- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  829894
ادارة المنتدي - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  103798
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  829894
ادارة المنتدي - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  103798
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةبوابة2أحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» بمناسبة شهر رمضان المبارك
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالخميس يونيو 18, 2015 1:52 pm من طرف امين

» الصيام معجزة علمية
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالخميس يونيو 18, 2015 1:50 pm من طرف امين

» كيفية تخفيض ترتيب موقعك و الحصول على زوار حقيقين
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 11, 2015 7:46 pm من طرف امين

» كُن متميزًا
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالجمعة أغسطس 08, 2014 3:36 pm من طرف امين

» معلومات اسلامية
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالخميس أغسطس 07, 2014 7:55 pm من طرف امين

» حكمه اعجبتني
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 05, 2014 12:56 pm من طرف امين

» نعمة الوقت
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 03, 2014 2:52 pm من طرف امين

» أفضل مركز تطبيقات للحاسوب
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالأحد أغسطس 03, 2014 1:59 pm من طرف امين

» اكسسوارات رائعة للبنات
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 02, 2014 3:20 pm من طرف امين

» خواتم مرصعة بالاحجار الكريمة
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالسبت أغسطس 02, 2014 2:18 pm من طرف امين

» أحد المتظاهرين سقط من فوق عامود الإنارة مصعوقا من شدة الكهرباء
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالخميس يوليو 31, 2014 9:37 pm من طرف امين

» 40 ألف وردة تحمل ثمانية أحاديث نبوية شريفة تدعو إلى السلام والحب
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالخميس يوليو 31, 2014 9:36 pm من طرف امين

احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 707 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Messwar فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 21222 مساهمة في هذا المنتدى في 8858 موضوع
free counters
المواضيع الأكثر نشاطاً
العقيد ابو شهاب رجع للمنتدى يارجال
أحكام التجويد
هنا نتابع يومياً - الإعتقالات التي تقوم بها قوات الإحتلال في أراضينا و أخبار الاسرى
ارجوكم اعينوني
الرجاء المساعدة من المديرة او اصحاب الخبرة
وفاة الأخ جمال القسام عضو في منتدانا رحمه الله
اضيفي لمساتك ... لمخداتك
هل تعلم أن ......!!!!!! أدخل لتكتشف
الشروق تعرّف بمنتخبات كأس العالم 2014 5 ـ منتخبات القارة الأوروبية
1-3 واهدي ورده
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى سراج الأقصى الأنيس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط على موقع حفض الصفحات
المواضيع الأكثر شعبية
قوانين الجمارك
تصحيح بكالوريا الفلسفة 2011 - شعبة اداب و فلسفة ---- الموضوع الثاني
مقالة حول الديمقراطية معدلة و موسعة...لطـــــــــــــلآب البكالوريا
المرأة تنسى طعم حليب الأم لكنها لا تنسى طعم حليب الرجل
مقالة جدلية : الدال والمدلول.
مقالة جدلية: الشعور بالأنا و الشعور بالغير.
صور الدرك الوطني الجزائري
مقالات فلسفية لأداب ولغات سنة ثالثة ثانوي
مقالة مفصلة حول الشعور واللاشعور
تـــعريف الأمـــــية

 

 - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
adouma
عضو جديد
عضو جديد



آخر مواضيع المنتدى : - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Alaniss.1
رسالة sms أهلا بكم معنا في منتدى سراج الأقصى الأنيس أتمنى أن تقضوا أحلى الأوقات معنا..... مع تحيات الإدارة
ذكر

عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 13
عًٍـمًـرٌٍيے : 32

- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Empty
مُساهمةموضوع: - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956    - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2012 11:42 am

- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956 ؟
... جاء في منشور لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين نشر في جريدة البصائر عدد 160 الصادرة في 07 أبريل 1939 ما يلي : »
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين جمعية إسلامية في سيرها وأعمالها،
جزائرية في مدارها وأوضاعها، علمية في مبدئها وغايتها، أسست لغرض شريف،
تستدعيه ضرورة هذا الوطن وطبيعة أهله، ويستلزمه تاريخهم الممتد في القدم
إلى قرون وأجيال، وهذا الغرض هو تعليم الذين ولغة العرب التي هي لسانه
المعبر عن حقائقه للكبار في المساجد التي هي بيوت الله وللصغار في المدارس
على وفق أنظمة لا تصادم قانونا جاريا ولا تزاحم نظاما ما رسميا ولا تضر
مصلحة أحد، ولا تسيء إلى سمعته فجميع أعمالها دائرة على الدين، والدين
عقيدة، اتفقت جميع أمم الحضارة على حمايتها وعلى التعليم والتعليم مهنة،
اتفقت جميع قوانين الحضارة على احترامها وإكبار أهلها «.





2- المبادئ التي ناضلت من أجلها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين :

يمكن
اختصار المبادئ التي ناضلت من أجلها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في
الشعار المعروف الذي كانت تكتبه على غلاف البعض من كتبها المدرسية التي
يدرس فيها تلامذة مدارسها وهي : الإسلام ديننا، العربية لغتنا، الجزائر
وطننا.


...
وكانت جريدة البصائر، وهي اللسان المركزي لجمعية العلماء المسلمين
الجزائريين تحمل في صدر صفحتها الأولى تحت العنوان مباشرة، الشعار التالي :
وهو (أي شعار الجريدة) العروبة والإسلام، وذلك بتقديم لفظ العروبة على لفظ
الإسلام، باعتبار اللغة العربية هي لغة القرآن الكريم وبالتالي هي لغة
الإسلام.


...
وطبقا لشعارها، الإسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا، وهي
المقومات الأساسية للشخصية الجزائرية ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فقد ناضلت
جمعية العلماء نضالا صامدا لا هوادة فيه، ضد كل ما يمس أحد مقومات الشخصية
الجزائرية من قريب أو بعيد ولذلك حاربت حربا شعواء الأمور التالية :


1- التنصير

2- الفرنسية

3- التجنيس

4- الاندماج في فرنسا

كما
كانت تحارب حربا شعواء كذلك، ظاهرة زواج الجزائريين بالأوروبيات، وكانت
تنادي بأن كل جزائري يتزوج بامرأة أوروبية فهو قد أدخل الاستعمار إلى
بيته، وقد قامت كل جرائد جمعية العلماء التي أصدرتها خلال عام 1933 (وهي :


- السنة المحمدية

- الشريعة المطهرة

- الصراط السوي

التي
أغلقها الاستعمار الفرنسي الواحدة تلو الأخرى بحيث لم يصدر من كل واحدة
منها سوى أعداد قليلة بالإضافة كذلك إلى مجلة الشهاب للشيخ عبد الحميد بن
باديس) بحملات ضارية ضد التجنيس والاندماج، وضد الزواج بالأوروبيات، وبيان
مضارها وأخطارها على الشخصية الجزائرية والأطفال الجزائريين.


3- أركان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين :

كتب
الشيخ عبد الحميد بن باديس في البصائر عدد 83 الصادرة في 30 سبتمبر 1937
يقول : العروبة، والإسلام, الفضيلة، هذه أركان نهضتنا، وأركان جمعية
العلماء المسلمين الجـزائريين، التي هي مبعث حياتنا، ورمز نهضتنا، فمازالت
هذه الجمعية منذ كانت تفقهنا في الدين، وتعلمنا اللغة، وتنيرنا بالعلم،
وتحلينا بالأخلاق الإسلامية العالية، وتحفظ علينا جنسيتنا، وقوميتنا،
وتربطنا بوطنيتنا الإسلامية الصادقة.


4- مبادئ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي تكونت من أجل تحقيقها :

وتتلخص
مبادئ جمعية العلماء بصفة إجمالية في الفقرات التالية التي ننقلها من مقال
كتبه رئيسها الثاني الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بعد وفاة رئيسها الأول
الشيخ عبد الحميد بن باديس، في جريدة البصائر لسان حال جمعية العلماء تحت
عنوان : جمعية العلماء، موقفها من السياسة والساسة، وقد جاء فيه ما يلي : »
يا حضرة الاستعمار، إن جمعية العلماء تعمل للإسلام بإصلاح عقائده، وتفهيم
حقائقه، وإحياء آدابه، وتاريخه، وتطالبك بحرية التعليم العربي، وتدافع عن
الذاتية الجزائرية، التي هي عبارة عن العروبة والإسلام مجتمعين في وطن،
وتعمل لإحياء اللغة العربية وآدابها، وتاريخها، في موطن عربي وبين قوم من
العرب، وتعمل لتوحيد كلمة المسلمين في الدين والدنيا، وتعمل لتمكين أخوة
الإسلام العامة بين المسلمين كلهم، وتذكر المسلمين الذين يبلغهم صوتها
بحقائق دينهم، وسير أعلامهم، وأمجاد تاريخهم، وتعمل لتقوية رابطة العروبة،
بين العربي والعربي لأن ذلك طريق لخدمة اللغة والأدب «. (البصائر العدد
الثالث، سنة 1947)


5- جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بين الأمة والحكومة :

...
وكتب الشيخ مبارك الميلي في البصائر عدد 92 الصادر في ديسمبر 1937 يوضح
مبادئ الجمعية قال : » جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تعمل للمحافظة
على الإسلام النقي، من الخرافات، والبرئ من كل البدع، وعلى العروبة الخالدة
العزيزة على كل عربي، وكل مسلم، وإن لم يكن عربي الجنس، فليست هي حزبا
خاصا، ولا ضد حزب خاص، وإنما هي جمعية الأمة المسلمة الجزائرية، إذا لا تجد
في أقصى رمال الجزائر، أو أمنع جبالها، من يبرأ من الإسلام الصحيح، أو
يستنكف عن العروبة، وإذا وجد في هذه الأمة من يخالفها في شعورها نحو
الإسلام والعروبة، فهو أحد رجلين إما من اللذين أفسدتهم تربية المبشرين
المسيحيين، وإما من اللذين أضلتهم تعاليم المدارس اللادينية، وهما قليلان
في نوعهما ضئيلان في مجموع الأمة «، إن الأمة شديدة الإقبال على جمعيتها،
وإن الحكومة شديدة الحرص على معاكسة الجمعية، والذي نراه من هذه الحالة أن
الحكومة غير مبالية بإرادة الأمة مع أن المعقول في سائر الحكومات هو احترام
إرادة الأمة.


