الهجوم بالخداع «» Attack By Stratagem
1
قال
سون تزو: التطبيق الأفضل لإجادة فن الحرب هو أن تغنم مدينة العدو كاملة
وسالمة، وأما تقسيمها وتدميرها فليس بأفضل شيء. أيضاً، من الأفضل أن تأسر
جيش العدو كاملاً عوضاً عن أبادته، وأن تأسر فرقة، فصيل، أو سرية سالمين
أفضل من القضاء عليهم.
2
هكذا فإن القتال والانتصار في جميع المعارك ليس هو قمة المهارة، التفوق الأعظم هو كسر مقاومة العدو دون أي قتال.
3
أعلى
درجات البراعة العسكرية هي إعاقة خطط العدو بالهجوم المضاد، يليها منع
قوات العدو من الالتحام ببعضها البعض (عزلها وقطع خطوط الاتصال والإمدادات)
يليها الهجوم على جيش العدو في الميدان، وأما أسوأ السياسات فهو حصار
المدن ذات الأسوار العالية.
4
كلبدة هي ألا تحاصر المدن ذات
الأسوار إذا كان يمكن تجنب ذلك. إن تجهيز الأبراج قابلة التحريك، والحصون
النقالة، والعديد من التطبيقات الحربية اللازمة، سيستغرق ثلاثة أشهر كاملة،
وإهالة التراب أمام تلك الأسوار سيستغرق ثلاثة أشهر إضافية.
5
القائد
- غير القادر على التحكم في ضجره من مرور الوقت دون أي مردود - سيأمر
رجاله بالهجوم مثل قطعان النمل كثيرة العدد، قبل حلول الوقت المناسب لذلك،
والنتيجة تعرض ثلث جيشه للذبح، بينما تقف المدينة عصية. هذه بعض الآثار
الكارثية للحصار.
6
إذن فالقائد البارع يقهر قوات العدو دون أي
قتال، فهو سيفتح مدن العدو دون حصارها، وسيُسقط نظامها الحاكم دون عمليات
عسكرية طويلة في الميدان. (يُسقط الحكومة دون المساس بالمواطنين).
7
مع
بقاء قواته سالمة، ما يشكك بقوة في نفوذ حكم العدو، وهكذا – دون فقدان
جندي واحد- يكون الانتصار بلغ حد الكمال. هذه هي طريقة الهجوم بالخداع.
8
كلبدة
في الحرب أنه إذا كانت نسبة قواتنا إلى العدو 10 إلى واحد، فحاصر العدو،
وإذا كانت خمسة إلى واحد فهاجمه فوراً، وإذا كانت الضعف فيجب تقسيم جيشنا
إلى نصفين (النصف الأول قد يستخدم في القتال، بينما الثاني في الخداع، أو
نصف يهاجم من المقدمة بينما الثاني يهاجم المؤخرة).
9
إذا كانت
النسبة متكافئة (1:1) فيمكن أن نقاتل (حينها سيفوز القائد الأقدر) وإذا كان
الفرق ضئيلاً في غير صالحنا، فيمكننا تجنب العدو، وإذا كان الفرق كبيراً
في أكثر من وجه مقارنة، فيجب أن نفر من العدو.
10
هكذا، رغم أن الفرقة قليلة العدد يمكنها أن تقاتل بضراوة، لكنها في النهاية سيتم أسرها من قبل القوات المعادية الأكثر عدداً.
11
الآن
وبينما القائد هو حصن الدولة، فإذا كان هذا الحصن كاملاً من جميع الجهات،
فالدولة ستكون قوية، أما إذا كان هذا الحصن به عيوب، فالدولة ستكون ضعيفة.
12
هناك طرق ثلاث بها يجلب الحاكم المحن على جيشه:
13
1-
إصدار الأوامر للجيش بالتحرك أو التقهقر، جاهلاً بحقيقة أن الجيش غير قادر
على إطاعة الأمر. هذا ما يسمى إعاقة الجيش. (استخدام كلمة حاكم يقصد بها
صاحب الأمر في الخطوط الخلفية، فإدارة الجيوش يجب أن تتم من على بعد، وليس
من على خط المواجهة).
14
2- قيادة الجيش بذات الطريقة التي يحكم بها الدولة، جاهلاً بالظروف التي يواجهها الجيش. ذلك يسبب الضيق والقلق في نفوس الجنود.
15
3-
تعيين الضباط في جيشه دون تفرقة (لا يضع الرجل المناسب في المكان المناسب)
بسبب جهله بالأعراف العسكرية المتعلقة بالتكيف حسب الظروف المحيطة. ذلك
يهز ثقة الجنود في الحاكم.
16
لأنه عندما يصبح أفراد الجيش
قلقين وغير واثقين في الحاكم، فالمشاكل حتماً ستأتي من بقية زعماء العشائر.
ذلك ببساطة هو إلحاق الفوضى بالجيش، ورمي النصر بعيداً.
17
هكذا نعرف أن هناك خمس أساسيات للنصر:
1- من ينتصر يعرف جيداً متى يقاتل ومتى لا يقاتل.
2- من ينتصر يعرف كيف يتعامل مع مختلف أشكال القوة: كثيرها وقليلها.
3- من ينتصر هو من تحرك جيشه روح معنوية واحدة على جميع مستويات القادة والجند.
4- من ينتصر هو من جهز نفسه جيداً، ثم انتظر ليأخذ عدوه على غفلة منه.
5-
من ينتصر هو قائد لديه صلاحيات كاملة ولا يتداخل الحاكم معه في حيثيات
عمله. (الحاكم يصدر أوامر عامة، بينما القائد هو من ينفذ تلك الأوامر
بالطرق التي تتراءى له).
18
إذن إذا كنت تعرف العدو وتعرف نفسك -
فلا حاجة بك للخوف من نتائج مئة معركة. إذا عرفت نفسك لا العدو، فكل نصر
تحرزه سيقابله هزيمة تلقاها. إذا كنت لا تعرف نفسك أو العدو – ستنهزم في كل
معركة. (علمك بعدوك يعرفك كيف تدافع، علمك بنفسك يعرفك كيف تهاجم – الهجوم
هو سر الدفاع، والدفاع هو التخطيط للهجوم).