رفض الطلاب المسلمون المقيمون في فرنسا دراسة مواد عن المحرقة النازية والحروب الصليبية إلى جانب نظرية النشوء والارتقاء التي طرحها الفيلسوف داروين، وكذا توفير وجبات حلال لأبنائهم، حيث طالبوا الجهات الوصية على قطاع التربية بفرنسا إعفاء أبنائهم من أخذ مبادئ الثقافة الفرنسية .
كشف تقرير رسمي فرنسي نشرت مسودته جريدة "جورنال دو ديمانش" الفرنسية بتنامي الطلبات التي يتقدم بها الطلاب المسلمون وأولياء أمورهم إلى نظام التعليم الرسمي في فرنسا، وطالب التقرير المدرسين برفضها من خلال الاستمرار في شرح المبادئ العلمانية للدولة، وأشار المجلس الأعلى للاندماج إلى تنامي مشكلات الطلاب من أبناء المهاجرين على خلفية اعتراضهم على تدريس مواد عن مبادئ الثقافة الفرنسية.
واعترفت جهات رسمية فرنسية أنه "أصبح من الصعب على المدرسين مقاومة الضغوط الدينية التي تعترضهم بسبب طلبات الجاليات المسلمة، حيث سيتولى المجلس الأعلى للاندماج تقديم التقرير النهائي بخصوص هذه الوضعية إلى الحكومة الفرنسية الشهر المقبل".
وقال التقرير: "يجب أن نؤكد مجددا الآن على العلمانية وندرب المدرسين على كيفية التعامل مع المشكلات التي لها علاقة باحترام هذا المبدأ"، والفصل الصارم في فرنسا بين الكنيسة والدولة يقصر الدين على الشؤون الخاصة، ويقف هذا الأمر في مواجهة هوية إسلامية متنامية بين بعض المسلمين في البلاد وعددهم 5 ملايين. وقال "باتريك جوبير"، رئيس المجلس الأعلى للاندماج، إن المجلس قرر الخوض في دراسة مدى تكيف الطلاب من أبناء المهاجرين مع نظام التعليم الرسمي، لأن الأمر يقع في قلب التحديات التي يجب على المجتمع الفرنسي مواجهتها".
ولم يقدم التقرير، الذي درس عددا كبيرا من القضايا التي يواجهها الطلاب من أبناء المهاجرين، أرقاما حول حجم المشكلات التي لها علاقة بالدين، لكنه قال: إنها وردت كثيرا في الجلسات التي عقدها المجلس، مما جعلها تستحق الاهتمام.