ضحايا قوارب الموت
تصوير: (ح.م)
أفادت
السيدة " ب. هوارية"، وهي والدة أحد الحراڤة الجزائريين البالغ عددهم11
شابا ممن اختفوا جميعا منذ ليلة 23 أوت من الشهر الفارط على متن قارب صيد
في اتجاه مدينة ألميريا الإسبانية انطلاقا من سواحل وهران، أنها توصلت
وعائلتها أول أمس، إلى معلومات مستقاة من مقربين لها يقيمون في المغرب
بتعرفهم على واحد من أولئك الحراڤة، ويتعلق الأمر بـ"مرسالي محمد" يبلغ من
العمر حوالي31 سنة، وهو يرقد حاليا في مستشفى طنجة في حالة غيبوبة بعد أن
تم نقله على متن باخرة مغربية وإدخاله إلى منطقة مليلية رفقة عدد آخر من
رفقائه في حالة حرجة كانوا يصارعون فيها الموت. استنادا إلى ذات المصدر، تضيف محدثتنا التي اتصلت بـ"الشروق"،
التي سبق لها أن نشرت مؤخرا خبرا في الموضوع نقلا عن تصريح ناطق باسم خفر
السواحل الإسباني، وأعلنت عنه وكالة الأنباء الإسبانية مفاده تعليق عمليات
البحث عن الحراڤة الجزائريين المذكورين، على إثر تلقي هيئة الإنقاذ التي
كلفت بمهمة البحث مكالمة هاتفية من رعية جزائرية، أكد لها فيها وصول
المبحوث عنهم سالمين إلى الشاطئ الإسباني وإبلاغ البعض أهاليهم بذلك عبر
الهاتف، في حين ينفي ذوو الحراقة تماما أمر اتصال أبنائهم بهم بعد ليلة
اختفائهم، مرجحين صحة الخبر اليقين في ما أدلي لهم به معارفهم المغاربة القدامى، الذين كانت تربطهم بهم علاقة جيرة حينما كانوا يقيمون معهم قبل عدة سنوات في نفس الحي بوهران، ويتذكرون جيدا أبناءهم وألقاب وكنيات جيرانهم.
كما تشير المعلومات الأخيرة أيضا إلى أن القارب الذي استعمله الحراقة الـ11، وهو من نوع "بوطي"
قد تعرض محركه للتوقف بعد نفاد الوقود، لتنقله الأمواج إلى السواحل
المغربية، وتقوم باخرة مغربية بانتشالهم في حالة صحية متدهورة بعد أن نال
الجوع والتعب منهم الكثير طيلة أيام الرحلة المشؤومة، ليتم بعدها نقلهم
للعلاج في مستشفى "طنجة"،
وبمجرد توصل عائلات الضحايا إلى هذا الخبر، تضيف السيدة "هوارية" أنهم
اتصلوا بالقنصلية المغربية في وهران للتدخل، لتوجههم هذه الأخيرة نحو
الاتصال بوزارة الخارجية حتى تبلغ السفير الجزائري بالرباط وتأمره بالتدخل واتخاذ التدابير اللازمة.
أما
عن هوية بعض أولئك الحراڤة، تؤكد محدثنا أن 10 منهم وهم جميعا يقطنون في
حي الياسمين بوهران، منهم "ب. زكريا" ابن هذه الأخيرة يبلغ عمره 18 سنة،
"ب. ن صلاح الدين" (18 سنة)، "م.
عكاشة" (19 سنة) كانوا جميعهم وآخرون، ضحايا شبكة خطيرة مددت جذورها في
عمق هذا الحي الذي تتخذه حاليا قاعدة تجارية مربحة لإنعاش نشاطها السري
والتحايل على الشباب والتغرير بهم بأحلام الضفة الأخرى. وأكدت السيدة أن
الشخص الحادي عشر ضمن تلك المجموعة يمثل دليل الحراقة، وهو معروف باسم
مستعار "القابوطي"، وهو من سكان منطقة "كوراليز".