في قديم الزمان يحكي ان رجلا كان بارعا ماهرا لم يسبق له مثيل في خداع الناس
حتي انه كان يخدع الرجل امام اعينه
كان سريع البديهة فعظمه الناس في خداعه وكثرت الأقاويل عنه
ولكن شائت الاقدار ان يسجن ذلك الرجل من قبل مالك المدينة واعوانيه الأشراف
وحكم عليه بالأعدام وقبل يوم من تنفيذ الحكم عليه طلب من الحاكم ان يسدي له معروفا
فقال الحاكم قل ما تريد فقال الرجل لو تسمح لي ايها الحاكم ان اصلي ركعتين قبل اعدامي
فضحك الحاكم علي ما سمع من المخادع فقال له لك ذلك وجئ به عند منصة الأعدام فأذن له الحاكم
بالصلاة فقام المخادع ثم ركع ثم سجد ثم سجد مرة اخري ولكنه لم يقم من السجود مرة اخري متعمدا
فقال الحاكم اقيموه لا نريد تضيع وقتنا فأقامه الحراس فوجودوه قد مات
فاستعجب الحاكم لذلك استعجابا فاق الخيال كيف لذلك المخادع الماكر ان يختم له بمثل تلك الخاتمه
ولكنه لم يقف عند مجرد الأستعجاب بل نوي الحاكم علي ان يقوم بالبحث حول هوية وشخصية ذلك المخادع
فأمر الذين عرفو بكفائتهم في حرسه بأداء هذه المهمه
ولكن المساعد لهذا الحاكم قال له الأفضل ان تترك القضية للأيهم
وكان الأيهم هذا ضابطا محنكا شديد الذكاء
وبالفعل وكل الحاكم القضية للأيهم
واستلم الأيهم القضية وبدأ بالبحث في ملف المخادع الماكر
فكانت اول اكتشافاته ان اكتشف ان المخادع قد قام بعملية نهب اموال القاض الأعظم للدوله
واكتشف ان هناك قضية قتل مخفية تربط القاض بأحد اصدقاء المخادع
وعلم بعد البحث عن هذا الموضوع ان القاض حكم علي صديق المخادع بترك منزله نتيجة لرغبة احد المسؤلين الأفاضل المحترمين
فطرد صديق المخادع من بيته وتشرد وقل ماله فمرض مرضا خبيثا ولم يجد الرعاية الصحية الكافيه فمات متأثرا بأعراض مرضه
وعلم الأيهم ايضا ان القاض الفاضل اخذ مبلاغ من جراء حكمه علي صديق المخادع
ونتيجة لذلك قام المخادع بالأنتقام لصديقه بأخذ مال القاض خلسة وتسليمها لعائلة صديقه المجرم
ثم واصل الأيهم بحثه حول شخصية المخادع الماكر
فاكتشف شيئا جديدا
لقد اكتشف الأيهم ان المخادع كان متورطا في عملية قطع للطريق
فبحث في الأيهم في هذا الموضوع واتضح له ان المخادع هاجم قافله وكان معه عدد من الرجال والقافله كانت تابعة
للمسؤول الأول عن الأمن في بلاد الحاكم
فأخذ يتمعن اكثر في تفاصيل القضية فاكتشف ان مسؤول الأمن ذلك الرجل الشريف كان مارا علي جانب الطريق فأعجبه مكان بيت ما
فاشتها المكان فأمر حراسه بأن يبلغو صاحب البيت ذلك المجرم بأن يترك منزله للرجل الشريف
ولكن الرجل مالك البيت لم يرضي بتاتا بتنفيذ الحكم
فأمر المسؤول الشريف بأن ينفي الرجل وفعلا نفي الرجل وزوجته وأولاده
فلما علم المخادع الماكر واللص بذلك قرر ان ينتقم لذلك الرجل المجرم الذي اعترض علي امر سيده
فخطط ان يستولي علي قافلة تجاريه خاصه بالمسؤول الشريف والنظيف السمعه
ولكنه اضطر حينها الي القتل لآن المسافرون بالقافله كانو يمتلكون حينها السلاح
واستولي المخادع علي القافله وبعث بالمال الي الرجل المجرم المعترض علي امر المسؤول
فعرض الأيهم الذي قد اكتشفه علي الحاكم بكل التفاصيل
فقال الحاكم والله قد انقلبت مفاهيم البلاد وانقلبت كل المبادئ فصار الحسن قبيحا والقبيح حسنا
ثم قال رحم الله المنتقم الحسن لا المخادع الماكر ورحم صديقه المخلص لا المجرم
وزاد رزق ذي الكرامة المعترض لا المجرم المعترض
ثم امر الحاكم بتطهير بلاده من الفساد
بقلمي.....اتمني ان تنال اعجابكم