الوقفة الخامسة :
عقيدة الإسلام سهلة يمكن أن تتلخص في الولاء والبراء...
من الناس من إذا أراد أن يحكم أنك مسلم يفترض عليك أن تسمع كتب العقيدة
التي قد لا يفهم رموزها إلا من ألفها، مما اضطر كثيرون لوضع شروحات وشروحات
لها ليتيسر على الناس فهم ما جاء فيها.
مع أن الناس كانوا يأتون النبي صلى الله عليه وسلم فيجالسوه عليه الصلاة
والسلام فلا يلبثوا إلا ويخرجوا مسلمين دونما تعقيد او حتى كبير اختبار
،فقد سأل النبي - صلى الله عليه وسلم – جارية جاء بها سيدها ليعتقها فقال
لها الرسول : أين الله ؟ فقالت : في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول
الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة) رواه مسلم في الصحيح فالرسول أقر هذه
الجارية على هذا الجواب ،وما ذاك إلا لأن إيمانها بأن الله في السماء يدل
على إخلاصها لله وتوحيدها لله وأنها مؤمنة به سبحانه وبعلوه في جميع خلقه
وبرسوله محمد حيث قالت: أنت رسول الله .
والرجل الذي جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر
الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنى فإذا هو يسأل عن الإسلام
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل على
غيرها ؟ قال لا ألا أن تطوع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام
رمضان ،قال هل على غيره ؟ قال لا إلا أن تطوع قال وذكر له رسول الله صلى
اله عليه وعلى أله وسلم الزكاة ، قال هل على غيرها قال لا إلا أن تطوع قال
فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق).
فبكل بساطة يمكننا القول أن الإسلام سهل ميسور ولا تعقيد لا في عقيدته ولا
في أحكامه العملية فيكفي الإنسان أن يكون عنده عقيدة الولاء لله ولرسوله
وللمؤمنين وعقيدة البراء مما هو دون الله ورسوله والمؤمنين.
ومن كان هذا حاله في الولاء والبراء فلن يكون عنده أي صورة من صور الشرك لا
في توحيد الإلوهية ولا الربوبية ولا الأسماء والصفات دون تفصيل وشرح لن
يستفيد منه كثير من عوام الناس.
فلماذا تجدنا نعسر اليسير ونطيل في الموجز ونسهب في التفاصيل التي لا طائل ولا فائدة من ورائها..