عقوني زكية
تصوير: (مكتب الشروق )
4صدق الشهيد
العربي بن مهيدي عندما قال في لحظة ما (القوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها
الشعب) هذه المقولة تجسدها قصة المرأة عقوني زكية من مواليد 1944 بمنطقة
المالح بلدية مڤرة بالمسيلة، التقتها الشروق أثناء جولة استطلاعية
بالمنطقة. فكشفت عن حقائق تخص الثورة، وعلى وجه التحديد قصة وقوع المنطقة
التي تقطنها (أولاد مبروك بالمالح إلى الشرق من بلدية مقرة على مسافة تقارب
15 كلم) تحت حصار قوات الاحتلال الفرنسي وعدد من (الحركى) وذلك في حدود من
1959 الى 1960م، على حد تعبير المتحدثة، التي أشارت أيضا إلى أن تلك القوات علمت بوجود مجاهدين في مخبئ بأحد المنازل، واحد منهما على قيد الحياة (بن موسى حسين) من باتنة، وشاء القدر أن يكون حاضرا معنا أثناء تسجيلنا لهذه الدردشة.
العجوز زكية كشفت عن أن عمرها في تلك
الفترة كان 15 سنة، وفي لحظة معينة وأثناء اشتداد الحصار وقصف قوات
الاحتلال للبيت سلمها المجاهد المشار إليه سلفا ملفات ووثائق تخص الثورة
غاية في الأهمية وذات الصلة بقسمة المنطقة وتحمل أسماء مجاهدين وفدائيين
ومتعاونين مع الثورة ومعلومات أخرى، وما كان من هذه الأخيرة إلا أن خبأت
تلك الوثائق في ملابسها كبداية، لكن خوفا من التفتيش وعيون جنود الاحتلال
الفرنسي، اهتدت -كما قالت- إلى ردم تلك الأوراق داخل فضلات الحيوانات حيث
كانت تقف، والأكثر من ذلك -تضيف الأم زكية- أنها حاولت قبيل اشتداد الحصار
والقصف مساعدة هذين المجاهدين بإخفائهما تحت كومة من الحطب، لكن شاء أن
يسقط احدهما شهيدا، و(حسين الذي لا يزال على قيد الحياة) تمكن من إصابة
جنديين فرنسيين ولاذ بالفرار، وهو الذي أوضح بالتوازي أنه لولا شجاعة
وإيمان تلك المرأة لكانت الكارثة ولوقعت مجزرة جماعية، كونها تمكنت من تهريب وإخفاء وثائق مهمة تخص الثورة والمنطقة تحديدا.
ومما تجدر إليه الإشارة أن هذه المرأة لا تملك أية وثيقة تثبت أنها شاركت في حرب التحرير على الأقل -كما قال- ممن حضر المناسبة، منحة تقيها الظروف الاجتماعية القاهرة.