وُلِـد الُهدى فالكائنات ضياء ** وفم الزمان تَبَسُّمٌ وثناء
ُ
الروح والملأ الملائـك حـوله** للدين والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو والحظيرة تزدهي** والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ** واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية** من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه** ومســاؤه بمحمــد وضاء
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت** وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه** واليـتم رزق بعضه وذكاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا** منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا لقامت وحدها** دينا تضــيء بنوره الآناء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ** يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى** وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا ومقدَّرًا** لا يستهين بعفوك الجهلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ** هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنما هي غَضبة** في الحق لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة** تعرو الندِيَّ وللقلوب بكاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما** جاء الخصومَ من السـماء قضاء
ُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ ولو** أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله لـم** يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته** فجميـع عهدك ذمـة ووفاء
يا أيها الأمي حســبك رتـبةً** فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر آية ربك الكبرى التي** فيها لباغي المعجـزات غناء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى** وتقـدم البلغاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا: شاعرٌ أو ساحر** ومن الحســود يكون الاستهزاء