(( ابن زيدون ))
سفير ابن جهور " أحد مماليك الطوائف " .. ووزير المعتضد (( معتضد إشبيلية )) ..وشاعر المغرب لقب ببحتري المغرب.
برع "ابن زيدون" في الشعر كما برع في فنون النثر، حتى صار من أبرز شعراء الأندلس المبدعين وأجملهم شعرًا وأدقهم وصفًا وأصفاهم خيالا،
الميلاد والنشأة
ولد الشاعر "أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أحمد بن غالب بن زيد المخزومي"
سنة [394هـ= 1003م] بالرصافة من ضواحي قرطبة، وهي الضاحية التي أنشأها "عبد
الرحمن الداخل" بقرطبة،
واتخذها متنزهًا له ومقرًا لحكمه، ونقل إليها النباتات والأشجار النادرة،
وشق فيها الجداول البديعة حتى صارت مضرب الأمثال في الروعة والجمال، وتغنّى
بها الكثير من الشعراء.
وفي هذا الجو الرائع والطبيعة البديعة الخلابة نشأ ابن زيدون؛ فتفتحت عيناه
على تلك المناظر الساحرة والطبيعة الجميلة، وتشربت روحه بذلك الجمال
الساحر، وتفتحت مشاعره، ونمت ملكاته الشاعرية والأدبية في هذا الجو الرائع
البديع و من روائعه اخترنا لكم
قصيدة وداع
لئنْ قصَّرَ اليأسُ منــكِ الأملْ " " وَحَـالَ تَجَنّيــكِ دُونَ الحِيَلْ
وَنَاجاكِ، بالإفْكِ، فيّ الحَسُودُ، " " فأعْطَيْتِهِ، جَهْـرَة ً مَا سَألْ
وراقكِ سحرُ العِدَا المفترَى ؛ " " وَغَـرّكِ زُورُهُــــمُ المُفْتَعَــلْ
وأقْبَلتِهِمْ فــيّ وجهَ القبولِ؛ " " وقابلَهُـمْ بشــــرُكِ المقْتَبَـلْ
فإنّ ذمَامَ الهـوَى ، لمْ أزَلْ " " أبقّيهِ، حفظـــاً، كمَا لـم أزَلْ
فديتُكِ، إنْ تعجَلِـــــــــي بالجَفَا؛" " فَقَدْ يَهَبُ الرّيثَ بَعْضُ العَجَلْ
عَلامَ أطّبَتْكِ دَوَاعِي القِلَى ؟" " وَفِيــــمَ ثَنَتْكِ نَوَاهِي العَذَلْ؟
ألمْ ألزَمِ الصّبرَ كيْمَا أخفّ؟ " " أ لمْ أكثرِ الهجرَ كـي لا أملّ؟
ألمْ أرضَ منْكِ بغيرِ الرّضَى ؛ " "وأبدي السّرورَ بمَا لمْ أنلْ؟
ألَمْ أغتفِرْ موبقَـــاتِ الذّنُوبِ، " " عَمْــداً أتَيْتِ بِهَــــــا زَلَلْ؟
ومَا ساءَ ظنِّيَ في أنْ يسيء،" " بِيَ الفِعْلَ حُسْنُكِ حتى فَعَلْ
عَلَى حِينَ أصْبَحْتِ حَسْبَ الضّمِيرِ" "ولمْ تبغِ منكِ الأماني بدَلْ
وَصَانَكِ، مِنّــــي، وَفيٌّ أبـــــيٌّ" " لعلْقِ العلاقــة ِ أنْ يبـتذَلْ
سَعَيْتِ لِتَكْدِيرِ عَهْـــدٍ صَفَا،" " وحاولتِ نقــصَ ودادٍ كمـلْ
فما عوفيَتْ مقتي مِنْ أذى ً؛ " " ولا أعفيَتْ ثقتي مـنْ خجَلْ
ومهمَا هززْتُ إليكِ العتابَ، " " ظاهَرْتِ بَيْــنَ ضُرُوبِ العِلَلْ
كأنّكِ ناظرْتِ أهـــلَ الكلامِ، " " وَأُوتِيتِ فَهْماً بعِلْـــمِ الجَدَلْ
وَلَوْ شِئْتِ رَاجَعْتِ حُرّ الفَعَالِ،" "وعدتِ لتلْكَ السّجايَا الأولْ
فَلَمْ يَكُ حَظّـــي مِنْكِ الأخَسَّ؛ " " وَلاَ عُدّ سَهْمــيَ فِيكِ الأقَلّ
عليكِ السّلامُ، سلامُ الوداعِ، " " وداعِ هوى ًماتَ قبْلَ الأجَلْ
وَمَا بِاخْتِيَارٍ تَسَلّيْتُ عَنْــكِ، " " ولكنّنــــي: مكـــرهٌ لا بطلْ
ولَمْ يدرِ قلبيَ كيفَ النُّزُوعُ،" " إلى أنْ رأى سيرة ً فامتثلْ
وَلَيْتَ الذي قادَ، عَفْواً إلَيْكِ، " " أبيَّ الهَوَى في عنانِ الغزلْ
يُحِيلُ عُذُوبَة َ ذَاكَ اللَّمَى " " ويشْفي منَ السُّقْمِ تلكَ المُقَلْ
مع تحية
امين