6- جمعية العلماء حاربت سياسة التجنيس، والإدماج، بكل قوة وعنف في جرائدها وخطبها ومختلف شعبها :

وكتب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في البصائر عدد 04 الصادرة في 29 أوت (تموز) 1947 يقول :

»
حاربت جمعية العلماء سياسة الاندماج، في جميع مظاهرها، فقاومت التجنيس،
ونازلت أنصار الحمس، ودعاته المقاويل حتى قهرتهم وأخرستهم، وقطعت الحبل في
أيديهم، ثم أفتت فتواها الجريئة فيه يوم كانت الجرأة في مثل هذه المسائل
بابا من العذاب «. (أنظر فتوى جمعية العلماء في التجنيس في جريدة البصائر
عدد 95 السلسلة الأول سنة 1935).


فكان
ذلك منها تحديا للاستعمار، وإبطالا لكيده، وتعطيلا لسحره، وأثبتت بتلك
الموافق الجريئة للجزائر إسلاميتها، وحاربت العنصرية التي كان الاستعمار
يغذيها، ويعدها من أمضى أسلحته، لقطع أوصال الأمة، فقطعت دابرها والاستعمار
خزيان ينظر وأثبتت بذلك للجزائر قوميتها العربية.


وحاربت
أخر ما حاربت لائحة السابع من مارس سنة 1944 بشدة وقوة، وشنعت بها في
دروسها، وخطبها، وبينت للأمة الدسائس التي تنطوي عليها اللائحة وأنها وسيلة
شيطانيه إلى الاندماج جاء بها بعد خيبة الوسائل التي تقدمتها.


وكتب الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي منددا بسياسة التجنيس قائلا :

»
إن فرنسا تعمل جهدها لإبادتنا، وإدماجنا، ومحونا، من الحياة كشعب ذي
خاصيات، وأمة ذات ميزة، وإنه لمن العجيب حقا أن تريد فرنسا بتجنيسها، محو
إنساني كامل، في وقت تمنع فيه القوانين الدولية إبادة أنواع الحيوانات
والطيور «.


ثم
يقول : » إن الله خلق العباد ليكونوا عبيدا له، لا عبيدا لمخلوق آخر، وذلك
فإننا لا نسلم في كرامتنا، ولا نتهاون في الخطر الذي يهدد جنسنا، وديننا،
والله معنا، والقوانين العادلة الحكيمة تؤيدنا، وسنخرج بحول الله من الذل
إلى العز، ومن الهمجية إلى المدنية، ومن النار إلى الجنة «. (أنظر كتاب
مقالات في الدعوة إلى النهضة الإسلامية في الجزائر بقلم الشيخ العربي
التبسي جمع وتبويت الأستاذ شرفي أحمد الرفاعي دار البعث قسنطينة سنة 1981).


7- نشاط جمعية العلماء في فرنسا : الوعظ والإرشاد للعمال الجزائريين بفرنسا، وتعليم العربية والإسلام لأبنائهم.

...
ونشرت البصائر في العدد رقم 04/29 أوت (تموز) 1947 نقالا جاء فيه : جمعية
العلماء تعلم وتأسف أن مسلمي فرنسا معرضون للتحلل من الإسلام، والعروبة،
بطول الأمد، وتأثير الوسط، وتعلم أن الأولاد الذين يولدون هناك من أمهات
أوروبيات، يكونون أوفر سهما، من شرور هذا التحلل، فإذا لم تتعاهدهم الجمعية
بالوعظ والإرشاد لكبارهم، وتعليم الدين والعربية لصغارهم، ضاع على الأمة
آلاف من أبنائها يندمجون في دين غير دينها، وجنس غير جنسها، وكانت الجمعية
قد بدأت في هذا العمل الجليل سنة 1936 على يد أحد أبنائها وهو الشيخ الفضيل
الورتلاني، فقام فقه أحمد قيام، وجمع المسلمين عناك على هداية الدين،
وشهامة العرب، وأشربهم معنى الإصلاح الذي شع نوره في الجزائر، وفتح في
باريس وغيرها من مدن فرنسا عشرات النوادي المنظمة للاجتماع، والتخاطب
بالعربية، وإلقاء المحاضرات، للكبار، والدروس التعليمية للصغار، وأمدته
جمعية العلماء بطائفة من المعلمين، والمحاضرين، فأثمر السعي وأنتج العمل
وشعر المسلمون هناك أنهم في وسط إسلامي عربي، وبعد خروج الورتلاني إلى
الشرق، وقيام الحرب العالمية الثانية، انفضت المجالس وأغلقت النوادي، وتعطل
عمل من أجل الأعمال التي قامت بها جمعية العلماء، وفي هذه السنة (1947)
رأت الجمعية، إحياء تلك السنة، فأرسلت الشيخ سعيد الصالحي، كي يعمل على
إحياء هذه الحركة، وهو ممن عملوا مع الفضيل الورتلاني قبل الحرب العالمية
الثانية.


8- أشنع أعمال فرنسا في الجزائر :

...
كتب الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في كتابه عيون البصائر ص : 392 كتب يقول
: » كانت الجزائر قبل الاحتلال الفرنسي، لها في سنة 1830 دولة مستقلة،
غنية، تملك خصائص الدولة في ذلك العصر وأهمها، العلم بالدين والدنيا، وفيها
من الأوقاف الإسلامية الدارة على العلم، والدين، ووجوه البر، ما لا يوجد
مثله في قطر إسلامي آخر، ومنذ تغلب عليها الاستعمار الفريد في الخبث، وهو
يعمل جاهدا، على قتل شخصيتها بالقضاء على الدين واللغة العربية، وكان أول
عمل قام به هو مصادرة الأوقاف الإسلامية، والمعاهد التابعة لها، من مساجد،
مدارس، وزوايا، وتحويلها إلى كنائس، وثكنات، وإسطبلات، وميادين، ومرافق
عامة، ثم أصدر قانونا لا نعرف له نظير في تاريخ البشرية العاقلة، يقضي
باعتبار اللغة العربية، لغة أجنبية، في وطنها، وبين أهلها، يتوقف تعليمها
على إذن خاص، وشروط ثقيلة، وزادت تلك الشروط على الأيام ثقلا، وعنتا، حتى
أصبحت في السنوات الأخيرة لا تطاق، وأصبح معلم العربية يقف في قفص الاتهام
مع اللصوص، والسافكين، وتجري عليه العقوبات مثلهم بالسجين، والتغريم،
والتعذيب، (ثم دأب الاستعمار من مائة ونيف وعشرين سنة) على طمس كل أثر
للإسلام والعربية، وقطع كل صلة بينهما وبين الشرق، ليتم له بعد ذلك مسخ
الأمة الجزائرية، وإدماجها في الأمة الفرنسية، ولكن المناعة الطبيعية في
هذه الأمة وتصلبها في المحافظة على التراث الإسلامي المقدس، وعلى خصائصها
الشريفة، دفع عنها ذلك البلاء وأنقذها من ذلك المصير «.


ويضيف
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي إلى ذلك قوله : » مبدأ جمعية العلماء يرمي
إلى غاية جليلة، فالمبدأ هو العلم والغاية هي تحرير الشعب الجزائري،
والتحرير في نظرها قسمان : تحرير العقول والأرواح، وتحرير الأبدان
والأوطان، والأول أصل للثاني، فإذا لم تتحرر العقول والأرواح، من الأوهام
في الدين وفي الدنيا، كان تحرير الأبدان من العبودية والأوطان والاحتلال،
متعذرا أو متعسرا، حتى إذا تم شيء منه اليوم ضاع غدا لأنه بناء على غير
أساس والمتوهم ليس له أمل فلا يرجى منه عمل « (المرجع السابق).


9- أهداف التعليم في مدارس ومعاهد جمعية العلماء :

...
لقد كانت غاية التربية عند رجال الحركة الإصلاحية السلفية في الجزائر،
المنضوين تحت لواء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تهدف إلى تكوين جيل
قائد في الجزائر، أما كيفية تعليم هذا الجيل القائد فيشرحها الشيخ محمد
البشير الإبراهيمي في الفقرات التالية :


قال
: » كانت الطريقة التي إتفقنا عليها أنا وابن باديس في اجتماعنا بالمدينة
المنورة، في عام 1913 م في تربية النشىء هي أن لا نتوسع له في العلم، وإنما
نربيه على فكرة صحيحة، ولو مع علم قليل، فتمت لنا هذه التجربة في الجيش
الذي أعددناه من تلامذتنا « (مجلة مجمع اللغة العربية العدد 21 القاهرة،
سنة 1966 م، ص : 143).


وكتب
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي في البصائر عدد09 الصادر في 03 أكتوبر 1947
نداءا إلى الطلبة الجزائريين المهاجرين في سبيل العلم قال فيه :


»
يا أبناءنا إن الحياة قسمان، حياة علمية، وإن الثانية منهما تبنى على
الأولى، قوة، وضعفا، وإنتاجا، وعقما، وإنكم أقوياء في العمل، إلا إذا كنتم
أقوياء في العلم، ولا تكونون أقوياء في العلم، إلا إذا انقطعتم له، ووقفتم
عليه الوقت كله، إن العلم لا يعطي القيادة إلا لمن مهره السهاد، وصرف إليه
أعنة، الاجتهاد، أنتم اليوم جنود العلم، فاستعدوا لتكونوا إذا جنود العمل،
فإن الوطن يرجو أن يبنى بكم جيلا قوي الأسر، شديد العزائم، سديد الآراء،
متين العلم، متماسك الأجزاء، يدفع عنه هذه الفوضى السائدة في الآراء، وهذا
الفتور البادي على الأعمال، وهذا الخمول المخيم على الأفكار «.


