وهذا ميدان أخر من ميادين الصراع بين الدبابة والأسلحة المضادة لها ، هذا الصراع الذي سيتجدد على الدوام ، مادامت الحرب محتملة الوقوع ، وبفضل مبتكرات التكنولوجيا الجديدة كما يقول الخبير البريطاني ستان ونداس " اصبح كل شئ ممكنا " والملاحظ كما يقول ونداس أيضا ، إن التزايد الكبير في أسعار دبابات المعركة الرئيسة MBT ، يقابله انخفاض في أسعار الصواريخ والقذائف القادرة على تدميرها anti-tank missile systems ومن مديات معقولة . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن زيادة وهن الدبابة أمام الأسلحة المضادة لها ، لا يقابله أي زيادة في وهن المشاة أمام الدبابة ، وينطبق ذلك حتى على المشاة infantry الذين يعملون في العراء. ولا نريد أن نستبق الأحداث لنعلن موت الدبابة وانحسار الهالة التي احاطتها ، منذ معاركها الأولى ، فالأمر لايعدو كونه صفحة جديدة من صفحات الصراع ، بين الدبابة والأسلحة المضادة لها ، صراع أصبح حسمة لعبة العلم والتكنولوجيا ، التي فتحت أبوابا ما كانت لتخطر على بال أحد من قبل . فلا تزال الدبابة تمتلك دروع مركبة composite armour ذات أسطح مقساة وأخرى تفاعلية reactive armour ، إضافة إلى تحسينات مستمرة في زوايا ميل الدرع . والدبابات الحديثة مزودة بمجسات Sensors ، تمكنها من تتبع الأسلحة المعادية الموجهة إليها ، وهي أيضا مزودة بوسائل إطلاق سحب دخانية smoke screens لتعمية الأسلحة الموجهة بصريا ، كما أن الدبابات الحديثة على وشك أن تكون مجهّزة بأنظمة الحماية النشيطة active protection ، مثل الإسرائيلي Trophy ، والروسي ARENA بحيث أصبحت معظم الأسلحة الفردية الشائعة ، مثل M72 و 4AT- و RPG-7 ، غير قادرة على مواجهة التطورات الحديثة لدبابة المعركة الرئيسة .
في الأعوام الأولى من الحرب العالمية الثانية ، بُذلت جهود مضنية لابتكار سلاح جديد مضاد للدبابات ، بحيث يكون هذا السلاح خفيف الوزن ، بما يسمح لجندي المشاة أن يحمله بسهولة . وفى نفس الوقت يكون فعالاً ، بحيث يمكنه تدمير أي دبابة فى ساحة المعركة . ولعل أشهر هذه الأسلحة التي تم ابتكارها ، كان سلاح البازوكا Bazooka الأمريكي الصنع . أُدخل هذا السلاح في الخدمة عام 1941 ، وبداء استخدامه الفعلي في نوفمبر 1942 ، أثناء نزول القوات الأمريكية في شمال أفريقيا . كان عيار النموذج الأساسي من هذا القاذف 60 ملم ، كما انه كان يستخدم أنبوبة ( سبطانة ) مفتوحة الطرفين، وفي الإمكان إطلاقه في وضع الجلوس أو الوقوف أو الانبطاح ، ليقذف بقذائفه التي لها قوة تفجير عالية ، تكفي اتدمير دروع الدبابات ، والدشم الخرسانية ، وكان في استطاعة الرأس الحربية اختراق دروع يصل سمكها إلى 127 ملم ، وكان من الممكن أيضا اطلاق قذائف دخانية أو عبوات حارقة . وقبل تعمير القاذف بالقذيفة ، كان يضغط على الزناد وتضاء لمبة تحذير ، توضح اكتمال التوصيلات الكهربائية ، ثم ينزع مسمار أمان بالقذيفة ، وبمجرد حدوث ذلك يصبح الصمام التصادمي برأس الصاروخ . شديد الحساسية ضد أي اصطدام ، ويقوم احد الجنود بحمل القاذف ، ثم يقوم جندي آخر بإدخال القذيفة في القاذف وإتمام التوصيلات الكهربائية . ويبلغ زمن احتراق الوقود 0,2 ثانية وهو زمن قصير بالقدر الكافي، لإتمام احتراق الوقود قبل خروج ذيل الصاروخ من فوهة القاذف، ولكن في الطقس البارد يحترق الوقود ببطء ، مما قد ينتج عنه حدوث وميض خلفي ، في مواجهة وجه الجندي حامل القاذف ، ولهذا السبب يزود القاذف بحارف Deflector لحرف الوميض الخلفي ( الذي يمتد لمسافة ستة أمتار ) ولزيادة الأمان يرتدي حامل القاذف قناعا واقيا للوجه.
