الحب العميق
أحبـُّـــكِ حبّ أزهـــار الربيـــــع تعانقـتْ من كل جنسِ
كمثل شــذى بنفسـج تميل مع الريـــاح بدون لمسِ
كمثل الطــير منطلقـــاً علــى قمم الروابي بعد حبسِ
كمثل الفجـــر ينشــر نوره بعد الظــــلام ببحــر نحسِ
كمثل رؤى السعادة في الخواطر بعد أوهـــامٍ وبؤسِ
أحبكِ كالغريق يرى الحياة تفـــرُّ من أحضـــــان رمسِ
فكنتِ الحاضر الزاهي يساعدني على نسيان أمسي
وأنتِ الآن لي أمـــلٌ يقـــــاوم حيرتي ويشـلُّ يأسـي
وأنتِ الواحة الخضـراء تلقي الظـلَّ في صحراء نفسي
فأنتِ ،وأنتِ لي مذ كنتُ أدركتُ الحقيقــة دون لبـــسِ
وهبتُكِ كلّ ما يهبُ الكريم من النـــدى عن طيب نفسِ
وأعطيتُ الرضى والصـدق والأفكار في طيـّـات رأسي
وعشــتُ بك الهــوى صِــرفاً نقـياً غير مخلــوطٍ بدنسِ
أنام على خيـــوطٍ من سناكِ تثير بي شوقي وأُنسي
وأُغمض حالماً فرحاً بطيفكِ يحتسي صمتي وهمسي
وأصــحو والحــنين يهزّ قلبي يحتــوي عقـــلي وبأسي
وأصبـح كالوليد الظامــئ الولهــــان للصـدر المؤسّي
وأغـــدو كالعليــــــل المســـتجير بكلّ أنــواع التأسـي
وأشـــعر لهفتي تجتاحني عند النوى وكذاك أمســـي
أظلّ أعانق النجـــوى لعلّ الطيـــف يشفيني ويُنسـي
فأنتِ ربيع أفكاري إذا ما احترت في أعمــاق حدسـي
وأنتِ العمـــر أنثره ورود اً تحتسي بالشـــهد كأســـي
فما لي لا أحبّكِ بعد أن قد صرت لي قمري وشمسي
ومثلك لــم أرى حسـناً ولا عقـــلاً على عربٍ وفـــرسِ
أحبـّكِ حبّ أيـّــامي وأحــلامي وأشــــعاري وحسـّــي
أحبــــــّــكِ ما يحبُّ كمثله حــــبٌّ ، ولا ليـــلى وقيــسِ
وأنتِ لتهـنئي يا حلـوتي أنْ صـرتِ لي نبضي وجرســـي
كلمات راقت لي