رسالة لكل جامعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني طلاب الجامعة ......... والذين في المستقبل القريب ستكونون جنوداً تبذلون أكثر مما كنتم عليه عندما كنتم طلاباً ..
أخواني طلاب الجامعة ... ستكونون بعد فترة معلمين أو موظفين أو في القطاع العسكري أو في القطاع المدني أو ...
فأحببت أن أرسل لكم هذه الرسالة التي تتضمن عدة أشياء وهي كالتالي :
أولاً : أشياء لا بد أن تملكها وتتدرب عليها قبل أن تدخل العمل الوظيفي .
ثانياً : نحن الذين تعدّوا هذه المرحلة ، ندمنا على أشياء عملناها أو تركناها ولا نريد أن تندم مثلنا .
فأعرني سمعك بارك الله فيك وشد على ما نقول فهو حق وخير إن شاء الله .....
** قبل أن تبدأ بقراءة هذه الكلمات تنبّه لهذه الملاحظات :
تخيّل أن موظفاً في شركتك يتّصف بهذه الصفات أو بضدّها .. فما أنت فاعل ؟؟؟ والمعنى أنك أنت عامل للوطن فلا تخيب ظنه فيك .
أن المقصود بالعلم : ليس العلم الشرعي فقط بل حتى العلوم الإدارية والعلمية و...
ليس المقصود من لم يتخرّج بل حتى من هو في أو مشوار الحياة أو قد قارب البلوغ .
ان هذه الرسالة قد كتبت للشباب والفتيات ولكل مسلم .
أولاً : الأشياء التي لا بد أن تملكها قبل أن تتخرّج من الجامعة وتبدأ بمشوار العمل الوظيفي ...
- لا بد أخي أن تكون ذا علاقة قويّة مع الله .. فأنت خُلقت لهذا ، ومن ضعفت علاقته مع ربه فسيخطأ كثيراً في حق نفسه وفي حق الناس .
- لا بد أخي أن تكون ذا خلق حسن ، وتعامل طيب ، وذو كرم نفس ، وذو حياء من الله ومن الناس ... لأن كل هذه يحبها الله ، وأيضاً يحبك الناس إذا اتصفت بها . " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
-الصبر هي الصفة التي لا بد أن تكون متحلياً بها ، لأن الله سيجزيك الخير بلا حساب لأنك من الصابرين ، وابدأ بالصبر على إخوانك الصغار ، عوّد نفسك على الانتظار ومشقته ، لا تظهر للناس أنك متضايق عندما يكلّمك أحد ويطوّل عليك ، وغيرها كثير ...... لأنك ستكون غداً معلم الأجيال ، ومربي الأمة ، فكيف ستنفع أمتك وأنت لا تصبر ... .
- العلم وقد يصيبك العجب من هذه النقطة ، ولكن أقول الأمة تريد منك أن تكون عالماً متقناً لعلمك ومتبعاً ذلك بالعمل ، فليس من المعقول أن تتعلّم الأمور الشرعية وتعلّمها لمن بعدك بفهم ناقص أو مخالفة ظاهرة .. .
- التطبيق ... نعم فإذا كنت تعلم ولا تطبّق فكيف ستعلّم من بعدك لأنك قدوة قبل التخرّج وتزيد بعده .. هذا في الأمور التي تدرسها ، وكذلك في الأمور المساندة ، كالتعامل مع الناس ، الشباب ، النساء ، ... والناجح بعد التخرّج هو الناجح قبله ، فالشباب الذين يقومون بالأعمال الخيرية قد تدرّبوا .. وبعد التخرّج ستستمر تدريباتهم بنتائج فعّالة لأنهم مجرّبين . ومن لم يجرب فستضيع عليه سنوات طوال للتجارب وبعدها خذ من النتائج السلبية ... ولو كان ممن يريد الخير .
- أن تكون جاداً في أمورك .. فالشاب الكسول سيكون عالة على الأمة وعلى الدولة في ضعفه ، وقلّة إنتاجه ، و.....
- أن تكون مراقباً لله في كل صغيرة وكبيرة ، فلا تكن كالذي همّه الأول والأخير (الراتب ) ولو لم يخلص ولو لم يعمل بالطريقة التي تعاهد هو والدولة عليها ، فتراه يخادع ويراوغ ويسرق ويأخذ حراماً والسبب أنه يرى غيره يفعل مثل هذا . وأن ذلك الأمير يسرق وذاك ينهب و... فلا تخف فالله لن يسألك عنهم ...وعن ما سرقوا !!!!
