(طريقة جديدة للتبكير باكتشاف مرض الزهايمر)
أعلن العلماء البريطانيون أنهم توصلوا إلى طريقة لاكتشاف الإصابة بمرض
(الزهايمر) الذى يتسبب فى فقدان الإنسان للذاكرة قبل ظهور أعراض المرض
بفترة طويلة.
وجد هؤلاء العلماء أنه يمكن باستخدام الأشعة المقطعية معرفة ما إذا كانت
أجزاء معينة من المخ تتعرض لعملية ضمور سريع.. الأمر الذى يوضح أن الشخص
مصاب بالمرض وإن كانت أعراضه لم تظهر بعد.
ومن جانبه أكد الدكتور ديفيد سميث رئيس فريق علماء جامعة أكسفورد الذى أجرى
هذه الأبحاث أن أجزاء فى مخ الإنسان المصاب بمرض الزهايمر تتعرض لعملية
ضمور سريع للغاية قبل عامين من ظهور أعراض المرض.
وأشار الدكتور سميث إلى أنه باستخدام الأشعة المقطعية على المخ يمكن اكتشاف
المرض فى مرحلة مبكرة، الأمر الذى يتيح الفرصة لعلاج الأشخاص المصابين
بأنواع من العقاقير تساعد فى إبطاء ضمور خلايا المخ.
يذكر أن مرض الزهايمر الذى لم يتم اكتشاف علاج له حى الآن من المتوقع أن
يصيب نصف عدد المحالين للمعاش فى الولايات المتحدة فى غضون عشرين عاماً،
كما أنه أخذ فى الانتشار فى دول العالم النامى ولاسيما بين كبار السن.
الميكروبات ومرض الزهايمر
فاجأ الدكتور آلان هدسون علماء المخ والأعصاب بنتائج جديدة قال فيها إن
الإصابة بالزهايمر أو مرض فقد الذاكرة التدريجى الذى يصيب البعض مع التقدم
فى السن، يقف وراءها ميكروب شائع الانتشار من تلك الميكروبات التى تسبب
الرشح والعطس.
وأكد هدسون أن هذا الميكروب يتسلل إلى أعماق المخ ويحدث التهابات وتدمير فى
بعض المناطق فى المخ , ويؤدى تدمير هذه المناطق للإصابة بالزهايمر.
وتأتى المفاجأة من أن العلماء لم يتصوروا من قبل أن هذا المرض المعقد
المستعصى على العلاج فى معظم الحالات يمكن أن ينتج عن ميكروب شائع يسهل
مقاومته بمضاد حيوى بسيط..
يعتبر الزهايمر.. أى فقدان الذاكرة التدريجى، حتى الآن من الأمراض غير
المعروفة أسبابها بدقة, كما أنه لا يوجد لها علاج حاسم ونهائى, وأكثر
النظريات المعروفة عن المرض تدور حول ثلاثة مفاهيم.. الأول يرى أن المرض
يحدث بسبب وجود بروتينات معينة فى المخ تلعب دوراً فى ذلك بعد أن يطرأ
عليها تحور كيميائى.
والثانى يرجع ذلك إلى انخفاض مستوى مادة الأسيتيل كولين الذى يلعب دوراً مهماً للغاية فى نقل الإشارات العصبية ما بين الخلايا.
والثالث يرجعه إلى حدوث ضمور فى الخلايا العصبية بالمخ، المسئولة عن التذكر
والإدراك والتى تظل حية لا تموت لكنها لا تعمل بفعالية كافية.
وأخيراً جاءت نتائج الدكتور هدسون لتضيف تفسيراً جديداً يرى أن الزهايمر قد
يحدث بسبب العدوى بالميكروبات, وذلك بناء على دراسة قام خلالها بفحص مخ 38
من المتوفين حديثاً, نصفهم كان مصاباً بالزهايمر والنصف الثانى توفى
لأسباب أخرى, وخلال الفحص عثر الباحثون على ميكروب يسمى "الكلاميديا
بينومونيا" داخل مخ 17 شخصاً من المجموعة التى توفيت متأثرة بالزهايمر وضمت
19 شخصاً, بينما لم يظهر الميكروب سوى فى شخص واحد من الذين توفوا لأسباب
أخرى غير الزهايمر.
وبمواصلة التحليل اتضح أن الميكروب لا ينتشر فى جميع أجزاء وخلايا المخ
المختلفة بل يستوطن خلايا بعض المناطق العميقة التى عادة ما تصاب بالتدمير
والتلف عند الإصابة بالزهايمر, وبناء على هذه النتائج افترض الباحثون أن
هناك علاقة ما بين الميكروب والإصابة بالزهايمر.
عزز الفريق البحثى وجهة نظره ببعض الشواهد الأخرى, منها أن البكتيريا
عموماً متهمة بالعمل على إحداث الإصابة بتصلب الأوعية الدموية التى تسد
الشرايين ويمكن أن تؤدى إلى أزمات قلبية, كما أن ميكروب الكلاميديا يحدث
التهابات فى أعضاء الجسم الأخرى عندما ي