10- نشأتها :

...
في يوليو (جويلية) من عام 1930 بلغ عمر الاحتلال الفرنسي لعاصمة الجزائر
قرنا كاملا (1830 – 1930) وبهذه المناسبة أقامت فرنسا احتفالات صاخبة في
الجزائر كلها قدرت لها أن تدوم ستة أشهر كاملة » ودعت(1) إليها
الدنيا كلها « على حد تعبير الشيخ البشير الإبراهيمي. غير أنها لم تدم سوى
شهرين فقط نظرا لمقاطعة الشعب الجزائري لها، وغضبة على إقامتها بتلك الصورة
الاستفزازية مما جعل فرنسا تختصرها من ستة أشهر إلى شهرين فقط.


... وقد أنفق الفرنسيون على هذه الاحتفالات ما يزيد عن ثمانين مليون فرنك فرنسي(2)
وأعادوا ذكرى جيش الاحتلال الأول الذي احتل الجزائر في عام 1830 بملابسه،
وموسيقاه، وحضر الرئيس الفرنسي خصيصا إلى الجزائر لرئاسة الاحتفالات
المذكورة التي اتخذت صورة استفزازية بالنسبة لمشاعر الجزائريين، وإحساسهم
حيث أشعرتهم بالذل والمهانة وذكرتهم بمئات الألوف من الشهداء من آبائهم
وأجدادهم الذين سقطوا في ميادين الجهاد طيلة أكثر من نصف قرن عن حرية
بلادهم واستقلالها، وقد دلت خطب المسؤولين الفرنسيين في هذه الاحتفالات على
روحهم الصليبية المتطرفة التي لا يزالون يكنونها للعروبة والإسلام في
الجزائر، ومن هنا كانت تلك الاحتفالات الاستفزازية بالإضافة إلى غيرها من
ظروف موضوعية أخرى، عاملا قويا في سرعة إخراج فكرة تكوين جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين من حيز الأماني إلى حيز الوجود الفعلي كي تعمل على
المحافظة على عروبة الجزائر وإسلامها من الأخطار المحدقة بهما.


...
وبالفعل ففي العام التالي مباشرة وقبل أن ينقضي عام واحد على الاحتفالات
المذكورة تم تكوين » جمعية العلماء المسلمين الجزائريين « من صفوة من علماء
الذين ينتمون إلى مدرسة التجديد الإسلامي التي ظهرت في العالم الإسلامي
ابتداءا من القرن الثامن عشر الميلادي.


...
وهؤلاء العلماء كلهم أو جلهم ممن لهم ماض حافل في خدمة الثقافة العربية،
والدعوة الإصلاحية، ومقاومة مشاريع الاستعمار المبيتة ضد الشخصية القومية
للشعب الجزائري، مثل الشيخ عبد الحميد بن باديس، والشيخ البشير الإبراهيمي،
والشيخ الطيب العقبي، والشيخ العربي التبسي، والشيخ مبارك الميلي، وغيرهم.
جمعت بينهم وحدة الهدف، ووحدة الفكرة، والمشرب، والغاية.


...
وهكذا برزت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الوجود رسميا في الخامس
من شهر مايو (أيار) سنة 1931 م وقد اتخذت مقرا لها في بداية تكوينها »
نادي الترقي « الذي أسس بالعاصمة في عام 1926 م فكانت تعقد فيه اجتماعاتها،
وتقيم مؤتمراتها السنوية، وتمارس منه نشاطها العام وتولى رئاستها منذ
البداية الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي أنتخبه زملاؤه رئيسا للجمعية
بالإجماع في غيبته، وتولى نيابة الرئاسة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي،
الذي استمر يشغل هذا المنصب إلى أن توفى الشيخ عبد الحميد بن باديس في 16
أبريل سنة 1940 م أثناء الحرب العالمية الثانية، فانتخبه أعضاء الجمعية في
غيبته بالإجماع لرئاستها وهو في منفاه في آفلو بالجنوب الجزائري.


...
وهكذا انتخب رئيسا الجمعية في كل مرة غيابيا وبإجماع أصوات الأعضاء، وقد
استمر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، يشغل هذا المنصب حتى توقفت الجمعية
بعد قيام ثورة نوفمبر 1954 م، وذلك في عام 1956 م.


ويذكر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي أنه » لو تأخر ظهور جمعية العلماء عشرين سنة أخرى لما وجدنا في الجزائر من يسمع صوتنا «(3).

...
وقد تقاسم المسؤولون الكبار في الجمعية العمل في المراكز الجزائرية
الحيوية ووزعوا مسئولية العمل فيها فيما بينهم بحيث تولى الرئيس ابن باديس
العمل في مدينة قسنطينة وعمالتها. وتولى الشيخ الطيب العقبي نائب الأمين
العام للجمعية مسؤولية العمل في العاصمة وعمالتها. وتولى الشيخ محمد البشير
الإبراهيمي نائب الرئيس مسؤولية العمل في وهران وعمالتها على أن تكون
إقامته في مدينة تلمسـان لا في مدينة وهران.


11- أهدافها :

...
وقـد اقتحمت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ تأسيسها ميدان حرب
محفوف بالمزالق، والأخطار، فحاربت أول ما حاربت أنصار الاستعمار، ثم قاومت
وحطمت البدع، والضـلالات الدينية، التي استغلها الاستعمار تحت ستـار
الطـرقية حتى تمكنت من تطهير الدين الإسلامي من الخرافات والبدع، ثم أخذت
في الحملة التعليمية العربية الإسلامية الكبرى، فوفقها الله إلى تكوين ذلك
الجيل الصالح الذي أخرجته مدارسها والذي هو اليوم قوة العروبة والإسلام في
البلاد(4).


... وتتلخص مبادئ جمعية العلماء بصفة إجمالية في الشعار التالي الذي ينسب إلى الشيخ عبد الحميد ابن باديس أول رئيس لها وهو » الإسلام ديننا – والعربية لغتنا(5) – والجزائر وطننا «.

هذه
باختصار هي أهدافها ومبادئها، إحياء اللغة العربية، والدفاع عن الإسلام
والعمل على تحرير الوطن الجزائري، وتقوية أواصر الأخوة بين العرب
والمسلمين.


وقد
قامت هذه الجمعية كما قلنا كرد فعل لسياسة التنصير والفرنسة، التي أرادت
فرنسا فرضها على الجزائر كي تسلخها من جسم العروبة والإسلام، وتلحقها
بكيانها وحضارتها اللاتينية، وراء البحر المتوسط في القارة الأوروبية.
ولذلك بذلت جمعية العلماء جهدها الأكبر لإحياء اللغة العربية، التي كادت
تندثر في الجزائر، ونشرها على نطاق واسع بين أبناء الجزائر، ومقاومة نشاط
رجال التبشير بالدين المسيحي الذي تحميهم فرنسا، وتساعدهم بأموال الأوقاف
الإسلامية، التي اغتصبتها من أصحابها الجزائريين كي يعملوا على تنصيرهم، ثم
العمل بكل وسيلة على إحباط سياسة الاندماج، والتجنيس، التي يدعو لها بعض
الجزائريين الذين أفلحت الثقافة الفرنسية في إضعاف قوميتهم العربية
الإسلامية. من أعضاء حركة المنتخبين المسلمين الذين كانوا ينادون بالاندماج
والتجنيس للجزائريين في فرنسا.


وقد جاء في قانونها الأساسي الذي عدل في عام 1951 م في فصله الأول ما يلي : » تأسست في عاصمة الجزائر جمعية دينية، علمية، تهذيبية، أدبية، تحت اسم "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين" «(6).

كما جاء في الفصل الثالث منه : » أنه يمنع بتاتا كل بحث سياسي وكذلك كل تدخل في أية مسألة سياسية، داخل نطاق الجمعية «.

...
وكان الهدف من إعلان الجمعية بأنها ليست سياسية هو تجنب المصير الذي لقيته
معظم الحركات السياسية الوطنية في الجزائر في ظل الأحكام الاستثنائية
(قوانين الاندجيا) التي كانت تكتم أنفاس الجزائريين وتحصى عليهم حركاتهم
وسكناتهم.


12- أعمالها :

...
وتحت ستار العمل الديني البحث، ونشر التعليم والتهذيب بين أطفال الجزائر،
ودروس الوعظ والإرشاد للكبار، من الموطنين، كانت جمعية العلماء تخوض في
الأمور السياسية، وتوجه الشعب توجيها عربيا إسلاميا ووطنيا يتناقض تمام
التناقض مع سياسة الاحتلال وتوجيهه، بدون أن تستطيع الإدارة الاستعمارية أن
تتعرض لها، وكان رجال الجمعية من الذكاء والبراعة، بحيث يفلتون من مكائد
الإدارة، ومن مناوراتها بدون أن يمكنوها من فرصة واحدة لمؤاخذاتهم، كما أن
الجمعية قد تركت لأعضائها الحرية الكاملة في الخوض في المسائل السياسية
العامة، بصفتهم الشخصية لا بوصفهم أعضاء فيها. وبهذه الطريقة كان لكل عضو
من أعضائها دوره البارز في الميدان السياسي العام.


...
والواقع أن جمعية العلماء لعبت دورا بالغ الأهمية في التاريخ الجزائري
الحديث بل لا نغالي إذا ما قلنا أنها هي المنظمة الوطنية التي يعود إليها
الفضل في بقاء الإسلام والعروبة في الجزائر حتى اليوم وتجنيب الجزائر من
مخاطر سياسة الإدماج والفرنسة، التي كان يدعو لها بعض الجزائريين في
العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، ويعمل الاستعمار من ناحية على
فرضها على الجزائريين بكل الوسائل الشيطانية منذ الأيام الأولى للاحتلال
كما سبق أن ذكرنا.


...
ويلاحظ أن نشاط جمعية العلماء في العمل على المحافظة على الشخصية القومية
للشعب الجزائري لم تقتصر على الجزائر وحدها بل امتد إلى فرنسا حيث بعثت
الوفود، وأسست النوادي، والمدارس لتعليم أبناء الجالية الجزائرية الكبيرة
العدد في فرنسا، وإلقـاء دروس الوعظ والإرشاد على المواطنين الجزائريين
هنـاك ابتداءا من عام 1936 م.


