الإسلام نظم حاكمة.. وقيم راشدة
قال الله الحكيم الخبير لرسوله البشير النذير: "قل يا أيها الناس انما أنا لكم نذير مبين.
فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم. والذين سعوا في آياتنا معاجزين أولئك
أصحاب الجحيم"
فإنه في ظل ما أنزل رب البرية من أحكام سماوية. تخاطب في النفس البشرية الفطرة السوية
والروح الزكية وتأخذ بزمام القلوب التقية والعقول الذكية إلي ادراك حقائق الأخبار واستيعاب دقائق
الأسرار فتميز بوعي راق وفهم صاف الخبيث من الطيب والقبيح من المليح والدخيل من الأصيل
في جوانب الشريفة الغراء وتفرق بين الحق والباطل والصادق والكاذب والثابت والزائل من نواحي
الله السمحاء.
فترى الانسان راغبا في حمل نفسه علي السير في طرائق الرحمن نائيا بها عن سبل الشيطان
فاحتواء الاسلام علي نظم إلاهية حاكمة وقيم ربانية راشدة تجعل من المسلم فردا عاقلا بما
يعلم وبشرع الله الحكيم الأحكم ولسنة نبيه الأكرم صلي الله عليه وسلم أقرب وألزم.
فينال في دنياه حياة هنية وعيشة رضية وفي أخراه جنة عالية قطوفها دانية فيها سرر مرفوعة
وأكواب موضوعة ونمارق مصفوفة وزرابي مبثوثة جزاء بما كانوا يعملون.
قال تعالي: "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم. والذين كفروا وكذبوا
بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم".
حيث لم تدع أحكام الدين العالية وقيمه السامية للحق طريقا إلا جملته وحسنته ولم تذر سبيلا
للباطل إلا بغضته وقبحته فأيما نظر إلي ما تحمله نصوص الشرع الحكيم والدين القويم من أهداف
اجرائية وما تشمله من ابعاد معرفية ووجدانية وسلوكية ليدرك بما لا يدع في نفسه مجالا للشك
أو ريب أن قوام سعادة الآنام في الدنيا والآخرة انما يتوقف علي احياء قيم وتعاليم الاسلام .
قال تعالي "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول
بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون".
وقال تعالي: "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات
ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون"