* أولا لقد أعلى الله شأن نبيه صلى الله عليه وسلم دينا ودنيا:
* فقال تعالى:" مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ
وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ
شَيْءٍ عَلِيمًا(40) الأحزاب.
* وقال تعالى:" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا
سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي
وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ
وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ
فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ
بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا(29) الفتح.
* قال تعالى:" آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ
وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا
وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ(285) البقرة.
* قال تعالى:" إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا(56) الأحزاب.
* وقال تعالى:" إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ
اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ
الْمُؤْمِنِينَ(68) آل عمران.
* قال تعالى:" يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا(45) الأحزاب.
* قال تعالى:" لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ(128) التوبة.
* قال تعالى:" يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ(64) الأنفال.
* قال تعالى:" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ......... (6) الأحزاب.
* وكرمه أعلى التكريم وأرفعه صلى الله عليه وسلم :
* فقال تعالى:" سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ
الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا
حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ(1)
الإسراء.
* قال تعالى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا(1) الكهف.
* قال تعالى:" تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(1) الفرقان.
* قال تعالى:" هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ
بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ
اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ(9) الحديد.
* وأمر باتباعه وطاعته والأيمان به صلى الله عليه وسلم:
* فقال تعالى:" فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ
الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ
لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(158) الأعراف.
* قال تعالى:" وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا
فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ
الْمُبِينُ(92) المائدة.
* قال تعالى:" قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ
تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ
وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ
الْمُبِينُ(54) النور.
* قال تعالى:" وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعِقَابِ(7) الحشر.
* قال تعالى:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ
اللَّهَ كَثِيرًا(21) الأحزاب.
* وأمر المؤمنين بعظيم الأدب معه صلى الله عليه وسلم:
* فقال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا
أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ
كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا
تَشْعُرُونَ(2) الحجرات.
* قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ
لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ(3) الحجرات.
* قال تعالى:" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ
النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ
إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ
فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ
يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِ مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِ مِنْ
الْحَقِّ......... (53) الأحزاب.
* قال تعالى:" وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا
أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ
عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا(53) الأحزاب.
* وحذر تحذيرا شديدا من إيذائه ولو بأقل القليل:
* فقال تعالى:" وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ
وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(61) التوبة.
* قال تعالى:" وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ
لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا
تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا(115) النساء.
* قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ
اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى
لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ(32) محمد.
* ولكن السنة الكونية أن هناك أعداء له صلى الله عليه وسلم :
* قال تعالى:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا
شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ
الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ(112) الأنعام.
* قال تعالى:" وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنْ
الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا(31) الفرقان.
** ثانيا: حكم السب ومناطه:
* قال ابن تيمية فى الصارم المسلول ج: 3 ص: 978...وما بعدها:
* قال القاضي عياض جميع من سب النبي او عابه او الحق به نقصا في نفسه
او نسبه او دينه او خصلة من خصاله او عرض به او شبهه بشئ على طريق السب له
والازراء عليه او البغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب
يقتل ولا نستثن فصلا من فصول هذا الباب عن هذا المقصد ولا نمتر فيه تصريحا
كان او تلويحا وكذلك من لعنه او تمنى مضرة له أو دعا عليه او نسب اليه ما
لا يليق بمنصبه على طريق الذم او عيبه في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر
ومنكر من القول وزورا او عيره بشئ مما يجري من البلاء والمحنة عليه او
غمصه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه قال هذا كله اجماع من
العلماء وائمة الفتوى من لدن اصحابه وهلم جرا.
* وقال ابن القاسم عن مالك من سب النبي قتل ولم يستتب قال ابن القاسم
او شتمه او عابه او تنقصه فانه يقتل كالزنديق وقد فرض الله توقيره وبره ,
وكذلك قال مالك في رواية المدنيين عنه من سب رسول الله او شتمه او عابه او
تنقصه قتل مسلما كان او كافرا ولا يستتاب , وروى ابن وهب عن مالك من قال ان
رداء النبي ويروى إزاره وسخ واراد به عيبه قتل , وذكر بعض المالكية اجماع
العلماء على ان من دعا على نبي من الانبياء بالويل او بشيء من المكروه انه
يقتل بلا استتابة.
* وذكر القاضي عياض أجوبة جماعة من فقهاء المالكية المشاهير بالقتل بلا
استتابة في قضايا متعددة افتى في كل قضية بعضهم منها رجل سمع قوما
يتذاكرون صفة النبي اذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية فقال تريدون تعرفون
صفته هي صفة هذا المار في خلقته ولحيته , ومنها رجل قال النبي كان اسود ,
ومنها رجل قيل له لا وحق رسول الله فقال فعل الله برسول الله كذا قيل له ما
تقول يا عدوا الله فقال اشد من كلامه الاول ثم قال انما اردت برسول الله
العقرب قالوا لا يقبل لأن إدعاءه للتأويل في لفظ صراح لا يقبل لانه امتهان
وهو غير معزر لرسول الله ولا موقر له فوجبت اباحة دمه , ومنها من قال ان
سألت او جهلت فقد سأل النبي وجهل , ومنها متفقه كان يستخف بالنبي ويسميه في
اثناء مناظرته اليتيم ويزعم ان زهده لم يكن قصدا ولو قدر على الطيبات
لأكلها واشباه هذا.
