قال القحطاني-رحمه الله تعالى- في نونيتة :
إن الرجال الناظرين إلى النسا *** مثل الكلاب تطوف باللُّحمان
شرح فضيلة الشيخ د/صالح بن سعد السحيمي
- حفظه الله تعالى -
قال الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله :
إن الرجال الناظرين إلى النسا *** مثل الكلاب تطوف باللُّحمان
الكلب إذا شم اللحم يأتي من بعيد
يسافر سفرا بعيدا، كيلوات، يشم، لأنه أوتي قوة في ماذا؟ في الشم، فيطوف بالجيف وباللحمان في أي مكان يجدها، فقد شبه المصنف رحمه الله تعالى أولئك الذين يُطلقون أبصارهم في النظر إلى النساء الأجنبيات والله تبارك وتعالى يقول "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " ويقول:"قل للمؤمنات" إيش؟ "يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"
فالنظرة الأولى لك، التي بدون قصد ولم تتعمدها ولم تسعَ إليها، النظرة الأولى لك، والثانية عليك، لك بمعنى أنك معفوٌ منها، ليس معنى ذلك أنها تباح لك، يعني لا ذنب عليك فيما لم تقصده، وإنما وقع نظرك على شيء لم ترده فلا تكرره وغض نظرك، وغض طرفك، وغض بصرك
إذا كان الجاهليون قبل الإسلام يقول قائلهم :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي *** حتى تواري جارتي مأواها
سبحان الله، جاهلي هذا، مشرك من المشركين يقول :
وأغض طرفي إن بدت لي جارتي****حتى تواري جارتي مأواها
الآن الكثير لا يتورعون من النظر، وهن لا يتورعن من الكشف، المتبرجات المستغربات واللاتي يتحيَّلن على الحجاب، فيلبسن حجابا لا قيمة له، وجوده كعدمه، فانتبهوا لهذا، هذا تقبيح، تشبيه مقصود به ماذا؟ التقبيح
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللُّحمان
هذا تشبيه في علم البلاغة يسمونه، الغرض منه ماذا؟ التقبيح
وإذا أشار محدثا فكأنه قرد يقهقه أو عجوز تلطم
من هذا القبيل
من أنواع التشبيه المقصود به التقبيح، هو هذا
فالشيخ رحمه الله تعالى يريد أن يُبغِّض هذا الأمر للمؤمن على المؤمن حتى يحذر منه، كما شبه الله عز وجل الذين يأكلون أعراض إخوانهم بمن يأكل لحم أخيه ميتا، " أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"
إذن انتبه فهذا كله المقصود به التحذير من الوقوع، وبعض الناس الآن من تقليدهم للغرب والإفرنج أنهم يعقدون جلسات سمر هم ونساؤهم وقريباتهم...
