تظاهر عشرات المواطنين والنشطاء المغاربة أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط أمس احتجاجا على مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية المنعقد بالرباط.
ورفع المتظاهرون شعارات منددة بزيارة المسؤول الإسرائيلي معتبرين أن هذه الخطوة تستفز مشاعر المغاربة الذين أكدوا على رفضهم للتطبيع مع إسرائيل في أكثر من مناسبة.
واعتبر منسق مجموعة العمل لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني أن زيارة المسؤول الإسرائيلي تؤكد أن "البعض لم يستوعب الإشارات التي حملها رفض ملك المغرب محمد السادس استقبال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز".
مجرم حرب
وقال السفياني إنه "كان من المفروض على السلطات المغربية أن تستقبل رئيس الكنيست بسيارات الشرطة لاقتياده إلى المحاكمة كمجرم حرب شارك في تقتيل الشعب الفلسطيني الأعزل، بدل الترحيب به في المطار".
واعتبر أن "التبريرات التي تقدمها الحكومة المغربية عند استقبال الإسرائيليين واهية".
وأشار السفياني إلى وجود مخطط متكامل لجر المغرب لمسلسل التطبيع، وهو ما يدفع الشعب المغربي -حسب قوله- إلى الاشتغال أيضا بمخطط متكامل آخر لمحاربة المطبعين وفضحهم.
من جهته قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعارض رضى بن خلدون إن مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي في مؤتمر يقام في المغرب تعد "انتهاكا للسيادة المغربية"، وتشكل "اعترافا رسميا" للدولة بالكيان الصهيوني.
واعتبر بن خلدون في تصريح للجزيرة نت أن مشاركة المسؤول الإسرائيلي في مؤتمر الجمعية البرلمانية المتوسطية تحمل "دلالات خطيرة" وتخالف التوجهات الرسمية للدولة المغربية التي تعلن عن رفضها الاعتراف بإسرائيل.
خيانة
ووصف نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان عبد الحميد أمين استقبال المسؤول الإسرائيلي في المغرب "بالخيانة المخزية" للقضية الفلسطينية والشارع المغربي المعروف بمواقفه المناهضة للصهيونية والإمبريالية، على حد قوله.
وهو ما أكد عليه عضو المؤتمر القومي الإسلامي عبد الصمد بلكبير، الذي اعتبر أن مؤسسة البرلمان التي تمثل الشعب المغربي تورطت في التطبيع، و"زورت" إرادة الشعب المغربي الرافض لأي علاقة مع الكيان الصهيوني.
وقال للجزيرة نت إن البرلمان المغربي "انحرف عن وظيفته وتمثيليته للشعب المغربي، بسبب الأبعاد الرمزية التي تشكلها مشاركة رئيس الكنيست الإسرائيلي في نشاط يقام بالمغرب".
وذكرت مصادر صحفية أن المسؤول الإسرائيلي لم يتراجع عن المشاركة في المؤتمر المنظم بالرباط، رغم قيام الحكومة المغربية بإلغاء جميع اللقاءات الرسمية التي كانت تنوي عقدها معه بسبب "الضغوط" التي تمارسها هيئات إسلامية وقومية رافضة للتطبيع مع إسرائيل، وهو ما يؤشر حسب البعض على وجود إصرار إسرائيلي على "توريط المغرب في مسلسل التطبيع" مهما كانت الظروف.
يشار إلى أن المغرب قد أغلق مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2000، والمكتب المغربي في تل أبيب بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وتؤكد السلطات المغربية رسميا عدم وجود أي علاقات مع إسرائيل.