نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أكد رئيس منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، عبد الرحمن النعيمي، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، في حوار مع "الشروق"، على أن كتائب القذافي ضالعة في عمليات إجرام شديدة القسوة، وأن منظمة الكرامة ترصد جرائم هذا النظام من قبل الثورة الليبية.
* ذوقال النعيمي ـ الذي يزور بنغازي لافتتاح مكتب للمنظمة في ليبيا ـ لـ"الشروق": "لدينا تقارير خاصة جدا حول نظام القذافي وجرائمه، التي مارسها طوال فترة حكمه ضد معارضيه، إضافة إلى المقابر الجماعية التي كان يقوم بها بعد قتل معارضيه".
* وعلى ما أثير حول قضية اغتصاب إيمان العبيدي في طرابلس، قال النعيمي: "إن ما حدث للعبيدي هو نموذج على جرائم ترتكبها الآن قوات القذافي في ليبيا ليل نهار، لكن المجتمع الليبي بطبيعته المحافظة، يخشى ويخاف من نشر مثل تلك الجرائم، خوفا من العار والفضيحة".
* اغتصاب ممنهج
* وقال النعيمي: "إننا نتعاون مع العديد من المنظمات الحقوقية الدولية، التي تعمل الآن في ليبيا عبر نشر أفرادها في البلاد، وإن كافة التقارير التي تصدرها تلك المنظمات تؤكد على أن كتائب القذافي تستخدم "سلاح اغتصاب النساء" لمواجهة الثوار الليبيين"، مشددا على أن "حملات الاغتصاب التي يشنها الدكتاتور الليبي لترويع معارضيه من الرجال والنساء على حد سواء، تتم بشكل ممنهج".
* وكشف النعيمي أن "الحقوقيين من المنظمات المختلفة رصدوا عمليات الانتهاكات الجنسية من خلال تقارير المستشفيات في ليبيا، وأن تلك التقارير تؤكد زيادة نسبة الحالات في المدن الغربية التي يسيطر عليها القذافي، وأن المستشفيات تشهد زيادة في أعداد ضحايا الانتهاكات الجنسية منذ بدء انتفاضة 17 فبراير الماضي. مبينا أن غالبية الحالات تؤكد أن الانتهاكات تمت عنوة، وتحت التهديد من الإصابات الموجودة في جسد المرأة".
* انهيار متسارع
* من جانب آخر أشار النعيمي إلى أن "نظام العقيد الليبي، معمر القذافي، بات يعيش في ظل أزمة حقيقية، وتراجع كبير في قدراته القتالية ومناوراته العسكرية، التي يجريها في المدن الليبية المختلفة، ضد الثوار المناهضين لحكمه المستمر منذ نحو 43 عاما".
* وحول توقعاته عن مستقبل النظام الليبي قال: "إن مسألة سقوط النظام الليبي أصبحت تسير وفق وتيرة متسارعة، خاصة مع تمكن الثوار الليبيين من السيطرة على العديد من المدن الليبية الشرقية، وفرار الكتائب الأمنية منها."
* وأوضح أن "العقيد القذافي سخر كل الإمكانات المادية والمالية لقمع إرادة الثوار المحتجين، والشعب الليبي المطالب بضرورة إعادة حقوقه المسلوبة، وتحقيق ظروف حياة كريمة أسوة بالمواطنين في البلدان الأخرى التي تتمتع بالقدرة النفطية الهائلة".
* وأكد محدثنا أن "تدخل قوى التحالف الغربية بعد الإجماع الدولي على ضرورة دعم الشعب الليبي، ووقايته من الجرائم التي ترتكب بحقه من قبل الكتائب الأمنية التابعة للقذافي، عمل على تشتيت قدرة المناورة الميدانية والحرية في استخدام الأسلحة بحق الثوار والمواطنين في آن واحد".
* ولفت النظر إلى أن "الحظر الجوي ودخول حلف "النيتو" على خط الثورة الليبية، ساعد على ترجيح كفة الثوار الليبيين، في تحصين دفاعاتهم، والتحرك نحو المدن التي تمترست فيها كتائب القذافي في الأوقات السابقة، على غرار المدن الساحلية أجدابيا والبريقة والمرج".
* مضطر لحمل السلاح
* وحول الادعات بأن الثوار الآن مسلحون وأنهم متهمون بقتل المدنين. من الجانب الآخر شدد النعيمي إلى أن "الشعب الليبي وجد نفسه مضطرا لحمل السلاح، والدفاع عن نفسه، بعد أن وجهت إليه كتائب القذافي أسلحتها الثقيلة والأسلحة المضادة للطائرات، لنيل حقوقه المسلوبة، والكشف عن مصير جثث السجناء المفقودين في حادثة سجن أبو سليم عام 1996".
* وأكد أن "الشعب الليبي ضاق ذرعًا بسياسة النظام الليبي والذي يمثل بصورة تامة توجه القذافي، بالإضافة إلى وصول الفقر المدقع لمعظم الأسر".
* ونوه إلى أن "الأسر الليبية واصلت مشوار الانتفاضة على النظام، في ظل وصول معدل دخل الفرد إلى دولارين، في وقت يدرك فيه العالم أن ليبيا تحوز على ثروات هائلة، تمثل 3 بلمئة من ثروات العالم من النفط والغاز".
* ولفت الناشط السياسي والحقوقي إلى "وجود اتصالات بين النظام والدول الغربية، ليتمكن القذافي وعائلته من الخروج من الجماهيرية الليبية بشروط تبعده عن الملاحقة السياسية والقضائية وفق ما مارسه بحق الشعب الليبي من جرائم".
* مبادرة خروج
* وتوقع النعيمي في حال واصل الثوار تقدمهم نحو العاصمة الليبية طرابلس قبل وجود مبادرة لخروج القذافي من الجماهيرية، أن "يعمل على إحداث فوضى عارمة في البلاد، وأن يشق الهدوء من خلال التخريب الأمني عبر اللجان الثورية وبعض العناصر الشابة".
* وحول المطامع الغربية في ليبيا، قال المتحدث: "إن ما يحرك الدول الغربية في التدخل العسكري وفرض حظر الطيران وجود "استحقاق مدني"، والخشية على مصالحها في ظل وجود ليبيا بالقرب من الدول الأوروبية، والتي تطل على البحر المتوسط"، مضيفا: "إن الشعب الليبي لديه القدرة على مواجهة أي من الأطماع الغربية، والتحرك في وجهها بشكل يعمل على استقلالية الدولة، وإدارة شؤونها الداخلية المتعلقة بأي جانب من الجوانب".
* وأشار النعيمي إلى أنه "في لقاء الأربعاء بمدينة بنغازي، حصل على تصريح من مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، وذلك بفتح مكتب للمنظمة في الأراضي المسيطر عليها الثوار، ومن جانب آخر، أفاد النعيمي أن المنظمة تناولت في وقت سابق ملفات إنسانية في ليبيا، من أبرزها ملف حادثة "بوسليم".
* وأوضح أن منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، تأسست كمنظمة غير حكومية في عام 2004، بمبادرة من فريق من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان المتطوعين، قصد المساهمة في تعزيز وحماية حقوق الإنسان، خاصة في العالم العربي، وتحول الشكل القانوني لمنظمتنا من جمعية إلى مؤسسة خاضعة للقانون السويسري في جوان 2007 .