-الإخلاص وهذه من أهم الصفات ، فالذي لا يخلص ، لا يبارك الله له في ماله ، والذي لا يخلص لا ينجوا من أكل الحرام . ومن أكل الحرام ضر نفسه وأولاده ووطنه ومجتمعه وأمّته ..
- الهمّ الاجتماعي فإن كنت ستذهب للوظيفة وهي همّك الأول والأخير فستضعف من أوّل يوم وستؤدي العمل بأي صورة ، لأن همّك نفسك وفقط .!! ولكن لو أنك راقبت الله وعاملت الناس على أنهم إخوانك فستشعر بالحب والتقدير والسعادة التي لا توصف .
ثانياً : الأشياء التي ندمنا على عدم التمكّن منها قبل التخرّج أو الأشياء الخاطئة التي كنّا نعملها وجنينا شرّها قبل التخرج ، وبعد التخرّج كانت النتيجة أكبر شراً ...
-المعصية فهي تفسد عليك دنياك وآخرتك ، وقد أفسدت علينا فرص ذهبية سواء كانت تجارية أو دعويّة ( لأن بعض العاصين يحس بالمسؤولية الدعوية بعد التخرّج )أو اجتماعية كمعرفة الناس .. فكم من معصية أوردتنا المشاكل وكم من كبيرة منعتنا من خير عظيم يأخذه غيرنا ونحن ننظر .
-قلّة التدريب أو عدمه فالشباب الذين كانوا يدخلون في مشاريع الخير ( حلقات – مراكز صيفية – إغاثة – مؤسسة الحرمين ... ) هم أفضل منّا في كل حال ، فهذا ينفع الطلاب ، وهذا متعوّد على الخطابة ، وذاك إداري ناجح ، وهذا مخطط بارع ، وهذا داعية اجتماعي ( للشباب أو الجاليات أو الأسواق )وهذا ، وهذا .... فندمنا على عدم التدريب في هذه كثيراً كثيراً .
- ضعف النيّة الصالحة في طلب العلم حيث أننا كنا نطلب العلم للشهادة وللوظيفة ، فلما أن أردنا ذلك العلم الذي درسناه لم نجد منه إلا القليل والضعيف ... فضاعت أعمارنا في طلبه مرّة أخرى فأصبحنا نطلب العلم الواحد في العمر مرّتين .
-إتباع الهوى فقد كنا نتبع هوانا حتى أوردنا المهالك ، سواء بمعصية أو تتبّع المباحات من صيد أو رحلات أو .... فلمّا قارنّا ما معنا بمثل ما مع الشباب الطموح الصابر وجدنا أننا كنا نعيش في هامش الحياة ، فأخذوا من العلم وتعلّموا وعلّموا وقد نجحوا وأما نحن فقد أدركنا أن عمرنا قد ضاع في الملاهي والمباحات التي علمنا فيما بعد أنهما محرّمات لأنها أضاعت أعمارنا ... فآهٍ ثم آهٍ على تلك الأعمار .
- نظرنا للحياة على أنها مادة وفقط فعلمنا بعد مضي سنوات من التخرّج أن من عامل الناس بالمادة فقط ؛ مات شعوره ، وقسى قلبه ، وقلّ أصحابه ،وزاد همّه ، وكثرت مشاكله ، وركض خلف الدنيا فضيّع أوقاته وأولاده ، .... وهذا ليس بغريب فهي الدنيا التي خاف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم منها .
- نسينا أو تناسينا أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ، فكنا ننظر على أن الوظيفة هي الهمّ الأول لنا في الحياة ، وأن من لم يتوظف فهو " مسكين " ومن توظّف فقد حاز خيراً عظيماً ولو كان براتب زهيد ، مع أن من يبيع ( تمر أو جح )هو أغنى منّا
- من المآسي التي جنيناها بجهلنا وقلّة ديننا وعدم فهمنا لحياتنا أننا تزوّجنا ونحن لا نعرف كيف نتزوّج ، فكثرت مشاكلنا مع أزواجنا ، ورزقنا الله بأولاد ولكننا لا نعرف كيف نتعامل معهم ... فماتوا بيننا وهم أحياء .
هذه الخطرات أردت أن أبيثّها لأخواني وأخواتي .... لعلّ الله ينفع بها ..
أرجوا من الأخوة أن ينشروها في المنتديات ويوزّعوها في الجامعات على الشباب والشابات .
والله يوفقنا وإياكم
للشيخ :عزام المحمد
أتمنى أن تعم الفائدة