* قال عياض فهذا الباب كله مما عده العلماء سبا وتنقصا يجب قتل قائله لم يختلف في ذلك متقدمهم ومتاخرهم وان اختلفوا في حكم قتله.
* وكذلك قال ابو حنيفة واصحابه فيمن تنقصه او برئ منه او كذبه انه مرتد
وكذلك قال أصحاب الشافعي كل من تعرض لرسول الله بما فيه استهانة فهو كالسب
الصريح فان الاستهانة بالنبي كفر وهل يتحتم فيه قتله او يسقط بالتوبة على
الوجهين.
* وقد نص الشافعي على هذا المعنى.
فقد اتفقت نصوص العلماء من جميع الطوائف على ان التنقص به كفر مبيح
للدم -------- ولا فرق في ذلك بين ان يقصد عيبه والازراء به او لا يقصد
عيبه لكن المقصود شيء اخر حصل السب تبعا له او لا يقصد شيئا من ذلك بل يهزل
ويمزح او يفعل غير ذلك فهذا كله يشترك في هذا الحكم اذا كان القول نفسه
سبا فان الرجل يتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن ان تبلغ ما بلغت
يهوي بها في النار ابعد مما بين المشرق والمغرب ومن قال ما هو سب وتنقص له
فقد اذى الله ورسوله وهو ماخوذ بما يؤذي به الناس من القول الذي هو في نفسه
اذى وان لم يقصد اذاهم الم تسمع الى الذين قالوا "انما كنا نخوض ونلعب"
فقال الله تعالى :"ابالله واياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم
بعد ايمانكم" وهذا مثل من يغضب فيذكر له حديث عن النبي او حكم من حكمه او
يدعى لما سنه فيلعن ويقبح ونحو ذلك وقد قال تعالى:" فلا وربك لا يؤمنون حتى
يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما" فأقسم سبحانه بنفسه انهم لايؤمنون حتى يحكموه ثم لايجدون في نفوسهم
حرجا من حكمه فمن شاجر غيره في أمره وحرج لذكر رسول الله حتى افحش في
منطقة فهو كافر بنص التنزيل ولا يعذر بان مقصوده رد الخصم فان الرجل لايؤمن
حتى يكون الله ورسوله احب اليه ممن سواهما وحتى يكون الرسول احب اليه من
ولده ووالده والناس اجمعين.أ.هـ
** ثالثا: سب الرسول صلى الله عليه وسلم من أعظم الضرر فى الدين :
* قال ابن تيمية فى الصارم المسلول ج: 2 ص: 38
ان المعاهد له ان يظهر في داره ما شاء من امر دينه الذي لا يؤذينا
والذمي ليس له ان يظهر في دار الإسلام شيئا من دينه الباطل وان لم يؤذنا
فحاله اشد.............
ان الذمي اذا سب الرسول او سب الله او عاب الإسلام علانية فقد نكث
يمينه وطعن في ديننا لأنه لاخلاف بين المسلمين وانه يعاقب على ذلك ويؤدب
عليه.............
* وقال فى الصارم المسلول ج: 2 ص: 46
ولا ريب ان من اظهر سب الرسول من اهل الذمة وشتمه فانه يغيظ المؤمنين
ويؤلمهم اكثر مما لو سفك دماء بعضهم واخذ اموالهم فان هذا يثيرالغضب لله
والحمية له ولرسوله وهذا القدر لايهيج في قلب المؤمن غيظا اعظم منه بل
المؤمن المسدد لايغضب هذا الغضب الا لله ..........
* وفى الصارم المسلول ج: 2 ص: 453
اما سب الرسول والطعن في الدين ونحو ذلك فهو مما يضر المسلمين ضررا
يفوق ضرر قتل النفس واخذ المال من بعض الوجوه فانه لا ابلغ في اسفال كلمة
الله واذلال كتاب الله واهانة كتاب الله من ان يظهر الكافر المعاهد السب
والشتم لمن جاء بالكتاب..(وهو الرسول).....
* الصارم المسلول ج: 2 ص: 462
ان اظهار سب الرسول طعن في دين المسلمين واضرار بهم ومجرد التكلم
بدينهم ليس فيه اضرار بالمسلمين فصار اظهار سب الرسول بمنزلة
المحاربة.............
* الصارم المسلول ج: 3 ص: 940
ان ظهور الطعن في الدين من سب الرسول ونحوه فسادا عريض وراء مجرد الكفر فلا يكون حصول الاسلام ما حيا لذلك الفساد............
