فتاة في غزة تزف إلى زوجها دون أن ترى والدها قط
تاريخ النشر : 20/04/2011 - 11:55 م
وكالة النهار الإخباريه
عندما تدمع العين ويسيل الدمع على الوجنتين يكون الأمر أو المصاب في كثير من الأحيان جلل ..
أفنان الفتاة البريئة ابنة 19 ربيعا تزرف دمعا ومن ثم تطلق ابتسامة الأمل لعل أمنيتها تتحقق يوما ما!!..
هذه الفتاة صاحبة الكثير من الأمنيات تسكن في مدينة النصيرات وسط قطاع غزة لم ترى والدها في حياتها قط وإن رأته أمامها بصدفة لن يأتي على بالها أن من يصادفها هو أبوها.
أفنان ابنة الأسير الفلسطيني جلال لطفي صقر المعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب 19 عاما وحينها كانت أفنان في الشهر الرابع من ولادتها حكم عليه بالمؤبد 15 مرة حيث يتنقل بين أقسام السجن ويتعرض في كثير من الأحيان لتنكيل والتعذيب أو العزل الانفرادي مع حرمانه من رؤية زوجته وبناته الثلاثة .
كبرت أفنان كما أخواتها وكبرت وكبرت أحلمها معها حرمت أن تقول كلمة بابا فاحتضنتها أسرتها منذ طفولتها تعويضها ولو جزئيا عن أباها المغيب خلف زنازين المحتل.
ومع كل يوم تكبر فيه هذه البريئة الجميلة تزداد المناسبات السعيدة لديها كباقي فتيات العالم.. انتهت الدراسة الابتدائية ومن ثم الإعدادية وفي العام المنصرم انتهت مرحلة الثانوية العامة اجتازت تلك المرحلة بنجاح وعند حفل استقبالها لمعدلها المرتفع بالتوجيهي التفتت يمينا ويسارا عسى أن تجد الأب الحنون ليحضنها ويشاركها فرحتها فيخاب ظنها وتعيد نفسها للواقع بعد أن سرحت في الخيال وتردد بصمت أبي ليس هنا أبي لن يشاركني فرحتي .
وعلى مضض مسحت دمعتها وبدأت حياتها العادية وهي تبرق لنفسها رسائل تطمئن أن يكون أباها معها في اليوم التالي أو بأي مناسبة تأتي قريبا بعد شهادة الثانوية العامة.
وبسرعة فائقة وبعد أشهر معدودة حلت عليها مناسبة جديدة وكلها أمل أن تكون المناسبة بحضور والدها لم تكن هذه المناسبة عادية بالنسبة لها أنه زواجها فلبست دبلة الخطوبة و من ثم عقدت قرانها واليوم تزف ومع كل خطوة كانت تنتظر وتطل من شارفة منزل أهلها على أمل أن تشاهد أباها مفرج عنه ليشاركها فرحتها.. ولكن طال الانتظار فجلست على منصة فرحها بجانب عريسها .. حيث في العادة من يرافق العروس إلى بيت زوجها الأب الحنون ولكن في حالة أفنان من رافقها إلى بيت زوجها الحزن والدمع والفراق هذا ما كان مسيطر على قصة عروستنا.
ومع غياب الفرحة الحقيقية عن كوشة فرح أفنان يبقى الأمل أن تكون في ليلة صبحيتها برفقة والدها وأن لم يكن ذلك فأسبوع زواجها قادم وأن لا فالمولود الأول قادم وأن لا فالثاني والثالث والرابع والخامس قادمين إذا أراد الله وأن لم تتحقق الأمنية برؤيته فسيحضر الأب الأسير عاجلا أما أجلا وسيزف أبنتها أي حفيدته إلى عريسها يوما وحينها سيكون الحفيد رمزا لمعاناة أمه التي انتظرت جده طويلا وطويلا .. ومن يرى الحكم المفروض عليه يقول بأن عروستنا أفنان لن تشاهد والدها طيلة حياتها الباقية ولكن إذا أوكل الأمر بيد الله فما على الله ببعيد أن يتم الإفراج عنه غداً.