...
وقد أصدرت جمعية العلماء عدة صحف باللغة العربية لنشر أفكارها، وتبليغ
دعوتها للمواطنين، كان الاستعمار يغلقها الواحدة بعد الأخرى، بعد صدورها
بقليل.


13- كيف قاومت جمعية العلماء سياسة التجنيس :

...
ومن أهم المسائل التي كانت موضع احتكاك بين جمعية العلماء، وحكومة فرنسا
في الجزائر، هو موقف الجمعية من سياسة التجنيس التي فرضتها فرنسا على
الجزائريين بمقتضى القانون الإمبراطوري الصادر في 14 جويلية 1865 م.


وقد نص القانون المذكور في أحد فصوله على أن »
الأهلي الجزائري "فرنسي" « ونص في فصل آخر على أن الجزائري لا ينال
الحقوق السياسية التي يتمتع بها المواطن الفرنسي الأصل، إلا إذا تجنس
بالجنسية الفرنسية.


وقد ذكر واضع هذا القانون الغريب أن المسلم الجزائر "الفرنسوي" بمقتضى الفصل الأول تجري عليه أحكام الشريعة الإسلامية.

وأما
المسلم الجزائري " الفرنسوي" حسب الفصل الثاني "أعني" (المتجنس) فتطبق
عليه نصوص الشريعة الفرنسوية (القانون المدني الفرنسي في مسألة الأحوال
الشخصية من زواج، وطلاق، وميراث).


وفي عام 1919 م صدر قانون آخر لم يدخل على قانون 1875 أدنى تحسين بل أبقى المسلم الجزائري مخيرا بين أمرين :

إما أن يكون فرنسويا بلا حقوق.

وإما أن يتجنس بالجنسية الفرنسوية، التي هي جنسيته الرسمية (رغم أنفه) و ينسلخ عن الذاتية الإسلامية لينال(7)
الحقوق الفرنسية وقد اشتدت دعوة الجزائريين إلى التجنس بالجنسية الفرنسية
والتخلي عن أحكام الشريعة الإسلامية بعد مرور قرن على احتلال فرنسا للجزائر
وذلك في عام 1932 م. حيث أصبح للتجنيس دعاة متحمسون من بعض الجزائريين
للذين سبق أن تجنسوا بالجنسية الفرنسية وأرادوا أن يكثر عددهم فأسسوا لذلك
بعض الجرائد التي صارت تحث الجزائريين على التجنيس من أجل الحصول على
الحقوق الفرنسية في مقابل التخلي عن أحد مقومات الشخصية الجزائرية وهو
الإسلام. وقد هال الأمر جمعية العلماء بعد تكوينها في عام 1931 م فشنت على
التجنيس ودعاته حملة شعواء بواسطة الخطابة، والندوات العامة، والدروس
الدينية، ثم بواسطة جريدتها البصائر التي أصدرتها في عام 1935 م.


فقد كتب رئيس تحريرها الشيخ الطيب العقبي افتتاحية عنيفة تحت عنوان »
مكمن الصرعية في التجنس والمتجنسين « جاء فيها قوله : » " التجنيس –
بمعناه المعروف في شمال إفريقيا – حرام، والإقدام عليه غير جائز بأي وجه من
الوجود ".


ومن
استحل استبدال حكم واحد من أوضاع البشر وقوانينهم بحكم من أحكام الشرع
الإسلامي فهو كافر مرتد عن دينه بإجماع المسلمين. لا يرجع إلى دائرة
الإسلام وحظيرة الشرع الشريف حتى يرفض باتا كل حكم وكل شريعة تخالف حكم
الله وشرعه المستبين «(8).


وكتب الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رئيس لجنة الإفتاء بجمعية العلماء افتتاحية في البصائر تحت عنوان » التجنيس كفر وارتداد « جاء فيها ما يلي :

»
... فهؤلاء المبتدعون للتجنيس على علم بتلك الحقيقة الاجتماعية الدينية "
من كثر سواد قوم فهو منهم" فيكون التجنيس غزوا للعقائد الإسلامية. ومحاولة
لتكفير المتجنس بطريقة يستهوي الذين يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة، وأنا
أتحقق كما يتحقق كل عائق أن هذه المكفرات لا يفعلها من ربي من أحضان
الإسلام. وأشرب قلبه حسب ما جاء في كتاب الله ، وإنما يرتكبها من أنشئ نشأة
بعيدة عن الإسلام وتعاليمه «. ثم أضاف إلى ذلك قوله : » التجنس أي صيرورة
المسلم من جنس غير المسلمين برفضه لأحكام الإسلام الإلهية وإيثاره لأحكام
وضعية بشرية حتى أنه يصير من يوم إمضائه للعقد القاضي بارتحاله من أسرة
الإسلام إلى أسرة غيره، لا حق له في الإسلام، وتشريعه، ولا في تحليله،
وتحريمه، ولا في آدابه وتاريخه، ولا في أحسابه وأنسابه، لأنه تركها مختارا
راغبا في سواها، كارها لها. وأين ذلك من قوله عز وجل في كتابه المحكم
] فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك...[ فهل ينطبق هذا الحكم على التجنس ؟(9) الهم لا... «


...
وقد ختمت جمعية العلماء المسلمين حملتها ضد التجنيس والمتجنسين بإصدار
فتوى دينية بتكفير كل من يتجنس بالجنسية الفرنسية ويتخلى عن أحكام الشريعة
الإسلامية. وقد أصدرها رئيس الجمعية الشيخ عبد الحميد بن باديس وصادقت
عليها لجنة الإفتاء بالجمعية. ونشرتها جريدة البصائر لسان حال الجمعية.


...
ونظرا لأهمية هذه الفتوى، وما أحدثته من صدى كبير لا في الجزائر وحدها،
ولكن في كل من تونس والمغرب أيضا حيث كانت بمثابة الضربة القاضية على
التجنيس والمتجنس في كامل أقطار المغرب العربي الثلاثة، نوردها فيما يلي :



» فتوى جمعية العلماء في التجنيس والمتجنسين «
»
التجنيس بجنسية غير إسلامية يقتضي رفض أحكام الشريعة، ومن رفض حكما واحدا
من أحكام الإسـلام عد مرتدا عن الإسـلام بالإجماع، فالمتجنس مرتد
بالإجماع، والمتجنس – بحكم القانون الفرنسي – يجري تجنسه على نسله فيكون قد
جنى عليهم بإخراجهم من حظيرة الإسلام، وتلك الجناية من شر الظلم وأقبحه،
وإثمها متجدد عليه ما بقي له نسل في الدنيا خارجا عن شريعة الإسلام بسبب
جنايته. فإذا أراد المتجنس أن يتوب فلا بد لتوبته من إقلاع كما هو الشرط
اللازم بالإجماع في كل توبة. وإقلاعه لا يكون إلا برجوعه للشريعة
الإسلامية، ورفضه لغيرها ولما كان القانون الفرنسي يبقى جاريا عليه. رغم ما
يقول هو من رجوعه، فإقلاعه لا يتحقق عندنا في ظاهرة حاله، وهو الذي تجري
عليه الأحكام بحسبه، إلا إذا فارق البلاد التي يأخذه فيها ذلك القانون إلى
بلاد تجري عليه فيها الشريعة الإسلامية. قد يكون صادقا في ندمه فيما بينه
وبين الله، ولكننا نحن في الظاهر الذي أمرنا باعتباره في إجراء الأحكام لا
يمكننا أن نصدقه وهو ما يزال ملابسا لما ارتد من أجله من أحكام تلك
الجنسية. ولهذا لا تقبل توبته و لا تجري عليه أحكام المسلمين «(10).


...
وبعد صدور هذه الفتوى وانتشارها بين الناس فزع المتجنسون والاستعمار فزعا
كبيرا لأنها كانت بمثابة المعول الذي حطم كل آمال المتجنسين، وكذلك سياسة
الاستعمار في العمل على حمل الجزائريين على التجنس بالجنسية الفرنسية
والتخلي عن أحد مقومات الشخصية الجزائرية وهو
» الإسلام « ومن هنا تتجلى براعة جمعية العلماء في محاربة سياسة التجنيس ثم القضاء عليها في نهاية المطاف.


وقد اتبعت الجمعية في محاربة تلك السياسة سبيلين هما :

1-
أنها أصدرت فتوى دينية شرعية بتكفير كل إنسان يتجنس بالجنسية الفرنسية
ويتخلى عن أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي حرمانه من الصلاة عليه عند
وفاته، ومن دفنه في مقابر المسلمين وهي الفتوى التي سبق ذكرها منذ قليل.


2-
أما الوسيلة الثانية لمحاربة التجنس فهي تتمثل في العمل على نشر الثقافة
العربية الإسلامية في الجزائر، وبث روح الاعتزاز بالتراث العربي الإسلامي
في نفوس الجزائريين.


وبالتالي
فإن الجزائر ترتبط روحيا، وتاريخيا، وحضاريا، بالعالم العربي والإسلامي
وليس بالثقافة الفرنسية ولا حضارتها أو تاريخها، أو جنسيتها.


ومن
هنا ركزت جمعية العلماء عملها في بناء المدارس العربية، والمساجد،
والنوادي، وإنشاء الصحف للدعوة لهذه الفكرة وبثها في شباب الأمة ورجالها.


وخلاصة
القول أن جمعية العلماء تعتبر حركة إصلاحية سلفية من جهة ولكنها من جهة
أخرى تعتبر حركة قومية، تعارض كل سياسة تنادي باندماج الجزائر في فرنسا، أو
تجنسيتها بجسيتها، وتطالب للجزائر بالمحافظة على صبغتها الإسلامية
والعربية. كما كانت تناضل في السر والعلانية في سبيل تربية الشعب، وتنظيمه،
كي ينهض لمقاومة الاستعمار، من أجل تحرير الوطن وضم الجزار إلى الأسرة
العربية الكبرى.


فبفضل
مجهودات رجال هذه الجمعية، عرفت الجزائر قبل الحرب العالمية الثانية نشاطا
عظيما، وحيوية بالغة في الميدانين : الثقافي، والسياسي، ورغم مختلف
العراقيل التي كانت تعترض سبيلهم لم يعرفوا تهاونا في العمل، ولا خمودا في
المهمة، ولا فتورا في العزيمة، الأمر الذي أكسبهم ثقة الشعب وتأييد(11).


