ملاكي عضو جديد
آخر مواضيع المنتدى :
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 21
| موضوع: حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة الإثنين أكتوبر 31, 2011 6:44 pm | |
| | بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - رضي الله عنهم- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22) .
2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23).
3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24).
4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) .
5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26).
6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك وأحمدها عاقبة لديك اللهم آميـــــــــــــن ********************
|
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - رضي الله عنهم- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22) .
2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23).
3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24).
4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) .
5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26).
6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك وأحمدها عاقبة لديك اللهم آميـــــــــــــن ********************
|
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - رضي الله عنهم- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22) .
2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23).
3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24).
4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) .
5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26).
6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك وأحمدها عاقبة لديك اللهم آميـــــــــــــن ********************
|
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - رضي الله عنهم- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22) .
2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23).
3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24).
4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) .
5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26).
6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك وأحمدها عاقبة لديك اللهم آميـــــــــــــن ********************
|
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
تنويع العبادات عند السلف : كان السلف - رضي الله عنهم- ينوعون من العبادات في عشر ذي الحجة من أجل أن تستوعب أيام العشر أنواعاً من العبادات: 1. فقد قال عمر بن الخطاب: لا بأس بقضاء رمضان في العشر(22) .
2. وكان الحسن البصري يكره أن يتطوع بصيام وعليه قضاء من رمضان إلا العشر(23).
3. وقال صدقة بن يسار : سمعت ابن عمر - رضي الله عنهما- يقول : عمرة في العشر الأول من ذي الحجة أحب إليَّ من أن أعتمر في العشر البواقي ، فحدثت به نافعاً فقال : نعم عمرة فيها هدي ، أو صيام ، أحب إليه من عمرة ليس فيها هدي ولا صيام (24).
4. وقال عبد الله بن أبي مليكة : كان عبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما- يصلي الظهر ثم يضع المنبر فيجلس عليه في العشر كلها ، فيما بين العصر والظهر يعلم الناس الحج(25) .
5. وعن أبي معن قال : رأيت جابر بن زيد وأبا العالية اعتمرا في العشر(26).
6. وكان الحافظ ابن عساكر يعتكف في شهر رمضان ، وعشر ذي الحجة(27). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
هذا، وأسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقنا لفعل الخيرات، وترك المنكرات في أيام العشر خاصة ، كما وأدعو الله أن تكون أسعد أيام عمرنا فيها من التوفيق والقبول فيا رب وفقنا فيها لأحب الأعمال إليك وأرضاها عندك وأحمدها عاقبة لديك اللهم آميـــــــــــــن ********************
| بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة
روى الإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر ؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد"(1)
فما حال السلف الصالح في هذه العشر ؟ وما هي الأعمال التي كانوا يكثرون منها ويحرصون عليها في هذه العشر ؟ :
فقد كان السلف ( يرحمهم الله ) يعظمون هذه العشر ، فما ورد عنهم في فضلها: 1. عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان يقال في أيام العشر : بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم قال - يعني في الفضل - (2).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ، ويحرس ليلها، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(3).
ــــ فكان من تعظيمهم لهذه الأيام : لا يحدثون فيها ذنباً ولا إثماً ، حتى في ذكر الحديث الضعيف أو الحديث الذي فيه خطأ فهم لا يقومون به : 1. فقد ذكر البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي قال : سألت أبا زرعة عن حديث ابن أبي هالة في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-, في عَشْرِ ذي الحجة ، فأبى أن يقرأه علي , وقال لي : فيه كلامٌ أخاف أن لا يصحّ ، فلما ألححت عليه , قال : فأخِّرْه حتى تَخْرُجَ العَشْرُ , فإني أكره أن أُحَدِّثَ بمثل هذا في العَشْر . يعني حديث أبي غسان عن جميع بن عمر(4).
2. وقال ابن أبي حاتم : سمعت أبى يقول : أتيت يحيى بن معين أيام العشر ـ عشر ذي الحجة ـ وكان معي شيء مكتوب ـ يعنى : تسمية ناقلي الآثار ـ وكنت أسأله خفياً فيجيبني ، فلما أكثرت عليه ، قال: عندك مكتوب ؟ قلت: نعم ، فأخذه فنظر فيه فقال : أياماً مثل هذا ؟! وذكر الناس فيها ؟ فأبى أن يجيبني وقال : لو سألت من حفظك شيئاً لأجبتك ، فأما أن تدونه فإني أكره(5).
