وكالات - شهاب
أفاد تقرير إسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية سعت إلى تعزيز علاقاتها في مجال الاستخبارات مع دول في منطقة البلقان -خصوصا اليونان وبلغاريا- ضد تركيا، في أعقاب التدهور الكبير الحاصل في العلاقات مع أنقرة، لا سيما بعد الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية أواخر مايو/أيار الماضي.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية اليوم إن تقاطع المصالح بين إسرائيل ودول البلقان -القلقة من سياسة رئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان- عزز التعاون في مجالات المخابرات والتدريبات العسكرية المشتركة، إضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي الذي يتمثل حاليا في مئات آلاف السياح الذين يقصدون إسرائيل والبلقان.
وعززت إسرائيل علاقاتها مع قبرص ورومانيا وصربيا والجبل الأسود ومقدونيا وكرواتيا إضافة إلى اليونان وبلغاريا، وهذه الدول تشاطر إسرائيل القلق من "التطرف" في تركيا ومن تغلغل "الجهاد العالمي".
وزار رئيس الموساد الإسرائيلي مائير داغان صوفيا الشهر الماضي وتم نشر صور نادرة في الصحف البلغارية للقائه مع رئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف، وحسب الصحيفة فإن الاثنين عبرا عن رضاهما عن التعاون والعمليات المشتركة الناجحة لأجهزة الأمن البلغارية والإسرائيلية.
وقال مسؤول إسرائيلي عليم بالعلاقات بين إسرائيل وبلغاريا لهآرتس إن اللقاء بين داغان وبوريسوف كان لقاء مجاملة، وإن الأخير تولى في الماضي منصب المدير العام لوزارة الداخلية وكان مسؤولا عن "محاربة الإرهاب".
وخلال زيارة بوريسوف بصفته رئيسا للحكومة إلى إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، طلب أن يلتقي مع داغان وأن يتم توسيع التعاون المخابراتي بين الدولتين والذي كان محدودا حتى ذلك الحين.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن "أسطول الحرية التركي زاد رغبة البلغاريين في التعاون الأمني والمخابراتي مع إسرائيل، وأدركوا أنه يوجد هنا خطر كبير عليهم، وقد تم طرح الموضوع بين بوريسوف و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، ويحظر أن ننسى أنهم كانوا 500 سنة تحت الحكم التركي".
واقترح بوريسوف على نتنياهو أن يجري سلاح الجو الإسرائيلي تدريبات في بلغاريا ويستخدم قواعد سلاح الجو البلغاري في الفترة القريبة المقبلة. كما زار إسرائيل مؤخرا رئيس الطاقم البلغاري لمحاربة الإرهاب.
ووفقا لتقرير هآرتس فإن دفء العلاقات بين إسرائيل وبين بلغاريا واليونان نجم عن قرار كل من بوريسوف ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو.
كما أشار التقرير إلى وجود دوافع اقتصادية جعلت بوريسوف وباباندريو يسعيان إلى تعزيز العلاقات مع إسرائيل، خصوصا في ما يتعلق بالصناعات الإلكترونية الدقيقة والسياحة، حيث تحولت السياحة الإسرائيلية في السنوات القليلة الماضية من تركيا إلى دول البلقان وخاصة بلغاريا.