ritouja dz
صاحبة الموقع
آخر مواضيع المنتدى : أهلا وسهلا بالجميع
عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 5391 عًٍـمًـرٌٍيے : 35
| موضوع: المعتقلون في سجون الاحتلال إلى أين؟ الإثنين أكتوبر 25, 2010 2:31 pm | |
| المعتقلون في سجون الاحتلال إلى أين؟ / بقلم: إبراهيم المدهون ___________________________________________
قد لا يختلف الكثيرون في أن قضية المعتقلين الفلسطينيين يعتريها تقصير لا مثيل له في أي من القضايا الكبرى للشعب الفلسطيني، حيث لا زال أكثر من 8000 معتقلاً ومعتقلة يقبعون في أقبية ودهاليز باستيلات ومعتقلات الاحتلال الصهيوني، حيث ألوان العذاب والمهانة الشتى التي يسامونها صباح مساء. وبالرغم من التقارير الكثيرة والروايات المتواترة لقصص عذاباتهم لم يَبْدُ في الأفق أي حراك جدي أو شكلي على المستوى العربي والدولي، بهدف إنهاء معاناتهم ووضع حد لما يمكن أن يرقى للجرائم الإنسانية بحق المعتقلين، وتسبب هذا الصمت المشين والمعيب في أن يصبح اختطاف آلاف الفلسطينيين أمر طبيعي وهينٌ بسيط.
مأساة المعتقل الفلسطيني في معتقلات الصهاينة تتلخص في أنه لا يعيش حياة آدمية طبيعية، حيث الحرمان من أبسط الحقوق بلا أي ذنب اقترفه او جريمة ارتكبها، سوى أنه ابن لهذا الشعب الأبي، وينتمي لقضيته العادلة ويتمسك بأرضه التي هي أغلى من حياته، وحقه الذي لا يتنازل عنه في العيش بكرامة.
للأسف الشديد لقد استطاع الكيان الصهيوني أن يحوَّل الأسر والاعتقال في أذهان قادة الأمة إلى أمر بديهي اعتيادي لا يثير غضب أحد، ولا يحرك فيه نخوة أو شهامة، فقد بات طبيعياً أن يجتمع الرؤساء العرب مراراً وتكراراً بدون أن ينبس أحدهم ببنت شفة عن معتقلينا فهم لا يعلمون عددهم ولا حالهم فضلاً عن جهلهم بصور أشخاصهم وأسمائهم وأحكامهم!
معتقلونا ليسوا أرقاماً أو مجرد أعداد؛ فوراء كل أسير حكاية معاناة وقصة ألم وعائلة تتجرع الحسرات والأوجاع آناً بعد آن جراء فراقها عن أحبتها الذين غيبتهم المعتقلات، وعضهم السجن بنابه المسموم فتكدرت حياتهم وحياة ذويهم؛فلا أفراحهم تظللها سعادة، ولا مسراتهم تخالطها أي غبطة، حيث تتبدل كل تلك المناسبات لدموع وحزن ولوعة، وأيام أطفالهم وإخوانهم تتحول لانتظار وترقب وجزع، فحياتهم كلها قطعة من عذاب في انتظار الفرج والانفراج، فكم من شاب عز عليه أن يفرح بزفافه ووالده يقضي عقوداً في الاعتقال، وكم من فتاة بكت يوم خطبتها فأخيها المعتقل يهدي لها السلام.
هناك قصص حقيقة وتفاصيل يومية لا يشعر بها ويتذوق مراراتها سوى من تجرع ويلات أن يكون ابنه معتقلاً لدى الاحتلال، فانظروا ودققوا باعتصام أهالي الأسرى كل اثنين أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، وتفحصوا وجوههم التي تحمل ألم سنوات الاعتقال والتغييب، انظروا إلى الأم السبعينية برغم عمرها الذي تكشفه تجاعيد وجهها التعب، ومع ومرضها ووجعها ووجدها، إلا أنها تنضبط مع كل اعتصام لتقف في الشمس الحارقة ترفع صورة فلذة كبدها الغائب عن دفئ حضنها منذ أعوام وأعوام.