14- دور جمعية العلماء المسلمين في ثورة أول نوفمبر 1954 :

معلومات
شفوية أخذها الدكتور تركي رابح عمامرة عندما كان كتابه عن جمعية العلماء
المسلمين الجزائريين تحت عنوان (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رائدة
التجديد الإسلامي والتربية في الجزائر) من الأستاذ أحمد توفيق المدني
الكاتب العام لجمعية العلماء عند قيام ثورة الفاتح من نوفمبر 1954 ورئيس
تحرير جريدة البصائر اللسان المركزي لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
بتاريخ 31/01/1981 في مركز الدراسات التاريخية بالمدينة الجزائر العاصمة.


يقول الأستاذ أحمد توفيق المدني إن جمعية العلماء أعلنت منذ الساعات الأولى أنها من الثورة وتعمل حسب توجيهات الثورة.

لجنة تحرير جريدة البصائر بعد قيام ثورة أول نوفمبر 1954 :

يقول الأستاذ أحمد توفيق المدني أنه إبتداءا من بداية الثورة 1954 اجتمعت لجنة تحرير البصائر المتكونة من السادة :

-
الأستاذ حمزة بوكوشة – الشيخ أحمد سحنون – أحمد توفيق المدني – عبد اللطيف
سلطاني – باعزيز بن عمر – وذلك بحضور الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي رئيس
الجمعية في غياب رئيسها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي المقيم في القاهرة
وحضور الشيخ محمد خير الدين – واتفق الجميع على أن يتولى الأستاذ أحمد
توفيق المدني ما يلي:


1- تحرير الافتتاحية

2- تحرير مقال تغطية أحداث الثورة

3- تحرير موضوع السياسة العالمية

4- تحرير موضوع العلوم والفنون والاختراعات

وهكذا
من بداية قيام الثورة حتى توقفت جريدة البصائر عن الصدور بتاريخ أفريل
1956 بأمر من إدارة الاحتلال كانت كل الافتتاحيات ما عدا افتتاحية واحد فقط
كانت بعنوان المجلس الجزائري كتبها باعزيز بن عمر والباقي كلها كانت بقلم
الأستاذ أحمد توفيق المدني ثم يقول: كانت الافتتاحية بعد كتابتها ترسل إلى
المسؤولين عن الثورة في العاصمة للنظر في محتواها ثم بعد ذلك تعاد إلى
البصائر ثم ترسل البصائر كلها بها فيها الافتتاحية للرقابة العسكرية
الفرنسية وكثيرا ما كانت تقوم مشادات بين توفيق المدني وبين الرقابة
العسكرية وفي بعض الأحيان تعطل البصائر عن الصدور.


مقتطفات من بيانات جمعية العلماء عن الثورة نشرت في جريدة البصائر الصادرة في أعوام 1954 – 1955 – 1956 :

1- ربط قضية تحرير الدين الإسلامي بقضية تحرير الوطن (بلاغ من جمعية العلماء) :

المكتب
الدائم لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد بحث الموقف الحاضر من
ناحية القضية الدينية وبعد استعراض الألاعيب والدسائس التي تحيكها الحكومة
والمجلس الجزائري للعبث بهذه القضية واستياء الأمة والاستمرار على العدوان
الشنيع يعلن أن الأمة قد يئست من الحكومة ومن المجلس الجزائري المدلس ومن
عدالة الدولة في هذه القضية وإن المحاولات العديدة التي حاولتها جمعية
العلماء المسلمين الجزائريين قصد الوصول إلى حل موفق معقول لهذا المشكل لم
تأت بنتيجة وإن الحكومة والمجلس الجزائري المزيف قد أظهر من سوء النية
أثناء دراسة هذه القضية ومن الرغبة الجامحة في إبقاء الدين الإسلامي أسير
والمساجد مغتصبة الأوقاف مسروقة ما جعل الاستمرار على السعي معها في إيجاد
حل عادل ضربا من العبث والاستهانة وهو يعتقد على ضوء الحوادث وقياسا على كل
ما وقع أن هذه القضية الدينية لا تجد حلا عادلا إلا ضمن حل كامل للقضية
الجزائرية التي وحدة الأمة الجزائرية يجب عليها في الساعة الحاضرة وفي
مستقبل الأيام أن تتوجه بكليتها لمحاولة حل قضيتها العامة حلا عادلا يتناسب
مع تطور العالم الحديث.


(الجزائر في 08 جوان 1954 المكتب الدائم عن البصائر العدد 276 بتاريخ 25 جوان 1954).

2- بيان من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين (موقفها من الثورة) :

...
لقد وقفت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الموقف الحازم الشديد اتجاه
الأحداث التي جابهتها البلاد الجزائرية منذ يوم غرة نوفمبر 1954 وشاركت
بواسطة جريدتها (البصائر) في فضح الأساليب الوحشية الفظيعة التي استعملتها
السلطة لمحاولة قمع حركة الثورة بواسطة الإرهاب والبطش وأعمال الزجر
والتنكيل ورفعت عقيرتها بالاحتجاج على تلك الموجة الطاغية من الاعتداء على
الحريات الفردية وسجن آلاف من أحرار البلاد ورجالها لمجرد الاشتباه بأمرهم
أو للحيلولة بينهم وبين المشاركة في الحوادث وهذا أمر لم يسبق إليه في قطر
أخر وما صحب كل ذلك من تفنن فظيع في التعذيب واستعمال وسائل سافلة قاسية
شديدة لإرغام الأبرياء على الاعتراف بذنوب لم يفكروا قط في ارتكابها.
وشاركت الجمعية مشاركة فعالة في تبليغ صوت الأمة لعالمي الشرق والغرب
والإعراب عن رغباتها ومطالبها ورفعت للضمير العام العالمي ورفعت للضمير
العام العالمي مع بقية الهيئات الحرة ظلامة الأمة وما تعانيه من تنكيل
جماعي شنيع شمل الجهات العديدة من أنحاء الوطن حيث شرد الناس وخربت البيوت
وانتهكت الحرمات وأتلف المؤن والأرزاق وعومل السكان الآمنون معاملة
المحاربين ثم فضحت تلك الأحكام الزاجرة القاسية التي انهالت على رؤوس الذين
سيقوا إلى المحاكم في تهم واهية ولم يتمكنوا من حق الدفاع الشرعي عن
أنفسهم فازدادت بجموعهم كثافة صفوف الأبرياء الذي ذهبوا ضحية الزجر
الاستعماري الفظيع ولقد أعلنت الحكومة في باريس وأعلنت السلطة في الجزائر
منذ أيام الحوادث الأولى أن أعمال التأديب لا تصيب إلا الذين ثبتت إدانتهم
خاصة لا تتعداهم إلى غيرهم لكن سرعان ما ظهر أن تلك الوعود قد تبخرت على
أيدي الذين يسيرون دفة الأمور في البلاد واليوم نرى الحكومة قد أقدمت بعد
ثلاثة أشهر بأيامها الحمراء ولياليها السوداء على النظر في برنامج إصلاحيات
طفيفة بسيطة لا ترضى الأمة ولا تحقق رغباتها ثم أجابت على عاصفة الاحتجاج
التي تصاعدت من كل مكان في العالم على قسوة وفظاعة الأعمال البوليسية
فأعلنت ضم نظام الشرطة الجزائرية إلى نظام الشرطة المركزية بباريس وأخير
استبدلت بالوالي العام الذي وقعت في أيامه الحوادث ووقعت في أيامه التي
أوجبت قيام تلك الحوادث واليا جديدا، تكون مهمته حسب ما قيل تنفيذ
الإصلاحات الجديدة، إن قدر لها ورأت النور، ونحن نرى أن نعلن من جديد بعدما
أطنبنا في بيان أفكارنا الأساسية على صفحات البصائر وبحكم اتصالنا بالأمة
الوثيق الذي يجعلنا نفصح عن رغباتها ونعبر عن أمالها وآلامها ويضيف بيان
جمعية العلماء عما وقع من حوادث أول نوفمبر المجيد.


(إن
البلاد في حاجة أكيدة إلى تغييرات أصولية أساسية تتناول سائر الأسس التي
بني عليها النظام الجزائري لا إلى إصلاحات صورية طفيفة تؤيد الحالة الحاضرة
المذكرة وتفرضها على الأمة فرضا جديدا لا تكون عاقبته إلا القلاقل
والإضرابات والحوادث المتوالية) وإن برنامج التغيرات الأساسية الأصولية في
أمور البلاد لا يمكن أن يرتجل في باريس ارتجالا بل يجب أن يكون نتيجة بحث
ودراسة عميقة مع ممثلي الأمة الحقيقيين الذين يتكلمون باسم سائر الأحزاب
والهيئات والمنظمات القومية ولا تقبل الأمة بأية حال ولا ترضى عن برنامج
إصلاحي إلا إذا حقق رغبتها التحريرية الكبرى في كل ما يتعلق بالحكم
والإدارة والشؤون العامة وكل ما يتعلق بدينها ولغتها وترجو الجمعية أن تقدم
الحكومة بكل سرعة وإخلاص على تهيئة جو صالح للمفاوضات حول تحقيق الأسس
المتقدمة وذلك بإطلاق سراح سائر المسجونين سواء حوكموا أو لم يحاكموا
والإقلاع عن سياسة البطش الحربي، وإزهاق الأنفس البريئة، فليست أعمال العنف
هي التي تقضي على الثورة الظاهرة والخفية بل لا تقضي على ذلك إلا سياسة
الإنجازات الحقيقية التي تنتظرها الأمة بفارغ الصبر (إن جمعية العلماء قامت
وتستمر على القيام بسائر واجباتها مهما كانت الملابسات وترجوا أن تكون
مساهمة في حمل الحكومة على سلوك السياسة الرشيدة الصالحة كما كانت مساهمة
في حمل رسالة الأمة، إلى الدوائر التي تهتم بالقضية الجزائرية كلها، ثم
يضيف بيان جمعية العلماء على الأعمال الإجرامية ضد الشعب الجزائري المجاهد
فيقول :


"
وتتوجه الجمعية أخيرا بكلمة إلى غلاة رجال الاستعمار الذين يحاولون
المحاولات اليائسة لإبقاء الحالة الاستعمارية الحاضرة وتقول لهم إن
محاولاتهم تعتبر جريمة لا تغتفر، وإن أعمالهم لن تؤدي إلا إلى الخراب
والاضطراب، كما تتوجه إلى الأمة بكلمة طيبة تستحثها فيها على التماسك
والتكتل والوحدة المطلقة في سبيل الدفاع عن حريتها المنتهكة وحقها المغصوب
وكرامتها المهضومة وروحانياتها التي امتهنت حتى تخرج من هذه الأزمة الطويلة
المدى لتحقيق أهدافها وبلوغ غايتها الكبرى وأن تصبر الصبر الجميل على ما
تعانيه من إرهاق، ومظالم فإن ساعة الفرج قريبة بحول الله.


