المشتاقة للقاء الله عضو جديد
آخر مواضيع المنتدى : السلام عليكم
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 12
| موضوع: فضل العلم بالأسماء والصفات الحسنى الأربعاء فبراير 16, 2011 7:04 pm | |
| إن معرفة العبد بأسماء الله وصفاته الحسنى ومحبته والأنس به هي السبيل الآمنة للسائرين والتجارة الرابحة للمشمرين, فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنه عجيب وفتحه عجيب, صاحبه قد سيقت له السعادة وهو مستلق على فراشه غير تعب ولا مكدود ولا مشتت عن وطنه ولا مشرد عن سكنه فلا يزال مترقيا في هذه المعاني ماضيا في هذه الطريق إلى أن يبلغ عالي الرتب ورفيع المنازل!
والعلم بأسماء الله وصفاته علم مبارك كثير العوائد غزير الفوائد متنوع الثمار والآثار, ويتجلى لنا فضل هذا العلم وعظيم نفعه من خلال أمور عديدة أهمها ما يلي:-
أولا: أن هذا العلم أفضل العلوم وأفضلها وأعلاها مكانة وأرفعها منزلة, وشرف العلم بشرف معلومه ولا أشرف ولا أفضل من العلم بأسماء الله وصفاته الواردة في كتابه العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولذا فإن الاشتغال به والاعتناء بفهمه اشتغال بأشرف مطلوب وأجل مقصود.
ثانيا: أن معرفة الله والعلم به تدعو إلى محبته وتعظيمه وإجلاله وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له,وكلما قويت هذه المعرفة في العبد عظم إقباله على الله واستسلامه لشرعه ولزومه لأمره وبعده عن نواهيه.
ثالثا: أن الله سبحانه يحب أسماءه وصفاته ويحب ظهور آثارها في خلقه وهذا من لوازم كماله فهو وتر يحب الوتر جميل يحب الجمال عليم يحب العلماء جواد يحب الأجواد قوي والمؤمن القوي أحب إليه من المؤمن الضعيف حيي يحب أهل الحياء تواب يحب التوابين شكور يحب الشاركين صادق يحب الصادقين محسم يحب المحسنين رحيم يحب الرحماء ستير يحب من يستر على عباده عفو يحب من يعفو عنهم بر يحب البر وأهله عدل يحب العدل ويجازي عباده بحسب هذه الصفات وجودا أو عدما,وهذا باب واسع يدل على شرف هذا العلم وفضله.
رابعا: أن الله خلق الخلق وأوجدهم من العدم وسخر لهم ما في السموات وما في الأرض ليعرفوه ويعبدوه كما قال سبحانه:{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنْ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا},فاشتغال العبد بمعرفة أسماء الله وصفاته اشتغال بما خلق العبد له وتركه وتضييعه إهمال لما خلق له ولا ينبغي لعبد فضل الله عليه عظيم ونعمه عليه متوالية أن يكون جاهلا بريه معرضا عن معرفته سبحانه.
خامسا: أن أحد أركان الإيمان الستة بل أقضلها وأجلها وأصلها الإيمان بالله وليس الإيمان مجرد قول العبد:آمنت بالله,من غير معرفة بربه! بل حقيقة الإيمان أن يعرف ربه الذي يؤمن به ويبذل جهده في معرفة أسمائه وصفاته حتى يبلغ درجة اليقين وبحسب معرفته بربه يكون إيمانه به.
سادسا: أن العلم به تعالى أصل الأشياء كلها,حتى أن العارف به حقيقة المعرفة يستدل بما عرف من صفاته وأفعاله على ما يفعله وعلى ما يشرعه من أحكام لأنه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مقتضى أسمائه وصفاته,فأفعاله دائرة بين العدل والمصلحة والحكمة,ولذلك لا يشرع من الأحكام إلا ما هو مقتضى حمده وحكمته وفضله وعدله,فأخباره كلها حق وصدق,وأوامره ونواهيه كلها عدل وحكمة,ولهذا فإن العبد إذا تدبر كتاب الله وما تعرف به سبحانه على ألسنة رسله من أسمائه وصفاته وأفعاله وما نزه نفسه عنه مما لا يليق به سبحانه وتدبر أيامه وأفعاله في أوليائه وأعدائه التي قصها على عباده وأشهدهم إياها ليستدلوا على أنه على كل شيء قدير وأنه بكل شيء عليم وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم وأنه العزيز الحكيم وأنه الفعال لما يريد وأنه الذي وسع كل شيء رحمة وعلما وأن أفعاله كلها دائرة بين الحكمة والرحمة والعدل والمصلحة لا يخرج شيء عن ذلك,فإذا تدبر العبد ذلك أورثه ولا ريب زيادة في اليقين وقوة في الإيمان وتماما في التوكل وحسن الإقبال على الله.
سابعا: أن معرفة الله ومعرفة أسمائه وصفاته تجارة رابحة ومن أرباحها سكون النفس وطمأنينة القلب وانشراح الصدور وسكنى الفردوس يوم القيامة والنظر إلى وجه الله الكريم والفوز برضاه والنجاة من سخطه وعقابه,والقلب إذا اطمئن إلى أن الله وحده ربه وإلهه ومعبوده وملكه,وأن مرجعه إليه حسن إقباله عليه وجد واجتهد في نيل محابه والعمل بما يرضيه.
ثامنا: أن العلم بأسماء الله وصفاته هو الواقي من الزلل والمقيل من العثرات والفاتح لباب الأمل والمعين على الصبر والمبعد عن الخمول والكسل والمرغب في الطاعات والقربات والمرهب من المعاصي والذنوب والسلوان في المصائب والآلام والحرز الحامي من الشيطان والجالب للمحبة والتواد والدافع للسخاء والبذل والإحسان, إلى غير ذلك من الآثار والثمار.
اللهم ارزقنا من فضلك
من كتاب فقه الأسماء الحسنى للدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله | |
|
ريماس
مشرفة قسم مطبخ المنتدى
آخر مواضيع المنتدى : تبسم ..
فإن هناك من ..
يحبك .. يعتني بك .. يحميك .. ينصرك .. يسمعك .. يراك ..
هو الرحمن ..
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 201
| |