ما أصعب الجلوس في بيوتنا وأماكن عملنا آمنين مطمأنين بين أبنائنا وإخواننا، وهناك من حرم الزوجة والأبناء ودفئ البيت لأنه عاش لقضيته وعمل من أجلها فاعتقل وحكم بمئات السنوات. إن دَينهم في رقابنا جميعاً، في قوت أبنائنا، في أوقاتنا التي نقضيها مع أحبابنا. فأين يمكن أن تكون قضيتنا وثورتنا وجهادنا واسمنا وكياننا لولا تضحيات هؤلاء، وجهاد هؤلاء، واعتقال هؤلاء!
إن قضية معتقلينا مصيرية، وملحة، وأولوية، ومقدمة على كل القضايا، لأنها قضية آلاف المعذبين والمضطهدين، ففيها قيمة الإنسان الفلسطيني وحريته وكرامته، وهي قضية تحتاج إلى جهد كل منا وعرقه بل ودمه، وعلينا أن نستجمع كل طاقاتنا لتحرير المعتقلين من براثن الصهاينة، ولغرس ثقافة تحريرهم في عقولنا جميعاً أطفالاً، وشيوخاً، ونساءً ورجالاً؛ مثقفين وإعلاميين وساسة وقادة وأشخاصاً عاديين.
إننا ندرك أن العدو الظالم لن يمنَّ علينا ويمنح أبناءنا الحرية بالمجان، فهذا العدو لا يفهم إلا القوة والإجبار والقهر فهي مفردات لغته، ولا يدرك ولا يتعاطى بغيرها، وهذا العالم وهذه المؤسسات والهيئات الأممية والإقليمية لن تحرك ساكناً ولن تتقدم خطوة واحدة نحو حرية المعتقلين ما لم تشاهد إصرارنا نحن على إخراجهم وتحريرهم دون قيد أو شرط.
إن العجب كل العجب في من يفاوض الاحتلال ويجلس معه وينسق أمنياً مع جيشه دون الاكتراث لمصير آلاف المعتقلين، ودون حتى المطالبة بخروجهم كشرط مسبق قبل بدء أي عملية تفاوضية، فما قيمة التفاوض والمعتقلات ممتلئة بخيرة شبابنا؟! إن المطلوب ممن يفكر بالمفاوضات أن يفكر في آهات وأنات المعتقلين وأمهاتهم وآبائهم وأهلهم، وأن يجعل تبييض السجون شرطاً مسبقاً لأي عملية سياسية وتفاوضية قادمة.
أن الأمل الوحيد الذي يحدونا اليوم لإخراج معتقلينا مرفوعي الرؤوس شامخي الهامات هو في عملية التبادل بالجندي الأسير، ولقد قدمت حركة حماس نموذجاً يُحتذى به ويُفخر بمثله في إدارتها الصلبة والحكيمة لملف الجندي الأسير لديها، وما تجرعته هذه الحركة والشعب في غزة من حصار وعدوان واغتيال للرموز والقادة لعنوان واضح لقيمة أسرانا وقدرهم الكبير.
ومع ما يمثله إتمام صفقة التبادل من أمل كبير لمعتقلينا الأبطال وذويهم، إلا أن هذا الجندي لا يكفي وحده لإنهاء عذابات كافة المعتقلين، وعلى الإخوة في فصائل المقاومة وكتائب القسام تحديداً العمل على اعتماد الأسر أسلوباً وسبيلاً حتى يذعن المحتل صاغراً لإرادة شعبنا ومقاومته، وليعلم العالم كل العالم أننا على أتم الاستعداد لتطبيق أمر نبينا الكريم "فكوا العاني" بهدف إكمال الطريق لنهايته حتى نغلق هذا الملف مرة وللأبد.
| |
|