(المكتب الدائم لجمعية العلماء، عن جريدة البصائر العدد 304/04 فيفري 1955).

3- بلاغ من الاجتماع العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عن الحالة الحاضرة في القطر الجزائري وموقف الجمعية منها :


بسم الله الرحمن الرحيم
الاجتماع
العام لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المنعقد يوم السبت 23 جمادى
الأولى من عام 1355 هـ الموافق لـ 07 جانفي 1956 بمركز الجمعية لعاصمة
الجزائر، بعد إطلاعه على التقريرين الأدبي والمالي ومصادقته عليهما وبعد
اتخاذه للقرارات العامة في دائرة الجمعية بما يصلح به حالها ومالها.


[font=Tahoma][color=#000000]يقرر
أنه كجزء عام حي من أجزاء الأمة الجزائرية لا يستطيع السكوت عما هو واقع
في القطر الجزائري من فظائع ومجازر وموبقات أصبحت أخبارها منشرة في
الخافقين ولا التغافل عن كل ما يتعلق بمستقبل الحياة في القطر الجزائري،
فيعلن بكل صراحة أن النظام الاستعماري المفروض بقوة السلاح على القطر
الجزائري منذ 1830 هو المسؤول الوحيد عن كل المآسي والمصائب والويلات التي
وقعت في القطر الجزائر، وذلك بما أحدثه فيه من ميز عنصري مخجل وما سلكه فيه
من سياسة التفقير والتجهيل والحرمان من كل نعم الحياة بالنسبة للعنصر
الإسلامي وما حارب به الدين الإسلامي في اقد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ritouja dz
صاحبة الموقع

صاحبة الموقع
ritouja dz


آخر مواضيع المنتدى : - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Alaniss.1
رسالة sms أهلا وسهلا بالجميع
انثى

عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 5391
عًٍـمًـرٌٍيے : 35

- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Empty
مُساهمةموضوع: رد: - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956    - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2012 1:31 pm

شكراااااااااااااااا على الموووضووووع أخي
ونزيد معلومات على الموووضوووووع


مصير جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اليوم

تاريخ هذه الجمعية حافل بالأعمال
والجهود، التي تبذل في سبيل إصلاح حال الأمة دينيا، وثقافيا، لترسيخ
مقوماتها التي حوربت حربا ضروسا، وتعرضت للمحو والمسخ والتشويه والعدوان،
ولكن ابن باديس وصحبه صبروا وصابروا ورابطوا فلم يتطرق إليهم وهن ولا يأس،
ونهجوا منهجا وسطيا لا غلو فيه ولا تطرف، وكانوا مرجعا للأمة في دينها
وثقافتها، يهدون إلى الرشد، ويبثون الوعي الديني والثقافي والأخلاقي
والوطني، ثم غابت مدة عن الساحة، واندمجت في جبهة التحرير وشغلت بالثورة،
وهذا الغياب بعد الاستقلال جعل الناس لا يجدون مرجعية واضحة يلجأون إليها
في حياتهم الدينية من إفتاء وتوجيه وتوعية، وأدى ذلك إلى عواقب وخيمة ما
زلنا نعاني منها إلى اليوم.


وترسبت في الجو ألوان من الإيديولوجيات معادية
للدين، ومناهضة له ولأهله، ولكن شاء الله أن تحقق أمنية ابن باديس [في
إنشاء كلية إسلامية، فتأسست جامعة ذات كليات هي جامعة الأمير عبد القادر
للعلوم الإسلامية وغيرها من الكليات مثل كلية العلوم الإسلامية، بجامعة
الجزائر بالعاصمة، وهي تخرّج عددا كبيرا من حاملي الماجستير والدكتوراه في
العلوم الإسلامية، والاجتماعية، ولعل الله أن يجعل منهم نبراسا لهذه
الأمة يهدون إلى الحق، وبه يعملون، وتكون منهم مرجعية أصيلة عالمة تخشى
الله في علمها وعملها وسعيها لنهضة الأمة، وتتعاون والسلطة السياسية في
ذلك كله بهدوء ووئام لخدمة الدين والثقافة وترقية المجتمع.

وإذا انضم هؤلاء أو بعضهم إلى الجمعية فسيكون ذلك عونا لها ومددا لا ينضب.
وإذا كان وضع الجمعية اليوم تنقصه
الإمكانات المادية، فلا مقر لها يأويها، ويليق بتاريخها ونضالها ورسالتها،
أملاكها من مدارس ونوادي وأراضي أخذت منها بما في ذلك مركزها المتواضع في
القصبة الذي استولي عليه، وأصبح سكنا لبعض الناس الذين أخذوه بطريق غير
شرعي وشغلوه إلى اليوم.
وبالرغم من هذا كله فإننا عازمون عزما قويا أن نواصل السير على منهج
أسلافنا مع ما يمكن من التجديد نظرا لتغير الظروف والأحوال، وإنها
لمسؤولية كبرى تلقى على عاتق أعضاء الجمعية وأنصارها ومحبيها كي تنهض
برسالتها، وتنجز ما ينتظرها من مشاريع، وأملنا أن نلقى من الشعب ومن
السلطة أيضا ما يمكننا من أداء هذه الرسالة أفضل أداء وأحسنه، وقد قدمت
الجمعية إلى السلطة وثيقة تسلمتها لجنة المشاورات بينت فيها الجمعية
مقترحاتها مجملة ولعلها أن تأخذها بعين الاعتبار.

واعتقادنا أن الجمعية ستشق طريقها وإن ثقلت
المسؤولية، وتجدد مسيرتها ومنهجها على أساس من العلم الصحيح، والمنهج
السليم في كل مشاريعها، وتوثق صلاتها في نظيراتها في العالم الإسلامي
ليكون لها حضور إن شاء الله كمراقب في اليونسكو وفي منظمة التعاون
الإسلامي وغيرها من المنظمات وهي الآن عضو في الاتحاد العالمي لعلماء
المسلمين، وفي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وفقنا الله لأداء الأمانة، وخدمة الأمة، لتدخل مدخل الحضارة عن إيمان وعلم
وتقنية، ليصبح الشعب الجزائري يصدق عليها أنه مجتمع المعرفة


بقلم الدكتور عمار طالبي
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alaniss.ahlamountada.com
adouma
عضو جديد
عضو جديد



آخر مواضيع المنتدى : - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Alaniss.1
رسالة sms أهلا بكم معنا في منتدى سراج الأقصى الأنيس أتمنى أن تقضوا أحلى الأوقات معنا..... مع تحيات الإدارة
ذكر

عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 13
عًٍـمًـرٌٍيے : 32

- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Empty
مُساهمةموضوع: رد: - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956    - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالسبت أبريل 07, 2012 7:25 pm

شكرا لك يا أخي من فضلك اريد جمعية العلماء و الثورة المجيدة؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ritouja dz
صاحبة الموقع

صاحبة الموقع
ritouja dz


آخر مواضيع المنتدى : - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Alaniss.1
رسالة sms أهلا وسهلا بالجميع
انثى

عًٍدًٍدًٍ مًسٌِِّآهٍَمًآتُِِّْے : 5391
عًٍـمًـرٌٍيے : 35

- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  Empty
مُساهمةموضوع: رد: - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956    - التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956  I_icon_minitimeالأربعاء أبريل 11, 2012 5:43 pm