* وفى مجموع الفتاوى ج: 14 ص: 120
وكذلك تكذيب الرسول بالقلب و بغضه و حسده و الاستكبار عن متابعته أعظم
إثما من أعمال ظاهرة خالية عن هذا كالقتل و الزنا و الشرب و السرقة و ما
كان كفرا من الأعمال الظاهرة كالسجود للأوثان و سب الرسول و نحو ذلك فانما
ذلك لكونه مستلزما لكفر الباطن و إلا فلو قدر أنه سجد قدام وثن و لم يقصد
بقلبه السجود له بل قصد السجود لله بقلبه لم يكن ذلك............
** رابعا: عقوبة السب الربانية:
* قال ابن تيمية فى الصارم المسلول ج: 3 ص: 983...وما بعدها.
فعبد الله بن سعد بن ابي سرح افترى على النبي انه كان يتمم له الوحي
ويكتب له ما يريد فيوافقه عليه وانه يصرفه حيث شاء ويغير ما امره به من
الوحي فيقره على ذلك وزعم انه سينزل مثل ما انزل الله اذ كان قد اوحي اليه
في زعمه كما اوحي الى رسول الله وهذا الطعن على رسول الله وعلى كتابه
والافتراء عليه بما يوجب الريب في نبوته قدر زائد على مجرد الكفر به والردة
في الدين وهو من انواع السب , وكذلك لما افترى عليه كاتب اخر مثل هذه
الفرية قصمه الله وعاقبه عقوبة خارجه عن العادة ليتبين لكل احد افتراؤه اذ
كان مثل هذا يوجب في القلوب المريضة ريبا بان يقول القائل كاتبه اعلم الناس
بباطنه وبحقيقة امره وقد اخبر عنه بما اخبر فمن نصر الله لرسوله ان اظهر
فيه اية يبين بها انه مفتر....
فروى البخاري في صحيحه عن عبد العزيز بن صهيب عن انس قال كان رجلا
نصرانيا فاسلم وقرا البقرة وال عمران وكان يكتب للنبي فعاد نصرانيا فكان
يقول لا يدري محمد الا ما كتبت له فاماته الله فدفنوه فاصبح وقد لفظته
الارض فقالوا هذا فعل محمد واصحابه نبشوا عن صاحبنا فالقوة فحفروا له
واعمقوا في الارض ما استطاعوا فاصبح وقد لفظته الارض فعلموا انه ليس من
الناس فالقوه...
ورواه مسلم من حديث سليمان بن المغيرة عن ثابت عن انس قال كان منا رجل
من بني النجار قد قرا البقرة وال عمران وكان يكتب للنبي فالنطلق هاربا حتى
لحق باهل الكتاب قال فعرفوه قالوا هذا قد كان يكتب لمحمد فاعجبوا به فما
لبث ان قصم الله عنقه فيهم فحفروا له فواروه فاصبحت الارض قد نبذته على
وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها ثم عادوا
فحفروا له فواروه فاصبحت الارض قد نبذته على وجهها فتركوه منبوذا فهذا
الملعون الذي افترى على النبي انه ما كان يدري الا ما كتب له قصمه الله
وفضحه بان اخرجه من القبر بعد ان دفن مرارا وهذا امر خارج عن العادة يدل كل
احد على ان هذا عقوبة لما قاله وانه كان كاذبا اذ كان عامة الموتى لا
يصيبهم مثل هذا وان هذا الجرم اعظم من مجرد الارتداد اذ كان عامة المرتدين
يموتون ولا يصيبهم مثل هذا وان الله منتقم لرسوله ممن طعن عليه وسبه ومظهر
لدينه ولكذب الكاذب اذا لم يمكن الناس ان يقيموا عليه الحد ونظير هذا ما
حدثناه اعداد من المسلمين العدول اهل الفقه والخبرة عما جربوه مرات متعددة
في حصر الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية لما حصر المسلمون فيها بني
الاصفر في زماننا قالوا كنا نحن نحصر الحصن او المدينة الشهر او اكثر من
الشهر وهو ممتنع علينا حتى نكاد نيأس منه حتى اذا تعرض اهله لسب رسول الله
والوقيعة في عرضه تعجلنا فتحة وتسير ولم يكد يتاخر الا يوما او يومين او
نحو ذلك ثم يفتح المكان عنوة ويكون فيهم ملحمة عظيمة قالوا حتى ان كنا
لنتباشر بتعجيل الفتح اذا سمعناهم يقعون فيه مع امتلاء القلوب غيظا عليهم
بما قالوا فيه... وهكذا حدثني بعض اصحابنا الثقات ان المسلمين من اهل
المغرب حالهم مع النصارى كذلك ومن سنة الله ان يعذب اعداءه تارة بعذاب من
عنده وتارة بايدي عباده المؤمنين.أ.هـ ....هذا وصلى الله عليه وسلم.
*الجمعة, 03 ذو الحجة, 1422هـ,,,,[15/02/2002م 03:47:19 ص]...
وكتبه الفقير إلى عفو ربه تعالى…
د/ السيد العربى بن كمال