اتصل بي قبل ثلاثة ليالي، اتصلت بي امرأة، تقول إن شخصا يخطبها وهي يبدو إن شاء الله أنها تحب الخير وملتزمة بالخير يبدو من خلال أسئلتها، وهذا الذي جاء يخطبها اشترط عليها أنها تجلس مع إخوانه بعد أن يتزوجها، سافرةً كاشفةً وجهها، يقول لأن هذه عادتنا، اتصلت بي من هنا، من المدينة، من داخل المدينة، تقول لأن هذه عادتنا ما نستطيع أن نغطي عن أقاربنا، فهي في هذه الحالة تسأل هل توافق، وهو يصلي وكذا، قلت أبدا ارفضيه رفضا باتا مادام هذا شرطه الفاسد من الآن، مادام يشترط هذا الشرط الفاسد من الآن فارفضيه ويعوضك الله خيرا منه، لأن هذا شرط في غاية الفساد
تشترط عليها تسمر مع إخوانك ومع عمانك ومع أقاربك؟ هذا فساد عريض
وهذه عادات إفرنجية، يعني كما في بعض البلاد، ليلة الأعراس وليلة الأفراح الرجال والنساء سواء، يختلطون ويرقصون ويلعبون ويغنون، كلٌ منهم ينظر إلى الآخر، من يأمن من يصطاد في تلك الليالي الحمراء؟ هذا أمر خطير، وتقليد لأعداء الله، والبعض يتساهلون في المصافحة، يأتي ويضع يده في يد امرأتك وأنت تنظر إليه كالتيس الأسك، تماما، لا التيس خير منك، يهز يدها هكذا ، يهش يدها وهو ينظر إليها، ما شاء الله يتمتع بملمسها وأنت تنظر كالثور،
أين رجولتك؟
أين غيرتك؟
أين فهمك؟
أين عقلك؟
أين دينك؟
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول :
" إني لا أصافح النساء وإنما قولي لإحداكن كقولي لمائة امرأة" ،
لما جاءت إحدى الصحابيات تريد أن تصافحه، وهو لا يُتهم لو صافحها لا يُتهم، القضية ما هي قضية اتهام ولا ماهو اتهام، القضية قضية حكم شرعي، إذا كان الله عز وجل حذر من الخضوع بالقول لئلا يطمع الذي في قلبه مرض، وحذر مَن؟ حذر مَن؟ آه ؟ نساء النبي صلى الله عليه وسلم، الطاهرات المطهرات البعيدات من كل سوء فما بالكم بنساء الدشوش، ونساء الفضائيات التي ترى كل شر عبر تلك الفضائيات التي يدخلها بعض الناس بيته دون حياء من الله ولا تورع ولا خوف من الله عز وجل، ثم يقول أنا أتحكم فيه، والله ما تستطيع تكذب، تكذب ما تستطيع تتحكم أبدا، أتحداك، والله لا تستطيع التحكم
ألقاه في اليم مكتوفا وقال له (إيش؟) *** إياك إياك أن تبتل بالماء
فالغاية لا تبرر الوسيلة، تسمع الأخبار اسمعها في الراديو أو على الأقل يعني التلفزيون المحلي على ما فيه من غثاء، لكن فتح الفضائيات التي فيها كل محرم، هذا في غاية من الفساد والبلاء
يجي يقول والله يزعل علي أخوي إذا ما صافحته زوجتي، خليه يزعل إلى يوم القيامة
إذا ذهب الحمار بأم عمرو * * * فلا رجعت ولا رجع الحمار
ترضي الله أم ترضي أخاك ولا قريبك؟
السلام بالكلام، تسلمُ عليه من وراء حجاب، وهو يسلم عليها، من وراء حجاب، ليس من وراء حجاب تحط قماش في يدها، لا،
يعني متغطية تمام لا تلمسه ولا يلمسها، لا بحائل ولا بدون حائل،
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لأن يطعن أحدكم بمخيط في رأسه خير له من أن يمس امرأة لا تحل له"
فهمتهم هذا يا إخواني انتبهوا، كونوا غيورين
انظروا إلى هذا التشبيه العجيب
إن الرجال الناظرين إلى النسا مثل الكلاب تطوف باللُّحمان
يعني البسة أو الكلب مستحيل ترده عن اللحم، إذا كان يراها أمامه إلا أن تتضارب معه، كذلك الرجل والمرأة ضعيفة، والنظرة سهم من سهام إبليس
العين تزني وزناها النظر
والأذن تزني وزناها السمع
الذين يسمعون "يا حبيبي يا حبيبتي " عُرضة لأن يزنوا
في التلفزيون أو الراديو أو غيره
واليد تزني وزناها اللمس
والرجل تزني زناها إيش؟ المشي
والفرج إيش؟ يصدق ذلك أو يكذبه
وفي الغالب قد يصدقه
فانتبهوا عباد الله إلى خطورة الموقف فإنه في غاية الخطورة
نعم تفضل .
فرغ هذه المادة الأخ الفاضل صايب أسامة الجزائري
- جزاه الله خيرا -