شهدت مرحلة العشرينات من القرن العشرين نهضة سياسية بالنسبة للجزائريين
فبعد التطورات التي شهدها العالم عقب نهاية الحرب العالمية الأولى و بروز
نخبة من الجزائريين من مختلف الاتجاهات من النواب، و المصلحين،و العمال
المهاجرين بدأ الوعي السياسي يتبلور أكثر فأكثر بتأسيس أحزاب و تشكيلات
سياسية متعددة الاتجاهات من بينها جمعية العلماء المسلمينالجزائريين .
2- ظروف تأسيسه
ظهرت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ظروف متميزة يمكن اختصارها فيما يلي:
- احتفال فرنسا بالذكرى المئوية للاحتلال، 1830-1930 و مارا فق هذا
الاحتفال من افتخار بالقضاء على الشخصية الجزائرية، ومن استفزازات من طرف
المعمرين خاصة.
- تجنيس كل المولودين بالجزائر من أبوين أجنبيين و إعطائهم إمتيازات معتبرة في الإدارة و الخدمات.
- الاعتداء الصّارخ على الحريات الأساسية للمواطنين و التضييق على الصحافة الجزائرية و المدارس العربية و محاربة القضاء الإسلامي.
- بروز كتلة من النخبة المثقفة ثقافة فرنسية تدعو إلى إدماج الجزائر و الذوبان في الحضارة الفرنسية.
- تشجيع الجاليات اليهودية للهيمنة على النشاطات الاقتصادية و منحها
امتيازات خاصة بعد إعطائها الجنسية الفرنسية.في ظل هذه الظروف تأسّست جمعية
العلماء المسلمينالجزائريين يوم 05 ماي 1931 بنادي الترقي بالعاصمة،
وتشكّلت من أبرز العلماء الجزائريين في هذه الفترة منهم: عبد الحميد بن
باديس، البشير الإبراهيمي، الطيب العقبي، العربي التبسي، مبارك الميلي،
الامين العمودي.وترأس اللجنة التأسيسية السيد عمران إسماعيل، وتمّ تعين
مجلس إداري من 13 عضو ورغم غياب الشيخ عبد الحميد بن باديس إلاّ أنه انتخب
رئيسا للجمعية ، وأختير الشيخ البشير الإبراهيمي نائبا له، وتحصلت الجمعية
على الاعتماد من طرف الإدارة الفرنسية نظرا لليونة برنامجها
2- برنامجها
حدّدت جمعية العلماء برنامجها في قانونها الأساسي الذي تضمّن 24 فصلا تناول
فيها الخطوط العريضة لعمل الجمعية، وتظهر أهداف الجمعية من خلال قانونها
الأساسي ومن خلال نشاطات أعضائها و كتاباتهم. وفي مقدمة هذه الأهداف،
المحافظة على الدين الإسلامي ومحاربة الخرافات والبدع و إحياء اللغة
العربية وآدابها و تمجيد التاريخ الإسلامي وآثاره ،وقد شهد لها بهذا حتى
المعارضين لأفكارها فالسيد فرحات عباس أشار إلى أن أهداف الجمعية تمثلت "
في تجديد الإسلام، والصراع ضد المرابطين أداة الاستعمار وتكوين إطارات
الثقافة العربية".
وأوضح رئيس الجمعية أهدافها الرئيسية في مقال: دعوة جمعية العلماء
المسلمينوأصولها.وأبدت الجمعية موافق واضحة في القضايا السياسية المطروحة
فعارضت سياسة الإدماج التي كانت تطالب بها: فيدرالية المنتخبين الجزائريين،
بزعامة الدكتور بن جلول وابن التهامي. وفرحات عباس وغيرهم، كما سجلت
حضورها الفعال في المؤتمر الإسلامي سنة 1936.
واعتمدت الجمعية في نشاطها على وسائل معروفة كالمسجد، والمدارس الحرة
للتعليم والتربية وتكوين الإطارات والنوادي للنشاطات الثقافية وكذا الصحافة
لنشر أفكارها وخاصة صحيفتي الشهاب و البصائر.
هذا النشاط المميز للجمعية جعلها في وضع لا يحسد عليه إذ برز معارضون
لنشاطاتها فإلى جانب مخططات الإدارة الفرنسية في مواجهة جمعية
العلماء،وإغتيال الشيخ محمود كحول نجد معارضة النواب و رجال الزوايا
والمرابطين، وكذا المبشرين ورجال الدين المسيحيين

4- مسارها السياسي
واصلت الجمعية نشاطها خلال الثلاثينات رغم المضايقات التي تعرّضت لها من
طرف الإدارة الاستعمارية ومعارضة خصومها، من خلال المدارس والصحف والنوادي
حتى اندلاع الحرب العالمية الثانية حين امتنعت عن تأييد فرنسا فقّللت من
نشاطها وأوقفت صحفها ممّا جعل السلطة الفرنسية تقوم بنفي البشير الإبراهيمي
إلى آفلو، وانضمت الجمعية إلى أحباب البيان، التنظيم الذي أسسه فرحات
عباس، وبعد الحرب العالمية الثانية واصلت مهمتها الإصلاحية تحت رئاسة
البشير الإبراهيمي إلى غاية اندلاع الثورة التحريرية أين أصدر الشيخ
الإبراهيمي بيان جمعية العلماء المسلمين من القاهرة بتاريخ 14 نوفمبر 1954
يدعو فيه الشعب إلى الالتفاف حول الثورة، وسنة 1956 أصدرت السلطات الفرنسية
حلّ الأحزاب السياسية ومنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.. نجم سطع ثم أفل




