ضغوط الأبوة يمكن أن تسبب ضررا في العلاقة بين الزوجين
(د ب أ)- قدوم وليد ينظر إليه بصورة عامة على أنه إثراء لعلاقة ، لكن أحيانا يتسبب في حدوث توترات في الأواصر بين الأم والأب ، ما يترك الزوجان يتساءلان إذا ما كان طفلهما قد قضى حقا على قربهما من بعضهما.
ويقول بعض الخبراء إن الأطفال يضعون السعادة الموجودة بين الزوجين في خطر. وهناك معالجون آخرون لا يشعرون بقوة بهذه المشكلة ، لكنهم لا يزالون يحذرون من أن الصعوبات يمكن أن تظهر ويقولون إن معرفتها يمكن أن تساعد الآباء في تجنب المشكلات.
ويوصي الخبراء بأن يوفر الآباء الجدد وقتا لأنفسهم للاعتناء بعلاقتهم. وفي بعض الحالات يجب التضحية بالهوايات.
ويشتكي الأزواج عادة من أنه بعد الانتهاء من الاعباء المنزلية يتبقى لهم فترة زمنية قصيرة للغاية وطاقة محدودة جدا لفعل أي شيء آخر. ويجدون من الصعوبة فعل أشياء معا كانت قبل قدوم الأطفال أمرا يسهل تنظيمه. بالنسبة لكثير من الأزواج تكون النتيجة لتلك المشكلات هي الانفصال ، لكن هذا ليس أمرا حتميا.
وتقول أندريا كونرت، طبيبة في ألمانيا متخصصة في الطب النفسي الجسماني والعلاج النفسي، إن " ثلثي الأزواج يواجهون صعوبات بالغة ، ومع هذا لا يؤدي بهم هذا بالضرورة إلى الانفصال". المهم بالنسبة للأزواج هو فهم أن الأشخاص يجب عليهم خوض والسيطرة على مراحل تطورية معينة في حياتهم. فالبلوغ على سبيل المثال ، حيث يتم الانتقال من منزل الأبوين واتخاذ خطوة لتأسيس عائلة.
وقالت كونر إنه عندما يصل الأشخاص ويتجاوزون تلك المعالم المميزة في حياتهم ، يصبحون أكثر نضجا. وأضافت " أحيانا نتخذ خطوة خاطئة عندما نتمسك بأسلوب قديم في فعل الأشياء". ولا يدرك بعض الأزواج أن أشياء كثيرة تبرز عندما يولد مولود جديد.
وقالت " أعتقد أنها ستكون وجهة نظر عصرية تقريبا إذا قال الزوجان إن كل شيء سيصبح كما هو إذا كنا نتمتع بمرونة كافية". لكنها من الناحية العملية تسمع كثيرا في جلسات العلاج التي تنظمها شكاوى بشأن عدم وجود علاقة جنسية وعلاقة حميمية. وهذه هي شكوى شائعة بين الرجال.
وفي ظل هذه الظروف يشعر كلا الزوجين بعزلة متزايدة. ويمكن للأم التعويض عن عدم وجود علاقة حميمية مع زوجها من خلال التقارب الجسدي مع الطفل. لكن بعض الآباء يشعرون أنهم محرومون من هذا، لا سيما عندما يستحوذ الطفل على كثير من اهتمام الأم.