تقبل النقد من الآخرين هو قطاع آخر من المواقف التي لابد أن
تتدرب فيها على التجاوب مع الآخرين بأسلوب توكيدي.. عندما
ينتقدك أحد ستجد أنه قد يساعدك أن تأخذ نفسًا عميقًا وتهدئ نفسك
"اهدأ.. لا تتوتر" بينك وبين نفسك.. وهذا سيساعدك على الإصغاء إلى
ما يقوله الشخص الآخر.
لو كان النقد عامًا، غير واضح أو محدد سيفيدك
كثيرًا أن تطلب من الشخص الآخر أن يكون أكثر تحديدًا.. ماذا تقصد؟
ماذا تريد بالتحديد من كلامك؟
الخطوة التالية أن تعيد ما سمعته بكلماتك أنت..
هل تقصد أنك تريد قول كذا.. ، هذا سيري الشخص الآخر إنك قد فهمته
وسمعت ما يقول.
في تلك النقطة لابد أن تأخذ دقيقة مع نفسك كى تراجع النقد وترى إن كان صائبًا وفي محله أم لا..
وأيضًا راجع مشاعرك تجاه النقد حتى يتسنى لك أن
تشاركها مع الشخص الآخر، قد تشعر إنك متضايق، غاضب أو خائف.. لابد
أن يشعر الشخص الآخر بتلك المشاعر حتى يدرك تأثير نقده عليك.
ولابد أيضًا أن تعبر عن مشاعرك تجاه توقيت هذا النقد، تكراره، ودقته تجاه الموقف..
لو كان النقد عادلاً سيكون من المفيد أن تسأل عن
اقتراحات محددة أو بدائل، ومن المهم أيضًا أن تتجنب تقديم اعتذارات
ستبدو للطرف الآخر وكأنها تأكيد للإتهام أو النقد.
حاول أن توجه النقد إلى المستقبل وأن تأخذ الناقد معك إلى ذلك الاتجاه..
عندما تشاركه مشاعرك تجاه النقد لا تنسى استعمال
عبارات تبدأ بـ "أنا" حتى لا تجعل الشخص الآخر يأخذ موقف الدفاع..
وفكر في الفرق بين "إنك لا تفهم شيئًا" وبين "يبدو لي إنك أسأت
تفسير ما حدث".
باستعمال طرق الاسترخاء تستطيع أن تتجنب تصاعد
الغضب والتوتر ولو حاولت أن تماثل الشخص في طريقة وسرعة النقد ستجد
أن النقاش سيتحول إلى مشاجرة.. حاول أن تتكلم ببطء وبهدوء وبوضوح.
وفيما يلي أمثلة للنقد الذي قد تتعرض له:
يقول رئيسك إنه غير راض عن عملك.
يقول المشرف عليك إن عملك لا ينتهي أبدًا في موعده.
تقول زوجتك إنك لا تحبها.
ابنك يقول إنك لا تفهمه.
تقول والدتك إنك لا تزورها كفاية.
تقول زوجتك إنك تخونها.
تقول معلمتك إن البحث الذي قدمته كان محيرًا وبلا معنى.
زميل جديد في العمل يخاطبك (أنت امرأة) معظم النساء لا يدركن ما الذي يتكلمن عنه.
يقول تلاميذك إن محاضرتك مملة.
يقول لك زبون أن ما تبيعه بلا فائدة.
يقول لك مريضك أنه لم يتحسن على علاجك بعد يومين من الكشف.
المشاكل المعتادة وحلولها بعض الناس قد يتعرف على مشكلته ويضعها في تصنيف معين ولكن يجد صعوبة في تخيل طريقة للتعامل مع تلك المشكلة.
أو قد يستطيع تخيل الطريقة المثلى لحل المشكلة ولكن تلك الطريقة تسبب له قلقًا لا يستطيع تحمله.
لو كان تخيل معين لحل مشكلة يسبب لك قلقًا أو خوفًا شديدًا
فربما يكون جهازك العصبي قد تبرمج على الإجابة بارتباط شرطي
بالخوف لكل موقف قد تشعر فيه إنك غير محبوب أو مرفوض.
السلوك السلبي تسانده معتقدات خاطئة أو غير منطقية ماذا لو... طريقة أخرى للتعامل مع الصعوبة التي تواجهك في توكيد الذات
هى أن تختبر بعض المعتقدات الخاطئة التي قد تكون داخلك والتي
تجعلك تتصرف بطريقة سلبية.
وفكرة تلك الطريقة هى "ما أسوأ شئ يمكن أن يحدث؟"
المعتقدات الخاطئة تغذي الأسلوب السلبي بغض النظر كنت رجلاً أو امرأة..