الشيخ عبد الحميد بن باديس
يتفق الجميع على أن الثمار لا بد لها من أشجار التي هي سبب خروجها، وأن
الأشجار لا بد لها من جذور تثبتها في الأرض، وتحمل لها ماء الحياة، وكل من
يعرف تاريخ الجزائر الحديث يؤمن بأن الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي كان من
ثمار شجرة الثورة الجزائرية المسلحة التي بدأت في عام 1954، وأن جذر هذه
الشجرة هو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. ومن ثم فإن هذه الجمعية
جديرة بالنظر والدراسة والتحليل، وإن كان المقام لا يتسع إلا لبضعة سطور
عنها، فإن واجب شباب الإسلام أن يراجعوا تراث هذه الحركة.
بادئ ذي بدء لا بد أن نوضح ثلاثة أمور:
أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي.
ثانيًا: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر.
ثالثًا: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس.
أولاً: وضع الجزائر في ظل الاحتلال الفرنسي:
كان مبدأ السياسة الاستعمارية الفرنسية ربط الدولة المحتلة بفرنسا، بروابط
ثقافية واقتصادية فضلاً عن السياسية، وفي هذا الإطار تعمل على توطين
فرنسيين في هذه البلاد، وتجعلهم يمسكون بمقاليد أمورها. ومن جانب آخر تعمل
على تعليم أبناء هذا البلد تعليمًا يخضعهم لفرنسا شكلاً وموضوعًا. ولتحقيق
هذه السياسة لا تتورع عن القيام بحرب إبادة لهذا الشعب، وهذا ما كان في
الجزائر، فقد قام الاستعمار الفرنسي بالآتي (منذ عام 1830م):
...61607; إغلاق كافة المدارس الإسلامية (أُغلِقَت أكثر من ألف مدرسة).
...61607; القيام بحرب إبادة بما عرف باسم (الحرب المطلقة)، فقام بحرق
الغابات والمحاصيل، والتخطيط للمجاعات، وإبادة مناطق المقاومة بشكل تام،
ودفع السكان للحدود الصحراوية.
...61607; جعل اللغة العربية لغة ثانية في جميع مراحل التعليم، ومنع تدريس
أي مقررات دراسية عن التاريخ الإسلامي أو الجزائري، أو جغرافية الجزائر،
وجعل المقرر فقط دراسة تاريخ فرنسا، وجغرافيتها.
...61607; منع أي دروس دينية بالمساجد، وقد وافق فقط على تحفيظ القرآن في بعض المساجد -مع التضييق عليها- دون تفسير أو شرح.
...61607; العمل على الفصل بين عنصر البربر والعنصر العربي، وذلك فيما عُرف
باسم سياسة (الظهير البربري)، والسعي لتنصير البربر في ظل هذه السياسة.
...61607; الاستيلاء على كافة الأوقاف المحبوسة على التعليم، وتنشيط المؤسسات التبشيرية في كافة مناطق الجزائر.
هذا قليل من كثير، وفي المراجع الفرنسية نفسها ذِكر لوقائع تعتبر كافة جرائم الحرب بجانبها شيئًا يسيرًا.
ثانيًا: موقف التيارات الإسلامية في الجزائر:
نستطيع أن نحصر هذه التيارات في ثلاثة اتجاهات:
* الصوفية المقاتلة.
* الصوفية الخاضعة.
* العلماء.
أما عن اتجاه الصوفية المقاتلة، فقد ظهر منذ قيام الأمير عبد القادر
الحسيني الجزائري بحركة المقاومة للاحتلال الفرنسي لمدة عشرين عامًا،
واستمر حتى بعد قيام ثورة الأمير عبد الكريم الخطابي في مراكش، ونتيجة
لسياسة الإبادة التي اتبعها الفرنسيون، فقد تقلص وجود هذا الاتجاه، إلا أنه
عاد مرة ثانية مع بدء الثورة المسلحة.
أما الصوفية الخاضعة، فقد استغلها الفرنسيون لإظهار الإسلام بشكل يحض على
التخلف والكسل والإيمان بالأساطير والخرافات، كما استغلوهم في فض الجماهير
عن أي حركة فاعلة، أو دعوة للإصلاح أو المقاومة.
أما العلماء، فقد سيطر اليأس على الكثير منهم، فاتجهوا إلى بقاع أخرى،
وعملوا في التدريس فيها، والقلة استقرت في الجزائر، تعمل -سرًّا- على تعليم
الشباب والأطفال.
ثالثًا: موقف مؤسسي جمعية العلماء قبيل التأسيس:
توزع مؤسسو حركة جمعية العلماء على الاتجاهين السابقين، حتى ظهرت شخصية عبد
الحميد بن باديس (1889-1940)، الذي قال له أبوه في صباه: "اكفني هَمَّ
الآخرة أكْفِكَ هَمَّ الدنيا"، وذلك لما رأى من علامات النجابة والذكاء وحب
العلم، وكانت نصائح شيوخه بين حث على الاستقرار خارج البلاد بعد استكمال
عدته العلمية للتعليم، أو العودة إلى الجزائر لإنقاذ الأمة الإسلامية
الجزائرية.
وكان اللقاء مع زميل كفاحه الشيخ البشير الإبراهيمي في رحاب المدينة
المنورة، وكان التخطيط لإنقاذ إسلام وعروبة الجزائر، بل وعقيدتها وهويتها.
وعاد ابن باديس إلى الجزائر عام 1913، واستثمر قوة صلة والده بالسلطات
الفرنسية، وبدأ في تفسير كتاب الله في المساجد، واندفعت إليه جموع الشباب
والكهول، المتعلمين والجهلاء، حتى ضاقت بهم الطرقات حول المسجد، وقد كان
والده عند وعده، فقام بحمايته، ودعمه، حيث لم ينشغل ابن باديس بتدبير قوته،
أو تدبير نفقة بيته، أو تكاليف انتقالاته بين المدن.
وعاد البشير الإبراهيمي، وشارك في هذه الصحوة، واستنفر المشهد سائر
العلماء، وكانت نواة العمل الجماعي "نادي الترقي" بالعاصمة، وكانت الخطوة
التالية هي تنظيم العمل بشكل رسمي، فاجتمع أربعة نفر في "نادي الترقي"، هم:
عبد الحميد بن باديس، والبشير الإبراهيمي، وأحمد توفيق المدني، والطيب
العقبي.
واتفق المجتمعون على توجيه دعوة إلى مجموعة من العلماء العاملين في الساحة
الجزائرية، ولم توضع على الدعوات أي أسماء تجنبًا لحساسيات في نفوس بعضهم
منهم، بسبب مهاجمة ابن باديس والبشير للصوفية الخاضعة في عدة مقالات ودروس.
واجتمعوا، وخرجت للوجود في عام 1928، ثم أخذت شكلها القانوني وفقًا للقانون
الخاص بالجمعيات في مايو 1931، وقد استطاع البشير الإبراهيمي أن يصوغ
القانون الأساسي لها دون تفريط في الأساسيات المتفق عليها بين العلماء،
وبما يخدم الصحوة المنشودة، وفي ذات الوقت بما يتواءم مع القانون الرسمي،
وأجمع الاجتماع على اختيار عبد الحميد بن باديس رئيسًا، والبشير الإبراهيمي
نائبًا، رغم غياب الأول عن الاجتماع التأسيسي.
واستطاع ابن باديس أن يمرر الجمعية في كافة المناطق الجزائرية، وقد كان في
زياراته حريصًا على زيارة الحاكم الفرنسي، وإقناعه أن الجمعية ومدارسها
تعمل في إطار تحسين حالة الجزائري، ليستطيع أن يتعاون مع الفرنسي في ترقية
حال البلاد.
أهداف ووسائل جمعية العلماء
ووفقًا لفكر ونظام الجمعية، فقد تجنبت أنشطتها السياسة، ووجهت جهودها إلى
ميدان التعليم العربي، والهدف هو إحياء اللغة العربية بإنشاء المدارس
العربية، وإحياء الإسلام بتطهيره مما غشيه من ضلالات العصور المتأخرة،
وتحريره من السيطرة الاستعمارية، متمثلة في رجال الدين الرسميين والطرقيين
(الصوفية الخاضعة).
وتحت هذين الأصلين الكبيرين تندرج أعمال الجمعية التي ذكر الأستاذ البشير الإبراهيمي أمهاتها في هذه البنود الثمانية:
1- تنظيم حملة جارفة على البدع والخرافات والضلال في الدين، بواسطة الخطب
والمحاضرات، ودروس الوعظ والإرشاد، في المساجد، والأندية، والأماكن العامة
والخاصة، حتى في الأسواق، والمقالات في جرائدنا الخاصة التي أنشأناها لخدمة
الفكرة الإصلاحية.
2- الشروع العاجل في التعليم العربي للصغار، فيما تصل إليه أيدينا من الأماكن، وفي بيوت الآباء، ربحًا للوقت قبل بناء المدارس.
3- تجنيد المئات من تلامذتنا المتخرجين، ودعوة الشبان المتخرجين من جامع الزيتونة للعمل في تعليم أبناء الشعب.
4- العمل على تعميم التعليم العربي للشبان، على النمط الذي بدأ به ابن باديس.
5- مطالبة الحكومة برفع يدها عن مساجدنا ومعاهدنا التي استولت عليها، لنستخدمها في تعليم الأمة دينها، وتعليم أبنائها لغتهم.
6- مطالبة الحكومة بتسليم أوقاف الإسلام التي احتجزتها ووزعتها، لتصرف في
مصارفها التي وُقِفَت عليها. (وكانت من الكثرة بحيث تساوي ميزانية دولة
متوسطة).
7- مطالبة الحكومة باستقلال القضاء الإسلامي، في الأحوال الشخصية مبدئيًا.
8- مطالبة الحكومة بعدم تدخلها في تعيين الموظفين الدينيين.
أما الوسائل التي جعلت الجمعية تتوسل بها لتحقيق هذه الغايات، فهي الوسائل
التي اتخذها ابن باديس وصحبه، منذ نشأت الحركة، ولكن قيام الجمعية جعلها
أكثر تنظيمًا، وأشد نشاطًا، وأبلغ أثرًا، وهذه الوسائل تتلخص في إنشاء
المدارس، واستخدام المساجد، وبنائها، وتأسيس الأندية، وتكوين الجمعيات،
وإخراج الصحف والمجلات.
أما المدارس فقد أنشأت الجمعية خلال ثلاث سنوات، مائة وخمسين مدرسة، يتعلم
بها ما يقرب من خمسين ألف تلميذ، كما يقول مؤلفا كتاب الجزائر الثائرة،
وبعض هذه المدارس كان يعتبر -إلى جانب الغرض التعليمي- مركزًا من مراكز
النشاط الاجتماعي، بما كانت تقيمه وتدعو إليه في نهاية العام وفي المناسبات
الدينية، من حفلات حافلة بالخطب والشعر، كمدرسة الشبيبة الإسلامية في
مدينة الجزائر.
وفي سبيل استخدام كل وسيلة لنشر التعليم العربي، اتجهت الجمعية إلى الزوايا القديمة، داعية إلى إصلاحها بحيث تكون ملائمة لروح العصر.
الصعوبات والمعوقات
لم تغفل السلطة الفرنسية عن نشاط الجمعية، وبدأت في التضييق على أعضائها
منذ عام 1933، ووضعت كافة أعضائها تحت المراقبة، ومنعت إصدار تصاريح جديدة
لمدارس الجمعية.
ولما كانت الإجراءات الفرنسية ضد الجمعية بغرض تحجيم حركة الجمعية حتى يخلو
الطريق للصوفية، فقد واجهت الجمعية الصوفية في المساجد وبين جموع الناس،
فاستيقظت الجزائر على حقيقة الصوفية الخاضعة وتهاونها مع المحتل.
وكانت المواجهة الثانية مع المؤامرات الفرنسية على هوية الجزائر في عام
1936، وذلك من خلال مشروع فرنسي يجعل الجزائر مقاطعة فرنسية، ويتم تمثيلها
في البرلمان الفرنسي، وظن البعض أن هذا المشروع قد يكون طريقًا للحصول على
بعض حقوق الجزائر المهدرة، فشارك مجموعة من الجمعية على رأسهم ابن باديس في
مؤتمر جزائري فرنسي في باريس لمناقشة المشروع، وكان حضورهم بشكل شخصي حتى
لا يخالفوا قانون الجمعيات، واستطاع أفراد الجمعية توجيه القرارات النهائية
بما يحفظ للجزائر عروبته، وإسلامه، وذاتيته، وصاغ ابن باديس رده على
المشروع في قصيدة مفحمة.
كان نجاح الجمعية في إحباط هذه المؤامرة دافعًا للسلطات الفرنسية إلى أن
تجد من الوسائل ما يحطم بعضًا من شخصيات الجمعية، فدفعت الطرق الصوفية
العميلة إلى مهاجمة ابن باديس، حتى إنها أطلقت عليه -أي الصوفية– "ابن
إبليس"! كما دبرت سلطات الاحتلال اغتيال مفتي العاصمة ابن مكحول، واتهمت
الطيب العقبي بقتله، ولم تحاكم الرجل أو تقبض عليه، وتركت الاتهام معلقًا،
وذلك حتى تُشَوِّهَ سمعة الرجل وجمعيته، وهو ما دفع به إلى الاستقالة عام
1938.
ومع قيام الحرب العالمية الثانية، طالبت فرنسا كافة الهيئات الجزائرية
بتأييد موقف فرنسا، وكان ذلك تمهيدًا لإشراك الجزائريين في صفوف القتال
الفرنسية، ورفضت الجمعية، وكانت المواجهة هذه المرة مع السلطة الفرنسية
مباشرة، فأصدرت السلطات قرارًا بإلغاء الجمعية عام 1940، وتوفي ابن باديس
في نفس العام، وخلفه محمد البشير الإبراهيمي في رئاسة الجمعية، ولكنه اعتقل
وعُذِّب في عام 1941، ثم قامت سلطات الاحتلال بنفيه إلى الصحراء، وفي عام
1946 عادت الجمعية إلى النشاط بعد الإفراج عن رئيسها، ولكنها لم تعد كما
كانت من قبل.
أفول نجم جمعية العلماء
كانت الخطوة الأولى في اتجاه أفول نجم الجمعية هي خروج الجمعية عن أهدافها
السابق ذكرها، وانخراطها في العمل السياسي، مع صدور نظام الجزائر الجديد
الصادر من السلطة الفرنسية عام 1947، وفيه اعترفت فرنسا بما يشبه الحكم
الذاتي للجزائر، واعترفت باللغةالعربية لغة أساسية في الجزائر، ومن ثم
اتجهت الجمعية إلى ممارسات سياسية ورطتها في مواقف وتحالفات وصدامات
سياسية، وصرفت الجمعية عن التركيز على معاني التربية التي صنعت لها مكانتها
عند الشعب الجزائري.
والخطوة الثانية هي سفر كل من رئيس الجمعية البشير الإبراهيمي، ونائبه أحمد
المدني إلى مصر في عام 1951، واستقرارهما بها منذ عام 1952، وإن كان
عذرهما هو حشد التأييد السياسي والمادي للثورة والقضية الجزائرية، وخشية
الاعتقال عند العودة، ونجاحهما في المشاركة في تأسيس مكتب المغرب العربي
بالقاهرة، وافتتاح إذاعة صوت الجزائر من الإذاعة المصرية، وقد كان أول صوت
يصدر من هذه الإذاعة صوت البشير الإبراهيمي مناديًا الثوار: "لا نسمع عنكم
أنكم تراجعتم، أو تخاذلتم"، ولكن هذا الغياب المستمر أورث فراغًا في
التوجيه والقيادة، لم تستطع قيادة العربي البتسي أن تقنع القدامى أو الجدد،
ومن ثم بدأت صراعات خفية حول رئاسة الجمعية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alaniss.ahlamountada.com
 
- التعريف بجمعية العلماء 1931 – 1956
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الرويبضة ومطاولة العلماء
» التعريف بالهاش واستعماله بـ Qt
» -- التعريف بالرواة الأربعة -- علوم إسلامية --
» معجزة الهية حيرت العلماء في اميركا
»  اكتشاف مذهل: العلماء يكتشفون الأمواج العميقة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: المنتدى الثقافي والفكري :: حقائق تاريخية-
انتقل الى: