العقلاء يطوقون الموقف
الشرارة انطلقت من ثانوية مفدي زكرياء الأمن يحقق في هوية أطراف غريبة عن الولايةأصيب 40
شخصا بجروح متفاوتة الخطورة في نقاط متفرقة من الجسم يوم الخميس بغرداية ،
وكشف مصدر أمني لـ"الشروق" أن بينهم محافظ شرطة إصابته بليغة على مستوى
الرأس و 5 أعوان آخرين أصيبوا بجروح مختلفة، إلى جانب دركيين تعرض أحدهما
لحروق نتيجة استعمال قارورات مولوتوف حارقة وأخر أصيب في العين إثر مواجهات
عنيفة بين شباب غاضب، في حين نقل المصابون إلى مستشفى غرداية لتقلى العلاج
المكثف حيث تكفل بهم طاقم طبي، فيما لم تسجل أي حالة وفاة.شرارة الشجار انطلقت من ثانوية مفدي زكرياء، بمنطقة بني يزقن،
بين طلبة نفس المؤسسة على خلفية تلاسنات ليتحول كالبرق إلى الشارع وتوسعت
رقعته ليشمل فئات أخرى منهم غرباء عن المنطقة، وحسب مصادر "الشروق" فإن
المواجهات الساخنة تطلبت تدخل أزيد من 200 عون من وحدات الدرك والشرطة
لمحاصرة الجهة والحيلولة دون
وقوع انزلاقات خطيرة تزامنا والانتخابات التشريعية. ورغم تدخل مصالح الأمن
بقوة وفرض تعزيزات أمنية كبيرة وغلق المنافذ بمواقع تحرك الإخوة الفرقاء
في الشارع، إلا أن الطرفين تمكنا من تحويل الشجار بالحجارة ومختلف الأدوات
إلى جهات ثانية منها حي الثنية، ومحاولة الاحتكاك والتراشق على مسافة 200 متر يتوسطهم رجال الأمن مما خلف إصابات عدة في أجواء مشحونة غذتها الفتنة.
وبالرجوع إلى توضيحات بعض الشهود فإن الصراع بدأ بين طلبة الثانوية المذكورة قبل
أن يتطور بسرعة قرب الهيكل تربوي ذاته إلى جهات محاذية له، وهي تشنجات
استدعت غلق الثانوية ذاتها إلى حين عودة الهدوء، فضلا عن المحلات التجارية
القريبة من المكان خوفا من انفلات الوضع عقب خروج العشرات من تلاميذ مؤسسة
أخرى تقع بين حي ثنية المخزن وبني يزقن.. وقد
صعدت ليلة الخميس إلى الجمعة، أعداد كبيرة من شباب نفس الجهتين إلى أعلى
قمة جبل تطل على المنطقتين وتبادلا الرشق بالحجارة ورمي العجلات المطاطية
الملتهبة على السكان، وهو ما ضاعف من عدد الجرحى حيث استمرت المواجهات إلى
ساعة متأخرة من الليل. من جهة ثانية دعا الشيوخ وأعيان عاصمة مزاب من
المالكية والإباضية، في اجتماع طارئ حضره ضباط أمن ووكيل الجمهورية لدى
محكمة غرداية، إلى ضرورة ضبط النفس والتحلي باليقظة في ظروف تمر بها البلاد
ووجوب تفويت الفرصة على أعداء الوطن، ووضع حد لقضية الثانوية التي تكررت
بمحيطها الاحتكاكات بين الطلبة السنة الجارية، كما حث أئمة المساجد في خطبة
الجمعة أمس، الإخوة المتخاصمين إلى تجنب الفوضى وتغليب المصلحة العامة
خاصة وأن علاقات أخوية وتعايش سلمي تجمع بينهما منذ قرون، علما أن مصالح الأمن وفور عودة الهدوء إلى المنطقة سارعت إلى فتح تحقيق معمق لمعرفة دواعي المعركة الدامية .
الأمن يحقق في هوية أطراف غريبة عن الولايةأكدت مصادر محلية لـ"الشروق" أن مصالح الأمن بغرداية، باشرت تحريات معمقة بعد رصد تحركات مشبوهة لعناصر من خارج الولاية تستثمر وتشجع على التحريض وإشعال نار الفتنة بهذه الولاية.
وأبدى
عدد من أعيان ولاية غرداية، استنكارهم لأحداث التوتر التي عرفتها المنطقة
نهاية الأسبوع، بعد اندلاع مشادات عنيفة بين شباب غاضب على مستوى حيي
الثنية وبني يزقن وسط المدينة مخلفة عددا من الجرحى.