*****************الذكاء والذاكرة *****************
* مقدمة : يعتبر إكساب المعرفة من أبرز
اهتمامات الفلسفة لأنه يتعلق بالتفكير واكتساب المعرفة الأمر الذي أدى إلى
اعتبارها وسائل المعرفة هي بدورها موضوعا للدراسة الفلسفية بصورة مستقلة
وتتمثل في الملكات الذهنية والاستعدادات الفطرية للإنسان وباعتبار الذكاء
والذاكرة من أهم هذه الملكات ، *** فإلى أي مدى يمكن الربط بينهما من الناحية العلمية ؟***والتميز بينهما من الناحية المنهجية ؟؟؟ .
**********التحليل:**********
* أوجه التشابه: إن أهم ما يربط بينهما
أنهما عمليتان ذهنيتان تساهمان في اكتساب المعرفة وتنشيط عملية التفكير كما
أنهما تساعدان على التكيف مع المحيط الذي نعيش فيه ، والفرد من خلال
مساهمة كل منهما في اكتساب العديد من المعارف ، وهذا يعني أنهما تتوفران
على خصائص نظرية ، مشتركة على مستوى الجهاز العصبي وباعتبار أنهما موروثتان
، كما أنهما تستفيدان من وظيفة اللغة باعتبارها وسيلة أساسية لاستحضار
الماضي بالنسبة للذاكرة أو حل المسائل النظرية و الطارئة بالنسبة للذكاء
وبالإضافة إلى هذا فان مستوى كل منهما في الذهن يخضع لقيمة نسبية تختلف من
شخص لآخر .
** أوجه الاختلاف : لكن مهما بلغت درجة
التشابه بين الذاكرة والذكاء ، فإن لكل منهما وظيفته الخاصة ، فالذاكرة
أساسا هي التعامل مع الماضي واستحضاره في حين لا يظهر الذكاء إلا في
الحالات الجديدة غير المألوفة ، كما أن الذاكرة تخضع لآلية خاصة في ضرورة
تثبيت المعلومات ثم حفضها واسترجاعها في حين لا يحتاج الذكاء إلى نفس لآلية
لأنه يعتمد أساسا على سرعة الربط بين مفاهيم ومعلومات مختلفة بصورة آنية ،
كما أن الذاكرة هي إعادة بناء الماضي حسب معطيات الحاضر ، وفي حين يعكس
الذكاء قدرة فائقة على الانتباه والتركيز لمعطيات الحاضر كما ترد إلى الذهن
دون إعادة بناءها أو تأويلها لأنه يعتمد على الفهم بالدرجة الأولى ، وإذا
كانت الذاكرة مشتركة في الغالب مع الآخرين فان الذكاء أكثر فردية كما انه
يتعلق بجانب خاص ويبرز في ميدان معين و إذا كانت الذاكرة أكثر تأثرا
بالعوامل النفسية والمعنوية والعاطفية فان الذكاء أكثر تعبيرا على القدرات
.
*** مواطن التداخل : وبحكم أوجه الاختلاف
والتشابه فان الذاكرة والذكاء باعتبارهما عمليتان ذهنيتان لا يمكن
التفكير دون الربط بينهما لأن الذاكرة تزود الذهن بالمعلومات السابقة فتوفر
عليه جهد التكرار وينعكس ذلك مباشرة على رفع نسبة الذكاء عند الفرد
فالظروف مهما كانت طارئة ومفاجئة فهي تخل أبدا في بعض جوانبها ومكوناتها من
الاشتراك مع معلومات أخرى أو ظروف مألوفة .
****الخاتمة: مهما يدفعنا بصورة شعورية
أو لا شعورية إلى تدعيم الذكاء والذاكرة وذلك فان تغير بعض حالات ضعف
الذكاء الدائم أو المؤقت يرجع غالبا إلى ضعف الذاكرة أو العجز في استرجاع
المعلومات السابقة .