وزير الدفاع الليبي أسامة الجويلي لـ''الخبر''
''مقاتلان من الثوار حرّرا الوالي مصابا في كتفه والخاطفون لاذوا بالفرار ''
19-01-2012
الجزائر: حاوره عاطف قدادرة
عرضنا على الوالي نقله للعلاج في طرابلس لكنه فضل العودة فورا إلى الجزائر
أفاد وزير الدفاع الليبي، السيد
أسامة الجويلي، أنه تم، أمس، تسليم والي ولاية إليزي للسلطات الجزائرية
بالمركز الحدودي في الدبداب دون أي شروط. وذكر الوزير الجويلي في حديث
لـ''الخبر''، أنه تنقل، ليلة الثلاثاء، إلى بلدة غدامس في الجنوب الليبي،
والتقى الوالي محمد العيد خلفي قائلا: ''عرضت على السيد الوالي نقله للعلاج
في طرابلس قبل تسليمه للسلطات الجزائرية لكنه فضل أن يعود فورا إلى
الدبداب، فتم تسليمه بالتوافق مع الإخوة الجزائريين''.
شرح وزير الدفاع
الليبي، أسامة الجويلي لـ''الخبر''، أمس، ظروف تحرير والي ولاية إليزي محمد
العيد خلفي، داخل التراب الليبي، موضحا أنه تنقل إلى غدامس مساء الثلاثاء،
حيث كانت السلطات الليبية تستعد لتسليمه لنظيرتها الجزائرية، وقال السيد
الجويلي: ''الحمد لله الوالي بصحة جيدة، وقد أطمئنينا عليه ووصل بلده
الجزائر معافى''.
وسألت ''الخبر'' الوزير الجويلي عن الظروف التي أحاطت
بتحرير محمد العيد خلفي، فأوضح أن فرقة للثوار كانت تراقب المنطقة الحدودية
وهي التي حررته، وشرح يقول ''طبعا علمنا بعد ساعات من خطف الوالي أن
العملية تمت داخل التراب الجزائري وتوجهت سيارة الخاطفين نحو التراب
الليبي''، وأضاف ''دخلت فعلا سيارة على متنها ثلاثة خاطفين وقد اعترضتها
سيارة أخرى لثوار ليبيين كان على متنها رجلان اثنان فقط''.
ويكشف وزير
الدفاع أسامة الجويلي أن الخاطفين الثلاثة تمكنوا من اللوذ بالفرار بعد أن
تم تحرير الوالي من بين أيديهم دون إطلاق للرصاص، شارحا ''كانت الدورية
تراقب منطقة حدودية واعترضت السيارة لكن لم يحدث أي إطلاق نار''، ويوضح
''طلب الثوار من الخاطفين تسليمهم الوالي وتم ذلك، حيث ركب سيارة السلطات
الليبية وقد بدت عليه إصابة على مستوى الكتف، حيث سقط من سيارة الخاطفين
أثناء عملية الاعتراض''، ويأسف الوزير لتمكن الجزائريين الثلاثة من الفرار
من قبضة الثوار ''طلبت الدورية بعد تسلم الوالي من الخاطفين أن يتبعوهم
بسيارتهم لكنهم لاذوا بالفرار ولم تكن هناك قوات أخرى لاعتراضهم''. ويفيد
وزير الدفاع أسامة الجويلي أنه عرض على الوالي محمد العيد خلفي، أن يتنقل
رفقته إلى طرابلس للعلاج من الكدمات والجروح التي بدت على كتفه قائلا:
''عرضت عليه التنقل إلى طرابلس لإكمال العلاج حتى نعيده سالما معافى بشكل
كامل لكن السيد الوالي اعتذر لنا وطلب منا أن ننقله للدبداب بما أنها قريبة
من غدامس، وقد نفذنا ذلك مباشرة باتفاق مع السلطات الجزائرية''.
وأثارت
''الخبر'' مع وزير الدفاع الليبي الرمزية من وراء تحرير مسؤول جزائري
وتسليمه للسلطات الجزائرية، بعد مرحلة فتور في علاقات الدولتين بسبب اتهام
المجلس الوطني الانتقالي الجزائر بدعم نظام القذافي في مرحلة الثورة، فقال:
''ما يمكن قوله أننا بالتأكيد لا يمكن كشعب ليبي أن نستغني عن علاقاتنا
بالشعب الجزائري الذي نتقاسم معه عميق العلاقات، وما تم عمل منطقي يعكس عمق
موقع الجزائريين في قلوبنا''.
وسئل أسامة الجويلي أيضا عن التحضيرات
التي يقوم بها الجانب الليبي، لتغطية المراكز الحدودية المشتركة مع
الجزائر، والتي أغلقت من طرف الأخيرة بعد أن هجرها الجانب الليبي خلال
مراحل الثورة الليبية، فقال: ''أولا نحن خرجنا لتوّنا من ثورة استهلكت
كثيرا من قدراتنا ونحاول تدريجيا معالجة جميع الأمور التي هي من
اختصاصنا''، وتحدث عن تحضيرات تتم في هذا السياق ''من أجل إعادة تنظيم
المراكز الحدودية والتعاون مع الطرف الجزائري بما يسمح بتنقل آمن للأشخاص
من الطرفين''، كما كشف عن تحضيرات للقاءات أمنية بين مسؤولين ليبيين ونظراء
لهم من الجزائر، لتنسيق جهود مراقبة الحدود والمسائل الأمنية المشتركة،
لكنه لم يحدد تاريخا للقاء أو مكان عقده.