لم تكن الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تعمل على تطوير قاذف كتفي مضاد للدروع ، بل كان الالمان بدورهم يطورون في أواخر عام 1942 سلاحهم الكتفي الخاص المضاد للدروع ،وأطلقوا عليه اسم "فاوست باترون " وكان بسيطا وفعالا ، إلا أن عيبه الرئيسي كان قصر مداه . وكان عبارة عن مدفع عديم الإرتداد،ماسورته أنبوب فولاذي بسيط ، طولها 78 سم وقطرها أقل من 50 ملم.أما القذيفة فلها رأس حربي بسيط وذيل قصير ،وداخل الرأس الحربي 3,5 رطل من الحشوة الجوفاء Hollow Charge التي تخترق 200 ملم من التصفيح .السرعة الابتدائية للقذيفة كانت بطيئة ،ولا تتجاوز 145 قدما في الثانية ،أما المدى الاقصى فكان بحدود 30 - 33 م . وفي مراحل لاحقة بلغ هذا المدى 66 م .
ومع ذلك فلم يكن سلاح " فاوست باترون " مأمونا ، فقد كانت سبطانة الإطلاق ضعيفة لحد ما ، أمام اشتعال الحشوة الدافعة والضغوط التي تنتجها ، وذلك ناتج عن إستخدام مادة " سايكلونايت " Cyclonite المتفجرة وتستخدم هذه المادة عادة بكميات قليلة كحشوة اشعال ، لأن وجود ارطال منها في مكان واحد أمر خطير ، لذا كان يجري خلطها مع شمع العسل ، لمنع ذراتها من الذوبان مع بعضها البعض عند الرماية ، وانتاج طاقة كافية لإشعال الحشوة عن فوهة السبطانة . ومع ذلك فقد حصلت حوادث عدة ، ومعظم الجنود الالمان الذين استخدموا هذا السلاح ، لم يخفوا خوفهم منه .
وبعد الحرب العالمية الثانية ، انتجت العديد من القواذف الكتفية الخفيفة المضادة للدروع ، ربما كان أكثرها شهرة القاذف الأمريكي M72 ، والذي تميز بكونه لايحتاج إلى أكثر من فرد واحد لإطلاقة ، كما أنه فردي الطلقات . ويتكون القاذف من انبوبتين تلسكوبتين ، تصنع الخارجية منهما من البلاستيك المقوى ، بينما تصنع الداخلية من الألمنيوم ( والتي تحتوي على الصاروخ ) ، ولإعداد القاذف للإطلاق ، ينزع مسمار الأمان من غطاء النهاية الخلفية للأنبوب ، وعندئذ يهبط الغطاء الأمامي ، ثم تمدد الأنبوبتان استعدادا للإطلاق . ويبلغ طول القاذف 65 سم ، وبعد امتداد الأنبوبتين يبلغ طوله 88 سم . وتستطيع الرأس الحربية للقاذف M72 ، اختراق 280 ملم من التصفيح من مسافة 200 م .
تمتلك معظم الجيوش الغربية والشرقية اليوم ، أنواعا متعددة من أسلحة م/د الكتفية ، أوما يطلق عليه وهي اختصار LAW وهي إختصار Light Anti Tank Weapons وفي الحقيقة فإن هذه الأسلحة تعتبر الأكثر شيوعا في الأستخدام بين أسلحة م/د الأخرى ، ويطلق عليها تسميات كثيرة ، مثل " أسلحة الحماية النهائية " أو " الدفاع الذاتي " أو " السلاح الأخير في الخندق " ، ولكن جميع تلك الأسلحة تتشابه في ناحيتين تحدان من فعاليتهما ، أولهما أن قدرة اختراقها لا تزيد عن 500 ملم للدروع المتجانسة فى معظمها ، وثانيا مداها الفعال والمدمر لايزيد في الغالب عن 300 م ، وهذا يعني أن تلك الأسلحة ، ربما تكون قادرة على مشاغلة وإعطاب نسبة كبيرة من دبابات المعركة الرئيسية MBT التي في الخدمة حاليا ، ولكن مع التطور السريع في صناعة وتطور الدروع ، فإن أسلحة م/د الكتفية الحالية لن تكون كافية للتصدي للدبابات الحديثة ، حتى ولو كانت على اكتاف أكثر الجنود شجاعة ، مادامت قدراتها القتالية محدودة بهذا الشكل .
