الخليــــــل- صفــــا
بدا الأسير المريض منصور يوسف محمد الشحاتيت (25 عامًا) في وضع صحي لا يحسد عليه، لدرجة أنه لم يعرف والدته التي حضرت لزيارته قبل أيام، بسبب فقدانه للذاكرة بشكل جزئي.
ويتعرض الشحاتيت من بلدة البرج جنوب غربي الخليل بالضفة الغربية لإهمال طبي متعمد يتعرض له من قبل إدارات السجون الإسرائيلية، في وقت تتضاعف فيه حالته الصحية تدهورًا.
ويشكل الوضع الصحي للأسير المحكوم بالسجن 17 عامًا كابوسا يؤرق عائلته، نظرا لفقدانه الرعاية الصحية داخل سجنه، ولم يزره الطبيب في السجن خلالها سوى مرة واحدة.
ولم يكتف الاحتلال بعقابه عند ذلك فحسب، بل زج به داخل زنازين العزل الانفرادي، لتمسي حالته في غاية السوء، وتدخل حالة من الخطر، دون رقيب أو حسيب لسلطات الاحتلال.
وروت عائلته لـ"صفا" صنوفا من الإجراءات الاحتلالية والاعتداءات التي تعرض لها نجلها، تسببت في إصابته بالعديد من الأمراض النفسية والجسدية، والتي بدأت من أول يوم في اعتقاله، حينما اختطفه جنود الاحتلال وهو على أعتاب امتحانات الثانوية العامة، لتلقي بمستقبله إلى المجهول بعد الحكم بسجنه لسنوات طويلة.
الشحاتيت محكوم بالسجن 17 عاما(صفا)
فـقــــــدان للــــذاكـــرة:
والدة منصور، لم تحتمل أثناء حديثها لـ"صفا" حالة نجلها الصحية، وروت لنا والدموع تغطي محياها آخر مشاهداتها له، قائلة: " عندما زرت منصور آخر مرة قبل شهرين، كان وضعه الصحي والنفسي لا يبشر بخير، حتى أنه لم يعرفني، وقال لي أنت لست أمي "، وتضيف " كلامه هذا فجع قلبي، وزاد من حسرتي عليه".
وتضيف الوالدة التي لم يسمح لها الاحتلال بزيارة نجلها سوى ثلاث مرات خلال أعوامه السبعة داخل الاعتقال "لم أصدق أن منصور فقد ذاكرته، وخاصة أنه بين الفينة والأخرى يغيب عن الوعي ولا يستطيع الكلام".
وتطالب الصليب الأحمر أن يسعى سريعا لإنقاذ ابنها الذي يعاني حالة صحية متفاقمة وفي غاية الخطورة.
وتعرب عن تخوفها من حالة ابنها، محذرة من وصوله إلى حالة ميئوس منها إذا ما استمر الإهمال الطبي بحقه، وتدعو ابنها بالتحلي بالصبر والدعاء وكثرة الصلاة وقراءة القرآن.
ويصف والد الأسير الشحاتيت حالة نجله الصحية بالسيئة والحرجة جدا، موضحًا أن منصور يعاني من فقدان للذاكرة، وعدم انتظام في دقات قلبه، إضافة لحديثه المتقطع باستمرار لكثرة نسيانه.
كما يعاني نجله صعوبة إدراك ما يقول، بالإضافة إلى ضعف في كريات الدم الحمراء عنده أدى إلى نقص الأكسوجين الواصل للدماغ مما أثر على توازنه.
وحسب والده، فإن منصور يعاني من شحوب في عينيه، ولا يستطيع المشي إلا بالاستناد على جدران السجن لضعف بنية جسمه، إضافة إلى نقصان وزنه إلى 45 كيلو.
ويحمّل والده سلطات الاحتلال المسؤولية عن تصرفات إدارات سجونها، وعدم الاهتمام بوضعه الصحي والنفسي، مطالبا الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان ونادي الأسير الفلسطيني النظر إلى منصور كحالة إنسانية، بغض النظر عن اتجاهه.
ويضيف أن إدارة السجن طوال اعتقاله منذ سبع سنوات لم تعرضه إلا مره واحدة على الطبيب، الذي وصف له الحبة السحرية المعطاة لكافة الأمراض المزمنة ( حبة الأكامول) المسكنة للآلام.
والده يحمل الاحتلال تفاقم حالته (صفا)
معــــــاملــــة سيئــــــة:
ويشتكي والد الأسير المحروم من زيارة ابنه منذ ما يزيد عن عام من المعاملة السيئة التي يتلقاها من قبل الاحتلال عند زيارته له، ويقول: " عندما نذهب لزيارة منصور تتعمد إدارة السجن تأخيرنا لساعات طويلة، وأحيانا بعد طول انتظار يتم إرجاعنا دون أن نرى منصور، أو إبلاغنا بأنه تم نقله لسجن آخر".
ويصف الوالد معاملة شرطة السجون المسماة بـ"النحشون" بالسيئة والعدوانية حيال ابنه، وخاصة عندما يحضر للمحكمة التي لا يعترف بها، إضافة لتعرضه للضرب والتفتيش المذل، وإطلاق الكلاب البوليسية عليه وهو مكبل اليدين والقدمين عند كل محاكمة.
وينوه إلى نقل نجله من العزل الجماعي إلى الانفرادي في سجن ريمون منذ شهر آذار مارس من العام الحالي.
وتتذرع إدارة السجون بمعاملتها القاسية لمنصور بأنه يرفض الانصياع لها، ويعلل والده ذلك بالنظرة الفوقية لـ"إسرائيل" وعدم احترامها للمواثيق والمعاهدات الدولية في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، ما جعلها تتغول وتتمادى في ظلمهم وسلبهم حقوقهم.
مطــــالبــــات بــالتــدخــل:
ويطالب والد الأسير السلطة الفلسطينية بإدراج قضية الأسرى على سلم أولويات المفاوضات الجارية، وتقديمها على كافة قضايا الحل النهائي وحتى قبل القدس، قائلا: " إن الأسرى هم الرجال الذين يحررون القدس، وليس المجتمع الدولي الذي ينظر للفلسطينيين بنظرة دونية ويكيل بمكيالين".
ويلفت إلى أنه عندما جاء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لـ"إسرائيل"، طالب بإطلاق سراح شاليط دون أن يلتفت إلى معاناة أكثر من 7500 أسير في سجون الاحتلال.
ويناشد الوالد الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي، بالتمسك به وعدم الإفراج عنه، ما لم تلبى كافة مطالبهم بتحرير كافة الأسرى ذوي الأحكام العالية.
سائد شقيق منصور، يؤكد لـ"صفا" أنه ممنوع من زيارة شقيقه، ويضيف " منصور هو لسان حالنا ولا تمر مناسبة ومجلس إلا نتذكره فيه".
ويشير إلى أن شقيقه يعاني من سجن الاحتلال وسجن المرض وهذا ما لا يحتمله أحد، متمنيًا من الأسرى الوقوف يدًا