أفاد مراسل الجزيرة في صنعاء أن السلطات اليمنية أطلقت سراح الطالبة حنان السماوي التي اعتقلت بعد الاشتباه في تورطها في قضية إرسال طرود مشبوهة إلى الولايات المتحدة.
وقال أحد أقارب الطالبة إن السلطات اليمنية أفرجت عن السماوي شريطة أن تمثل أمام العدالة فور استدعائها.
يأتي ذلك في وقت كشفت فيه منظمة حقوقية يمنية عن تعرض السماوي للضرب والتعذيب أثناء اعتقالها والتحقيق معها من قبل المخابرات.
وقالت منظمة هود المعنية بالدفاع والحريات في بيان صحفي إنها تلقت من مصادر خاصة معلومات أكدت تعرض السماوي للضرب أثناء عملية اعتقالها وأمام والدتها وعدد من أفراد أسرتها الذين كانوا متواجدين داخل المنزل أثناء عملية الاعتقال.
وأكدت أن السماوي تعرضت للتعذيب أيضاً أثناء التحقيق معها داخل جهاز الأمن القومي (المخابرات).
وكانت قوة أمنية خاصة برفقة شرطة نسائية قد اقتحمت مساء السبت منزل السماوي واعتقلتها مع والدتها بعد تفتيش المنزل.
ونقل مراسل الجزيرة عن محامين أن السلطات تتبعت الفتاة عبر رقم هاتف تركته على أحد الطرديْن اللذين كانا موجهين إلى مركزين يهوديين واكتشفا في دبي ولندن.
واحتجاجا على ذلك، اعتصم المئات من طلبة جامعة صنعاء أمام الجامعة الأحد لمطالبة السلطات اليمنية بالإفراج عن السماوي.
ودعا اتحاد الطلاب جميع الدارسين في الجامعة إلى إضراب شامل الاثنين لحث السلطات على إعادة النظر في الموضوع.
وقال رئيس اتحاد طلاب الجامعة رضوان مسعود إن الاتحاد يعتقد بأن الفتاة بريئة وتعرضت للظلم، ويطالب بإطلاق سراحها.
وقال يحيى الحمادي الطالب بكلية الهندسة التي تدرس فيها السماوي لرويترز، إنها كانت تحضر الدروس حتى اليوم السابق، مؤكدا أنها لم تكن معروفة بنشاطها في أي شيء لا في السياسة ولا في الدين.
وأبلغ جيران للطالبة رويترز أنها تبدو متدينة هي وأسرتها، لكن لا يعرف عنها اعتناقها آراء متطرفة.
والطالبة اليمنية هي أول شخص يعتقل بعد العثور على الطردين الناسفين في بريطانيا والإمارات.
تصريحات صالح
وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قال في مؤتمر صحفي السبت إن الولايات المتحدة ودولة الإمارات زودتا بلاده بالمعلومات التي ساعدتها على التعرف على الطالبة.
وتحدث صالح عن تنسيق يمني سعودي أميركي بريطاني أحبط العملية، وطلب تنسيقا أكبر مع الرياض وواشنطن ولندن.
وأكد الرئيس اليمني تصميم بلاده على الاستمرار في محاربة تنظيم القاعدة "بالتعاون مع شركائها"، إلا أنه أضاف "لن نقبل أن يتدخل أحد في شؤون اليمن الداخلية عن طريق مطاردة القاعدة".
وصادرت السلطات اليمنية السبت 26 طردا من شركتي الشحن الأميركيتين "يو.بي.أس" و"فيديكس"، وأمرت النيابة بإغلاق مكتبيهما في صنعاء، وتحدثت الداخلية اليمنية عن تحقيق مع بعض موظفيهما.
وكثف اليمن إجراءاته في الموانئ والمقار الحكومية والسفارات الغربية، خاصة السفارتين البريطانية والأميركية.
ويقول مسؤولون إن الطردين يحملان بصمات القاعدة التي يقف جناحها في اليمن -والمعروف باسم القاعدة في جزيرة العرب- وراء محاولة فاشلة لنسف طائرة أميركية في يوم عيد الميلاد العام الماضي.