ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى حوالي 800 شهيد مع استمرار عمليات القصف والغارات التي شنت صباح أمس الخميس. وأعلن الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد ضحايا اليوم الثامن عشر من التصعيد الإسرائيلي بلغ حتى الآن 51 شهيدا، فيما إجمالي عدد الضحايا منذ بدء التصعيد بلغ 746 قتيل و4633 جريحاً (حتى مساء الأمس). وأفيد صباح الخميس، باستشهاد 16 شخصاً، بينهم ستة أفراد من عائلة واحدة بنيران دبابات إسرائيلية قبل الفجر في القطاع. كما أعلنت وزارة الصحة استشهاد سبعة فلسطينيين آخرين في غارات إسرائيلية شرق خان يونس جنوب قطاع غزة.
وتحدث مصدر طبي عن عشرات المناشدات من أهالي منطقة خزاعة وعبسان وبني سهيلا في خان يونس يطالبون فيها بإخراج المصابين والجثث من تحت الأنقاض. خزاعة، التي تبلغ مساحتها أربعين ألف متر مربع ويقطنها حوالي 11 ألف شخص- باتت الاسم الجديد للمذبحة التي يوقعها الكيان الصهيوني ليبيد عائلات بأكملها، حيث تعرضت للقصف جوا وبرا منذ فجر الأربعاء، واضطر السكان إلى البقاء في منازلهم وهم يستنجدون لإخراجهم مع شهدائهم.
وواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف البلدة بعد أن توغل داخلها ولم يستثنِ حتى سيارات الإسعاف والصليب الأحمر الذي نسق لمحاولة إخراج المواطنين العالقين وإنقاذ الجرحى وانتشال الشهداء.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمس الخميس أنها قتلت ثمانية جنود إسرائيليين في عملية تسلل شرق التفاح بغزة، وأنها قصفت أيضا مطار بن غوريون بصاروخي "أم 75".
وقالت الكتائب- في بيان- إن مقاتليها نفذوا عملية خلف خطوط القوات الإسرائيلية المتوغلة شرق التفاح وأجهزوا على ثمانية جنود من مسافة صفر، كما دمروا ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة "آر بي جي29". وكان الجيش الإسرائيلي قد اعترف أمس بمقتل ثلاثة من جنوده في معارك خان يونس ليكون إجمالي من اعترف بقتلهم من جنوده منذ بداية العدوان حتى الأربعاء 33، في حين أوردت المقاومة- يوم الثلاثاء- أنها أحصت 52 قتيلا من الجيش الإسرائيلي ليرتفع العدد إلى63 مع حصيلة أمس.
وأفاد مراسل الجزيرة- في وقت سابق الأربعاء- بمقتل الجنود الثلاثة وإصابة عشرات الآخرين، حالات بعضهم حرجة، وقال إن بينهم ضابطا.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس أنها أصابت فجر أمس الخميس ستة جنود إسرائيليين في المعارك الدائرة في بيت حانون بالقطاع. وفي تطور لافت، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء إنه اعتقل عددا من جنوده ومدنيا للاشتباه في تسريبهم معلومات عن أعداد القتلى والمصابين بصفوف الجيش خلال العدوان على غزة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل إبلاغ أسرهم بشكل رسمي.
فيما قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن الحركة مستعدة للقبول بهدنة إنسانية في غزة، ولكن وقفا دائما لإطلاق النار يتطلب الاتفاق على الشروط.
وقال: "نحن نرغب في هدنة إنسانية كتلك التي التزمنا بها الخميس الماضي. فنحن بحاجة إلى متنفس لبضع ساعات لإخلاء الجرحى وإيصال المساعدات"" وقال مشعل في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة القطرية الدوحة: "الجميع يريدون منا أن نقبل بوقف إطلاق النار ثم أن نتفاوض حول حقوقنا. رفضنا ذلك ونرفضه اليوم".