أكدت نقابات التربية الوطنية، أن أغلب الأولياء أصبحوا يعتقدون
أن دفع أموال كبيرة في الدروس الخصوصية لفائدة أبنائهم المقبلين على اجتياز
الامتحانات الرسمية، سوف يرفع من حظوظ النجاح، بحيث أصبحوا ينفرون من
المدرسة العمومية نحو "المستودعات'" إلى درجة أنهم أصبحوا يلجأون إلى
اختيار أساتذة لديهم سمعة جيدة في مؤسساتهم التربوية، يظنون بأنهم يملكون
"الوصفة السحرية" للنجاح في البكالوريا. وأوضح الأمين الوطني المكلف بالإعلام والاتصال بالمجلس الوطني
المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني، مسعود بوديبة، في تصريح
لـ"الشروق"، أنه تم تسجيل في الآونة الأخيرة هجرة جماعية من المدارس
العمومية نحو المنازل والمستودعات، من أجل تلقي دروس خصوصية، رغم أن
مؤسساتنا التربوية تمنح للتلاميذ دروس الدعم والتقوية لكافة التلاميذ من
دون استثناء، ومجانا وداخل المدرسة، في حين أن الدروس الخصوصية التي يمنحها
الأساتذة للتلاميذ بالمنازل والمستودعات تعد مكلفة جدا، مرجعا ذلك إلى
تهرب أغلب الأولياء من المسؤولية، فعوض متابعة أبنائهم في المنزل بشكل
مستمر، أصبحوا يلجأون إلى البحث لهم عن "مقعد" أو بالأحرى عن "كرسي شاغر"
بإحدى المستودعات، لكي يتلقوا دروسا خصوصية، معتقدين بأن دفع أموال
باهظة طوال الموسم الدراسي، سوف يرفع حظوظ النجاح لديهم، خاصة في
الامتحانات الرسمية .
وأشار محدثنا عن نقطة أخرى تتعلق بملاحقة التلاميذ لبعض الأساتذة،
الذين اكتسبوا شهرة واسعة بمؤسساتهم التربوية التي يشتغلون بها، وحتى
بأحيائهم، إلى درجة أن التلميذ أصبح يعتقد بأن ذلك الأستاذ يملك "الوصفة
السحرية" للنجاح في شهادة البكالوريا. فتجدهم يتهافتون عليه ليلا ونهارا، من أجل الظفر بمقعد في الجامعة، مؤكدا بان عدوى الدروس الخصوصية قد انتقلت أيضا إلى الطور الابتدائي والسنوات الأولى وحتى إلى الجامعة.
وأكد، مسعود بوديبة، أن هناك بعضا من التلاميذ يتهافتون على
الدروس الخصوصية، بحثا عن الحرية، على اعتبار أن المدرسة العمومية تقيدهم،
بحيث يجبرون على الانضباط بتوقيت الدخول والخروج، معتبرا أن تشجيع الدروس
الخصوصية يعد مؤامرة على "المدرسة العمومية".
أستاذ واحد..لتدريس كافة المواد العلمية والأدبيةومن جهته، أوضح عبد الكريم بوجناح الأمين الوطني للنقابة الوطنية
لعمال التربية، أن التلاميذ أصبحوا ينفرون من المدارس العمومية نحو
المستودعات والمنازل، للحصول على دروس خصوصية للتفاخر والتباهي أمام باقي
زملائهم، إلى درجة أنها أصبحت بمثابة "الموضة" التي يتبعها أغلب
المتمدرسين، معلنا بأن هناك بعض الأساتذة يقدمون دروسا للتلاميذ، خاصة
تلاميذ الأقسام النهائية في كافة المواد، ومن دون برنامج معين، بحيث تجد
أستاذ مادة الفرنسية مثلا، يمنح دروسا أخرى في مختلف المواد الأدبية
والعلمية.
وطالب
محدثنا الوصاية بضرورة قيامها بتحفيز الأساتذة الذين يقدمون دروس دعم
وتقوية على مستوى المؤسسات التربوية ماديا، من خلال الرفع في قيمة
التعويضات المالية، على اعتبار أنها محددة حاليا بـ600 دينار للساعة.