ربما تكون لديك معتقدات غير واقعية تجاه نتائج أو عواقب فعل
معين يتضمن توكيد الذات، وحتى لو كانت له نتائج سلبية فربما
تكون مبالغًا في تقدير قدره وعدم قدرتك على مواجهتها..
وفيما يلي أمثلة على ذلك:
1.عندما اسلك سلوكًا توكيديًا سيسبب ذلك غضبًا للآخرين مني.
| سلوك الآخرين عادةً ما يكون إيجابيًا، سلبيًا، أو متعادلاً.. لو كان التوكيد يتضمن حقوقًا شرعية فالاحتمالات إن الرد سيكون إيجابيًا.
|
2.عندما يغضب الآخرون مني لسلوكي التوكيدي فإن ذلك سيحطمني.
| سأكون قادرًا على تحمل أى شئ، لست مسئولاً عن غضب شخص آخر.. تلك مشكلته وليست مشكلتي.
|
3.أريد أن يكون الآخرين صريحين ومباشرين معي، ولكن أخاف أن أصارح الآخرين بما أشعر به أو أريده فأجرح مشاعرهم.
| معظم الناس يفضلون الصراحة في التعامل، قد يشعر بعض الناس بالجرح والحرج وآخرون لا.. مجددًا تلك ليست مشكلتك.
|
4.عندما ينتقد الآخرون سلوكي التوكيدي فإنني مسئول عن ذلك.
| ذلك الانتقاد لن يقتل أحدًا ويمكنك أن تريهم إنك تهتم بهم بطرق أخرى.
|
5.لو رفضت لبعض الناس طلبات منطقية سيكرهني آخرون.
| حتى الطلبات المنطقية يمكن رفضها، لابد أن أفكر في احتياجاتي أنا أولاً.. ولا استطيع أن أرضي جميع الناس كل الوقت.
|
6.لابد أن أتجنب قول عبارات أو سؤال أسئلة ستجعلني أبدو غبيًا.
| أنا إنسان محترم.. لي حدودي ومميزاتي ولابد أن يتقبلني الآخرون هكذا..
|
السلوكيات السلبية التي تساندها المعتقدات الخاطئة: يكون العنف مبررًا فقط عندما نرد عن أنفسنا عنفًا جسديًا أو نخشى الإيذاء فنهاجم عندها فقط حتى نحمي أنفسنا.
وللأسف أحيانًا قد نخطئ تفسير موقف على أنه خطير ونصبح عدوانيون بلا سبب وبلا جدوى.
ما نفكر به وما نقوله لأنفسنا يمكن أن يحدد ما
نراه وما نفعله.. حاصةً عندما نقفز لاستنتاجات خاطئة بدون النظر
للحقائق.
وهناك أيضًا معتقدات خاطئة تساند السلوك العدواني وعند إصلاحها يمكن تجنب السلوك العدواني.
وفيما يلي أمثلة على ذلك:
المعتقد الخاطئ | الرد المنطقي |
1.إنها حياتي أو حياته، ولابد أن أدافع عن نفسي بأى شكل.
| يمكن لنا جميعًا أن ننتصر، دعنا ننظر إلى حل وسط.
|
2.لو لم أكن عدوانيًا سيكون الآخرون كذلك.
| سيتفاعل معي الآخرون بطرق عدة.. سلبية أو إيجابية أو عدوانية.
|
3.إن العالم كله مكان قاس وعدواني.
| ما تتوقعه تجده.
|
4.لو لم أرفض ذلك الطلب بعدوانية لأمطرني الآخرون بطلباتهم.
| استطيع أن أكون توكيديًا في أى وقت يحاول الناس استغلالي فيه.
|
5.لو لم يكن صوتي عاليًا وغاضبًا لن يفعل الآخرون ما أريده.
| سأكون حازمًا وسأري رد فعلهم، وسأستعمل أساليب توكيدية أخرى لو رفضوا الإصغاء.
|
6.الغضب هو أسلوبي ولن أتغير الآن.
| تستطيع التغيير في أى وقت تريده ولكن يجب أن تريد التغيير أولاً.
|
هل هناك أوقات لا استطيع أن أكون توكيديًا فيها؟ التواصل التوكيدي هو أسلوب مباشر.. صادق وصريح..
ولكن في بعض الأحيان قد يلجأ الإنسان إلى الدفاع أو الفرار (Fight
or Flight) وذلك في أوقات الضغط.
عندما يهاجمك أسد فإنك لن تقف لتحاوره عن حقك في
الحياة، وبالمثل عندما يوجه سارق مسدسًا أو سكينًا إليك.. اختر
معاركك بعناية وزن المكسب والخسارة لتختار السلوك الأمثل لحياتك.