أفراد المجتمع ومهما ظهر من اختلاف وتمايز بين الناس فينبغي التأكد أن هذا التفاوت ناتج عن الظروف التي تفرضها البيئة الاجتماعية على الأفراد وخلاصة القول أن العدل يجب أن يعمى عن كل الاعتبارات الذاتية وعن التحيز والميل وبهذا تصان حقوق الأفراد وحرياتهم ،و تجسد بذلك العدالة بمعناها الحقيقي التي هي مطلب وغاية كل مجتمع. ملاحظة : الألوان في المقدمة دالة على : اللون الأصفر ← دال على الفكرة الشائعة اللون أزرق ← دال على الفكرة النقيضة اللون البنفسجي ← دال على الإشارة إلى الدفاع اللون الرمادي ← دال على طرح الإشكالية | |
|