مسن فلسطيني يتوسط منزله الذي يعاد بناؤه في منطقة عزبة عبد ربه بغزة (الجزيرة نت)
أحمد فياض-غزة
تمت في غزة أولى خطوات إعادة الإعمار ببناء أولى المباني السكنية لإيواء أصحاب البيوت المدمرة في ذات أماكن سكناهم التي دمرها الاحتلال خلال عدوانه على قطاع غزة نهاية عام 2008 ومطلع عام 2009.
فقد شرعت جمعية دار الكتاب والسنة في بناء 40 وحدة سكنية في محافظتي غزة والشمال بتمويل من جمعية التربية الإسلامية بمملكة البحرين، لتكون المملكة أول دول العالم التي تشرع في إعادة إعمار ما دمره الاحتلال.
وأكد رئيس جمعية دار الكتاب والسنة الشيخ عبد الله المصري أن العمل في إعادة البناء بدء فعليا عبر بناء 20 وحدة سكنية، حيث وصل فيها البناء إلى مراحل متقدمة بانتهاء مرحلة التأسيس وتجهيز القواعد، والعمل جار على استكمال مرحلة إقامة الأعمدة والإعداد للسقف في بعض المنازل.
لكنه أشار إلى أن مخلفات الحرب التي خلفها الاحتلال عرقلت جزئيا العمل في بعض الوحدات، غير أنهم نجحوا في التغلب عليها بالتنسيق مع الجهات المختصة في الحكومة الفلسطينية المقالة.
وأوضح الشيخ المصري للجزيرة نت أن اختيار الأسر المستفيدة من المشروع تم بالتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة الأشغال العامة في الحكومة، علاوة على الأخذ بعين الاعتبار المستوى المعيشي للأسرة وحجم الضرر وعدد أفرادها، مؤكدا أن الجمعية ستواصل تنفيذ مزيد من المشاريع المتعلقة بإعادة الإعمار سواء على مستوى الإنشاءات الخدمية أو المباني السكينة التي يستفيد منها السكان.
تجاوز التداعيات
وشدد على أن الجمعية تحاول تجاوز تداعيات الحصار بوسائل عدة وتقديم الإعانات التي يحتاجها المحاصرون في أكثر من مجال، مشيرا إلى أن بناء 20 منزلا في البداية يمثل رسالة وفاء لأصحاب البيوت المهدمة وتحديا للاحتلال، ويعكس حرص مملكة البحرين على أن تكون سباقة لتقديم يد العون للفلسطينيين بصرف النظر عن الزيادة في تكاليف مشاريع البناء.
وعبّر المصري عن تقديره الكبير للبحرين ممثلة في ملكها وحكومتها وشعبها المعطاء، وخصوصا جمعية التربية الإسلامية التي لها سلسلة من مشاريع الخير والبذل والعطاء في شتى المجالات بقطاع غزة، داعيا كافة الدول والمؤسسات إلى أن تحذو حذو البحرين ومؤسساتها الخيرية وتتجاوز عقبة تكاليف الإنشاءات المرتفعة، لأنه لا يمكن أن ينتظر المشردون إلى الأبد، على حد وصفه.
من جانبه ذكر مدير المشاريع في الجمعية المهندس يوسف ضهير أن مشروع البناء يتوزع على مناطق عدة في مدنية غزة وشمالها، ويتوزع على الأسر الأكثر تضررا من اعتداءات الاحتلال، ويستهدف المعاقين والعاطلين عن العمل.
وبين ضهير للجزيرة نت أن ظروف الحصار عرقلت مجموعة من المشاريع الإنشائية بالجمعية، لكن صعوبة الاستمرار في الوضع الراهن دفعها إلى الشروع في عدد من المشاريع الإنشائية رغم الزيادة الكبيرة في تكاليف البناء.