غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
أكدت وزارة شئون الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، بأن سلطات الاحتلال لا زالت تواصل مسلسل التضييق والانتهاك والإذلال بحق الأسيرات الفلسطينيات في سجونها واللواتي يزيد عددهن عن (95) أسيرة. وقال رياض الأشقر مدير الدائرة الإعلامية بالوزارة في تقرير صدر عنها الخميس (21/8)، وتلقى "المركز الفلسطيني للإعلام"، نسخة عنه: "بأنه خلال الشهر المنصرم عانت الأسيرات من الكثير من الممارسات الاستفزازية التعسفية بحقهن، حيث تعرضت الأسيرة عبير عودة قبل عدة أسابيع في عزل نفه ترتسا بسجن الرملة إلى الاعتداء بالضرب من قبل السجانين، حيث اقتحم عدد من شرطة السجن الساعة الرابعة والنصف صباحاً الزنزانة التي تضم الأسيرة عودة والأسيرة مريم الطرابين وذلك بحجة التفتيش وقاموا بتقييد الأسيرتين بقسوة بالقيود الحديدية، ثم اعتدوا بالضرب على الأسيرة عودة، كما وتم عزل كل أسيرة في زنزانة منفردة، وتقييدهن بطرف السرير من الأيدي والأرجل، حيث مكثن على هذا الوضع لمدة 12 ساعة متواصلة، حرمن خلالها من الماء والأكل وقضاء الحاجة، ولا زالت أثار القيود على أيديهم حتى اليوم.
وقالت وزارة الأسرى بأن الأسيرة عودة أنهت مدة محكوميتها البالغة 27 شهراً، وكان من المفترض أن يطلق سراحها في 10/7/2008م، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت إطلاق سراحها، وأصدرت ضدها قرر بالاعتقال الإداري لمدة 6 شهور بشكل تعسفي.
وكشف الأشقر إلى أن أصغر أسير في العالم الطفل الرضيع يوسف الزق ابن الأسيرة فاطمة الزق والتي أنجبته في السجن، شارك والدته في معاناة رحلة العرض على المحكمة والتي تمتد من الساعة الثامنة صباحاً وحتى السابعة مساءً، وقد عانى خلالها من انقطاع الحليب، وعدم تمكن والدته من حمله واحتضانه بسبب تقييدها من اليدين والرجلين وكان طوال الرحلة يصرخ دون انقطاع من الجوع والحر الشديد، وكذلك تم وضعها في زنزانة المحكمة مع طفلها لمدة أربعة ساعات ونصف وهى مكان ضيق وقذر، ولم يسمح لها بقضاء الحاجة وكانت مقيدة من رجليها.
وكانت الأسيرة الزق قد اختطفت وهى حامل في شهرها الثاني على معبر بيت حانون وهى متوجهة للعلاج في المستشفيات الصهيونية، ووضعت طفلها "يوسف" داخل السجن قبل سبعة أشهر في ظل ظروف قاسية.
وقالت الوزارة أنه وفى الوقت الذي أفرجت فيه سلطات الاحتلال خلال الشهر المنصرم عن 9 أسيرات انتهت مدة محكومياتهن، اختطفت 7 أسيرات جدد، ليصبح عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 95 أسيرة موزعات على سجن "هشارون قسم 12، (41) أسيرة، وسجن الدامون (42) أسيرة، وفي عزل الجلمة يوجد (أسيرة) و(أسيرتان) في عزل سجن الرملة والباقي موزعات على مراكز التحقيق والتوقيف.
وأشار الأشقر إلى أن سلطات الاحتلال واصلت معاقبة الأسيرات بحرمانهن من الزيارة، حيث منعت الأسيرة عطاف عليان (44 عاما)، وهى مختطفة منذ 3 سنوات، من زيارة ذويها بعد أن وصلوا إلى بوابة السجن بعد عناء شديد في استخراج التصاريح اللازمة، وتخطى الحواجز، كذلك أعادت أبناء الأسيرة شيرين سويدان عن إحدى الحواجز ومنعتهم من زيارة والدتهم المختطفة في السجون منذ عامين، وتعانى الأسيرة سويدان من مشاكل صحية منذ أكثر من شهرين ولا تستطيع النوم أو الجلوس بشكل طبيعي.
وأكدت تقرير الوزارة أن إدارة السجون الصهيونية واصلت سياسة الإهمال الطبي للأسيرات المريضات واللواتي يتزايد عددهن يوماً بعد يوم، في ظل استهتار إدارة السجن بأوضاعهن الصحية، حيث كشفت التحاليل الطبية إصابة الأسيرة أمل فايز جمعة بسرطان في الرحم، بعد إهمال علاجها لأكثر من ثلاثة شهور، وقد كانت تعانى من نزيف مستمر ولم تقدم لها أدارة السجن أي علاج مناسب، وتحتاج الأسيرة إلى عملية جراحية عاجلة، ولكنها لحتى الآن لم تستلم رد من الإدارة عن موعد العملية ومكانها.
وأفاد التقرير بتدهور صحة الأسيرة عبير عمرو وانخفاض وزنها بشكل كبير، وقال أنها تعاني من صداع مستمر ولا تقدم لها الإدارة سوى المسكنات، وأضاف أن إدارة السجن تمنع لحتى الآن من إدخال الأدوية التي تم إرسالها من قبل مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى، وهي أدوية ضرورية للكثير من الحالات المرضية بين الأسيرات.
وأشار التقرير إلى الأوضاع السيئة والصعبة في الزنازين والغرف التي تضم الأسيرات، حيث الحر الشديد دون وجود وسائل للتهوية وتخفيف الحرارة، وكل زنزانة تحتوى ما بين 10 إلى 14 أسيرة، والأسرّة التي تنام عليها الأسيرات مكونة من طابقين ويغطيها الصدأ، والمساحة بين السرير السفلى والعلوي قليل إلى درجة أنه لا يمكن الجلوس على السرير الأسفل بظهر مستقيم، لا يوجد سلم للصعود والنزول للسرير العلوي.
وتطرق التقرير الصادر عن وزارة الأسرى إلى الأوضاع المعيشية السيئة التي تعيشها الأسيرات في ظل استمرار حرمانهن من حقوقهن التي نصت عليها المعاهدات الدولية ذات العلاقة، حيث كميات الأكل قليلة جداً وسيئة النوعية، مما يضطر الأسيرات للشراء من الكنتين الذي ترتفع فيها الأسعار بشكل جنوني في ظل ظروف مادية صعبة تعيشها الأسيرات حيث يحرمهن الاحتلال من إدخال أموال الكنتين عن طريق الأهل، وأضافت الوزارة أن إدارة السجن تحرم عدد من الأسيرات من إكمال الدراسة الجامعية، وتقديم امتحانات الثانوية العامة، وتحرم عدد منهن من الزيارة بدون سبب.
وفى نهاية التقرير ناشدت وزارة الأسرى المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل للتخفيف من معاناة الأسيرات، والضغط على الاحتلال لتطبيق الاتفاقيات الدولية بخصوص الأسرى.