3. بل إن بعضهم كان يترك التعليم والتحديث لطلابه أيام العشر ، قال الأثرم : أتينا أبا عبد الله – يعني أحمد بن حنبل – في عشر الأضحى فقال : قال أبو عوانة : كنا نأتي سعيد الجريري في العشر فيقول : هذه أيام شغل ، وللناس حاجات ، وابن آدم إلى الملال ما هو(6).
4. ومنهم من إذا دخلت العشر تشبه بالحجاج ، قال ابن جريج : أمر أبو جراب عطاء وهو أمير مكة أن يحرم في الهلال ، فكان يلبي بين أظهرنا وهو حلال ، ويعلن بالتلبية ، وكان أهل مكة فيما مضى على ذلك وفقهاؤهم يحبون أن يتجرد الناس في أيام العشر، ويتشبهوا بالحاج(7). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ولقد كانوا ( يرحمهم الله ) يجتهدون في العشر اجتهاداً عظيماً ، ومنهم :
1. سعيد بن جبير كان إذا دخلت أيام العشر اجتهد اجتهاداً شديداً حتى ما يكاد يقدر عليه(8).
2. وعنه أيضاً أنه قال : لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر - تعجبه العبادة- ويقول: يقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة(9). أما عن صيام عشر ذي الحجة : فقد روى أحمد(10)، وأبو داود ( وهذا لفظه ) (11)، والنسائي(12)، وغيرهم عن هنيدة بن خالد ، عن امرأته ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ،،
ــــ وأما حال السلف في صيام العشر والترغيب في ذلك ؛ فقد ورد عن بعضهم ، ومنهم :
1. عن الحسن البصري أنه قال : صيام يوم من العشر يعدل شهرين(13).
2. وعن الأوزاعي قال : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله ، يصام نهارها ، ويحرس ليلها ، إلا أن يختص امرؤ بشهادة(14).
3. وقال عبد الله بن عون : كان محمد بن سيرين يصوم العشر - عشر ذي الحجة كلها- فإذا مضى العشر ومضت أيام التشريق أفطر تسعة أيام مثل ما صام(15).
4. وقال ليث بن أبي سليم : كان مجاهد يصوم العشر ، قال : وكان عطاء يتكلفها(16).
5. وكان عيسى بن علي بن عبدالله بن عباس يصوم هذه العشر(17) ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أما عن ذكر الله في هذه الأيام العشر : كان السلف - رحمهم الله- يكثرون ذكر الله في هذه العشر : 1. فقد قال مجاهد : كان أبو هريرة ، وابن عمر - رضي الله عنهما- يخرجان أيام العشر إلى السوق فيكبران ؛ فيكبر الناس معهما، لا يأتيان السوق إلا لذلك(18).
2. وعن ثابت البناني قال : كان الناس يكبرون أيام العشر حتى نهاهم الحجاج ، والأمر بمكة على ذلك إلى اليوم يكبر الناس في الأسواق في العشر(19).
3. وعن مجاهد أنه كره القراءة في الطواف أيام العشر، وكان يستحب فيه التسبيح ، والتهليل ، والتكبير ، ولم يكن يرى بها بأساً قبل العشر ولا بعدها(20).
4. وقال مسكين أبي هريرة : سمعت مجاهداً ، وكَبّر رجل أيام العشر فقال مجاهد : أفلا رفع صوته ؛ فلقد أدركتهم وإن الرجل ليكبر في المسجد فيرتج بها أهل المسجد ، ثم يخرج الصوت إلى أهل الوادي حتى يبلغ الأبطح فيرتج بها أهل الأبطح، وإنما أصلها من رجل واحد(21). ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
| |
|
امين
نائب المدير
آخر مواضيع المنتدى :
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 6071 عًٍـمًـرٌٍيے : 39
| موضوع: رد: حال السلف الصالح في العشر ذي الحجة الجمعة مارس 23, 2012 2:15 pm | |
| | |
|