برزت بعض الخصائص الأساسية لسلاح LAW المثالي أو النموذجي ، التي يجب أن لايخلو منها السلاح ، كخفة الوزن وسهولة التداول والتشغيل ، مع دقة عالية في الإصابة ، يرافق ذلك قدرة معقولة على اختراق الدروع الأمامية لدبابة المعركة الرئيسية ، وحتى تلك التي ستظهر في المستقبل . ولعل هذه الأخيرة هي الحكم أو الميزة الحاسمة ، التي ستقرر مستقبل أي من تلك الأسلحة ، إذ بدون تلك الفاعلية التدميرية ، لن تكون لتلك الأسلحة أية قيمة حقيقية ، بل قد لاتتوفر لحامليها الفرصة الكافية لإطلاقها ثانية ، لاسيما إذا تذكرنا القدرات الهائلة التي اضيفت إلى قدرات الدبابة الأساسية . ويمكن استنتاج وتحديد عمق وقوة الاختراق penetration وفقا لعيار الرأس الحربي ، بواسطة عملية حسابية بسيطة . فلو أخذنا على سبيل المثال نوعية المتفجرات المستخدمة في الرؤوس الحربية ذات الحشوة الجوفاء Hollow Charge ( والتي هي عادة من نوع Octolite ) فإننا نستطيع حساب مقدار الخرق والنفاذ للرأس الحربي استنادا لقطره ، ومضروبا بعدد 6 أو 7 أضعاف . فمثلا إذا كان قطر الرأس الحربي 70 ملم ، فإن قوة الخرق هي : 70 × 7 = 490 ملم ( كحد أقصى وعلى مسافة ثابتة ) .
يمكن تقسيم أسلحة م/د الكتفية إلى نوعين مختلفين ، من حيث امكانية الإستخدام ، الأول ذي الطلقة الواحدة ، أو ما يعرف بالأسلحة التي ترمي بعيدا Throw-away ، أي التي تنتفي الحاجة منها بمجرد اطلاق المقذوف ، وهذا النوع لايصلح إلا للذخائر التي شحن فيها أصلا . وقد صنعت تلك القواذف كليا أو جزئيا من الألياف الزجاجية Fibreglass الذي لا يصلح للأستعمال المتكرر، وميزتها الأساسية خفة وزنه .والسؤال الذي يطرح ، لماذا كانت جميع الأسلحة قيد التطوير ، من النوع الذي " ترمى بعيدا " بعد الأطلاق ؟ ما دام تموين العتاد بالنسبة لأسلحة م/د التي تستخدم لأكثر من مرة واحدة ـ لايعد من الناحية الإدارية ـ أكثر تعقيداً وصعوبة ، من تموين أسلحة كاملة ( القاذف والصاروخ ) ، تستعمل لمرة واحدة . إن التبرير المنطقي الوحيد لذلك ، هو امكانية استخدام أسلحة الرمية الواحدة الكتفية من قبل جميع الجنود ، أي اعطاؤهم الفرصة الجيدة لمقاتلة دروع العدو، ثم العودة إلى واجباتهم واسلحتهم الأصلية . ويعزز من هذه الفكرة ، أن نتذكر الدور الدفاعي لأسلحة م/د هذه ، لاسيما في تسليح وتعزيز مفارز صيد الدبابات ، أو مجموعات القتال الصغيرة كالدوريات والكمائن ambush .
أما النوع الثاني ، فهو المعد لتكرار الإستخدام من نفس السبطانة ( التي تصنع من سبيكة alloy شديدة الصلابة ) مع ذخائر متنوعة لأهداف مختلفة . وأنابيب الإطلاق المتعدد ، يمكن معها استخدام أجهزة تصويب بصرية دقيقة وأخرى ليلية . كما أن بعضها يحمل أجهزة كمبيوترية صغيرة لعمليات ضبط النيران . ومن أنجح القواذف الكتفية ذات الاستخدامات المتعددة ، القاذف الصاروخي السويدي M2/3 الذي يشتمل على ميكانيكية للإطلاق وجهاز تصويب بصري تلسكوبي ، وأنواع مختلفة من القذائف ، كالشديدة الانفجار والدخانية والمضادة للأفراد .
مباديء عمل اسلحة LAW
المبداء الصاروخي Roket :
تعمل معظم الأسلحة المضادة للدبابات الكتفية ، وفق المبدأ الصاروخي ، حيث أن الضغط الخفيف نسبيا الذي يتولد نتيجة اشتعال الحشوة الدافعة ، يسمح باستخدام قاذف أنبوبي بسيط للغاية وخفيف الوزن ، ومع ذلك لايخلو هذا النظام من بعض المعوقات ، إذ يصعب اخفاء الآثار الجانبية الناتجة عن عملية الإطلاق ، مثل الدخان والغبار والعصف كما لابد من اشتعال الحشوة الدافعة قبل خروج المقذوف من الفوهة الأمامية ، لتجنب إصابة الرامي بأي أذى أو حروق . وتحدد هذه المتطلبات قطر وطول الأنبوب القاذف ، كما وقد تحدد أيضا على المدى البعيد ، قطرCalibre ، وطولLength الأنبوب القاذف ، كما وقد تحدد على المدى البعيد ، قطر الرأس الحربي ، الذي يتحكم بدوره بقطر القاذف طالما أن المقذوف سيوضع داخل الأنبوب القاذف . إلا أن التوسع غير المحدود في أقطار الرؤوس الحربية التي هي في الخدمة حاليا ، سيفرض بدوره زيادة مماثلة في أقطار القاذفات ، وبالتالي إعادة النظر في التصميم الكلي لمنظومة السلاح ، أو البحث في تصميم سلاح م/د كتفي جديد .
