أعلنت السلطات الرسمية الإندونيسية العثور على عشرات الأشخاص الناجين من كارثة أمواج المد البحري في سلسلة جزر مينتاواي، فيما حذر خبراء من اندلاع ثورة جديدة لبركان ميرابي في جزيرة جاوة الوسطى.
فقد أكد آغوس برايتنو -أحد مسؤولي فرق الإنقاذ في إندونيسيا- اليوم أن رجال الإنقاذ عثروا على 135 شخصا فوق تلال جزيرة باغاي الشمالية كانوا مسجلين في عداد المفقودين، مما يعني تعديل حصيلة المفقودين لتصبح 162 بدلا من 298 شخصا، فيما استقرت حصيلة القتلى عند 414 شخصا، حسب التصريحات الرسمية.
وكان المسؤولون قد أعربوا في وقت سابق عن تضاؤل الآمال في العثور على ناجين بعد أن كشفت طلعات جوية فوق المنطقة المنكوبة في جزر منتاواي قبالة سواحل سومطرة وجود عشرات الجثث المجهولة ملقاة بين ركام الأشجار وأنقاض المنازل.
وواجهت عمليات الإغاثة ووصول المساعدات عراقيل عديدة بسبب سوء الأحوال الجوية مع ارتفاع الأمواج والأمطار الغزيرة ونقص السفن وسيلة النقل الوحيدة التي تربط بين قرى صيادي الأسماك التي جرفتها أمواج المد البحري الأسبوع الماضي.
وذكر سوريادي مسؤول عمليات نقل المؤن والمساعدات أنه تم توزيع 5% فقط من المواد التي وصلت إلى ميناء سيكاكاب في جزيرة باغاي الشمالية.
ميرابي يحذر
في الأثناء تتوجه الأنظار وعمليات الإنقاذ إلى وسط جزيرة جاوة جنوب شرق إندونيسيا حيث عاود بركان جبل ميرابي ثورانه اليوم مسببا حالة من الذعر بين السكان انتهت إلى عملية إجلاء فوضوية أدت إلى مقتل شخصين على الأقل.
وقال شهود عيان إن السكان المقيمين بالقرب من سفوح جبل ميرابي فروا بعد سماعهم دوي انفجارات تشبه أصوات الرعد مصحوبة بسحب بركانية ارتفعت إلى مسافة ثلاثة كيلومترات في الهواء ترافقها ألسنة اللهب المتدفقة من الحمم التي سالت من فوهة البركان الذي ترتفع قمته أكثر من 2000 متر.
وحذر أحد خبراء البراكين المكلف مراقبة ميرابي من ان "ثورانا جديدا قد يقع في أي لحظة نظرا لتراكم كميات كبيرة من الحمم تحت فوهة البركان.
وأضاف الخبير الجيولوجي الإندونيسي إن بركان ميرابي بات يشكل خطرا كبيرا في الوقت الراهن مما يستدعي تدخلا سريعا من السلطات لتوسيع نطاق الإجلاء ليشمل المقيمين ضمن دائرة قطرها عشرون كيلومترا بدلا من عشرة كيلومترات.
يشار إلى أن السلطات الإندونيسية أعلنت إجلاء خمسين آلف شخص وضعوا في ملاجئ مؤقتة أقيمت الاثنين قرب مدنية يوغياكارتا كبرى مدى جزيرة جاوة الوسطى، في حين استقرت حصيلة القتلى عند العدد المعلن سابقا والبالغ 36 شخصا قضى معظمهم في ثورة البركان يوم الاثنين الماضي.
ويعد جبل ميرابي البركان الأكثر نشاطا وخطورة في إندونيسيا بسبب ثورانه المتكرر كل أربع أو خمس سنوات، وقد سجل الخبراء المعنيون سبعين ثورانا منذ منتصف القرن الماضي بعضها كان مدمرا كما حصل في عامي 1930 عندما سقط 1400 قتيل وعام 1994 عندما قتل ستون شخصا.