بعد الخروج المبكر للمنتخب اليمني من الدور الأول لبطولة "خليجي 20" إثر خسارته الثانية أمام نظيره القطري 1-2 مساء الخميس سادت حالة من السخط الجماهير اليمنية التي هتفت عقب المباراة بشعارات غاضبة ضد الاتحاد اليمني لكرة القدم ورئيسه أحمد العيسى مطالبة برحيله ومحاسبته على تكبد الخسارة.
واتهم المواطن أحمد عبد الله -الذي حضر المباراة مع ثلاثين ألف متفرج- وزارة الشباب والرياضة والاتحاد اليمني لكرة القدم بخداع الجماهير عبر إطلاق تصريحات نارية عن جاهزية المنتخب التي سرعان ما تبخرت لتكشف حقيقة خداعهم، وفق تعبيره.
وطالب بإقالة مسؤولي الاتحاد ووزارة الشباب ومساءلتهم ومحاكمتهم على الأموال الضخمة التي أهدرت على البطولة دون نتائج تذكر.
تشكيلة هزيلة
وبدورهم حمل عدد من المراقبين والنقاد الاتحاد اليمني مسؤولية الإخفاقات المتلاحقة في البطولات الخليجية السابقة، واتهموا القائمين عليه بالفساد "بسبب تعيين تشكيلة هزيلة من اللاعبين دخلت فيها المحسوبية والواسطة واستبعاد لاعبين أكفاء ربما كان وجودهم في التشكيلة سيقلب المعادلة ويحقق فوزا للمنتخب".
ويعتقد الكاتب الصحفي رشاد الشرعبي أن مشكلة الاتحاد تكمن في أنه يبني تشكيلة المنتخب بناء على التوزيع الجغرافي بحيث تمثل مختلف المحافظات بغض النظر عن كفاءة اللاعبين.
ضعف الاهتمام
أما الإعلامي محمد البرعي فقد عزا إخفاقات المنتخب اليمني إلى تدني اللياقة البدنية لدى اللاعبين وسوء الإعداد والتخطيط وقلة الخبرة وضعف الإمكانيات المادية، مؤكدا أن المخصصات المالية المعتمدة للرياضة في إحدى الدول الخليجية تفوق موازنة اليمن برمتها.
وأوضح البرعي للجزيرة نت أن أعضاء المنتخب اليمني لا يتمتعون بالتفرغ للتمارين والاستعداد طيلة العام إنما يتم حشدهم في معسكرات آنية قبيل البطولات بأسابيع معدودة بخلاف المنتخبات الخليجية التي تستعد وتتفرغ للتدريبات طيلة العام.
وبخروجه من خليجي 20 يكون المنتخب اليمني قد لعب 18 مباراة في خمس دورات خليجية هزم في 15 مباراة وتعادل في ثلاث مباريات ولم يفز بأي مباراة على الإطلاق رغم الإمكانيات الضخمة التي رصدتها الحكومة اليمنية لمرحلة إعداد المنتخب التي سبقت البطولة الحالية والتي بلغت -حسب وزارة الشباب- 12 مليون دولار.
وفي معرض توصيفه للخروج المبكر للمنتخب، عاب الناقد الرياضي دواس العقيلي على الحكومة نظرتها التقليدية تجاه الرياضة وعدم إعطائها القدر الكافي من الاهتمام، واتهمها بأنها تنظر إليها كخدمة كمالية يقتضيها التقليد الحكومي.
واستشهد العقيلي في مقالته الأسبوعية بترك الأندية الرياضية تدبر شؤونها دون مساعدة حكومية حتى وصلت إلى درجة البحث عن دعم مالي من التجار لا يكاد يكفي لإصلاح ملعب للتدريب.
وانتقد تجميع اللاعبين في معسكرات مؤقتة قبيل البطولات لا يمكنها التعويض عن عدم التدريب والاستعداد طوال العام.
اعتذارفي المقابل اكتفى رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسى بتقديم الاعتذار للشعب اليمني على الخروج المبكر من البطولة.
كما قدم المدرب الكرواتي ستريشكو اعتذاره للجمهور على النتيجة التي آلت إليها مباراة اليمن مع قطر.
وقال في مؤتمر صحفي "لم أكن أتوقع هذه النتيجة خاصة بعد أن قدم المنتخب بداية قوية بتسجيله الهدف الأول وسيطرته على مجريات المباراة".
ولم تستطع الجزيرة نت الحصول على تصريح من رئيس الاتحاد اليمني أو أي عضو فيه بسبب الاعتذار عن التعليق.