ومن الأسلحة المصممة وفق المبدأ الصاروخي ، القاذف الأمريكي M72 ، والفرنسي Apilas ، والبريطاني LAW-80 ، وغيرهم .
مبدأ عدم الإرتداد Recoilless :
تعمل بعض الأسلحة الغربية التي ترمي من الكتف ، وفق هذا المبدا ، مثل الإيطالي Folgore ، والسويدي AT-4 . وتعتمد آلية الإطلاق فى هذا النظام ، على نوع من التعادل أو التعويض . إذ وفى اللحظة التى يترك فيها المقذوف الفوهه الأمامية للسلاح ، تندفع كمية من الغازات من النهاية الخلفية لصمام التنفيس Venturi. إن الضغط العالي الذي يتولد لحظة الإطلاق ، سيكون من الشدة بحيث يتطلب أن يكون القاذف شديد الصلابة ، ومن الصلب المقاوم جدا High Strenght Steel ( وليس من الالياف الزجاجية ، مثل ما هو الحال مع الكثير من أسلحة م/د الكتفية ) مما يفرض زيادة في الوزن ومحدودية في الحركة ، كما أن كلفة انتاج مثل هذه السبطانة ، والتي تصنع على أساس إعادة استخدامها مرة أخرى ، ستكون مرتفعة جدا .
لقد أمكن تذليل معضلة الوزن في القاذف AT-4 ، بتطبيق ما يعرف بنظام المستويين (العالي - المنخفض High-Low ) حيث توضع الحشوة الدافعة في حاوية ( إطار ) من سبيكة مخلوط الألمنيوم ، وهي حاوية قابلة للإحتراق كليا ، وترتبط الحشوة مع المقذوف بموصل رخو( قابل للقطع ) وموضوع داخل السبطانة ، وعند الإطلاق ، فإن الغاز عالي الضغط المتفاعل داخل الحاوية القابلة للإحتراق ، سيتمدد إلى داخل الأنبوب القاذف بعد تقلص شدة الضغط فقط . ويعاب على الأسلحة التي تستخدم هذا المبدأ في الرمي ، الهبة أو العصف الخلفي ، الذي يحدث أثناء الإطلاق ، ويفرض هذا عدم استخدام السلاح في المناطق المغلقة كالخنادق مثلا والأبنية ، وبالتأكيد فإن ذلك يحد كثيرا من استخدامات السلاح .
مبدأ ديفز ( الكتلة الموازنة Counter Mass ) :
طور هذا النظام من قبل المهندس الأمريكي DAVIS فى العام 1941 ، وقد طور هذه الفكرة بهدف اطلاقات المقذوفات من داخل الطائرات المقاتلة ، ويتم التعويض عن العزم المفقود نتيجة خروج المقذوف والغاز من أنبوب القاذف ، بالطرد العكسي لكتلة الموازنة Counter Mass من الفوهة الخلفية .
يقدم نظام " الكتلة الموازنة " هذا ، إمكانيات أكبر لمصممي الأسلحة الكتفية المضادة للدروع ، إذ يمكن زيادة عيار الرأس الحربي ، دون أي تحويرات كبيرة على التصميم الأساسي للسلاح ، وبتغيير وزن الكتلة الموازنة ، يمكن تغيير العزم ، حيث يترك المقذوف والكتلة الموازنة أنبوب القاذف من الفوهة ، والفتحة الخلفية على التوالي . إن مبدأ الكتلة الموازنة وحيد في كونه يسمح بإطلاق أسلحة م/د من داخل الغرف والخنادق والميادين المغلقة ، وهذا يتطلب أن يكون الرأس الحربي خارج الفسحة ( خارج فتحة الرمي أو الشباك ) لمنع مخاطر الهبة الناتجة عن الإطلاق .
يعمل كل من سلاحي Jupiter و Armburst المتشابهين إلى حد بعيد ، وفق نظام ديفز المحور . وعند الإطلاق يندفع مكبسان Pistons بفعل وقوة الغاز المندفع ، ويتولى المكبسان دفع المقذوف من الفوهة الأمامية ، ودفع الكتلة الموازنة من الفتحة الخلفية ، وحركة المكبسين محدودة ولا يسمح لهما بالاندفاع خارج الأنبوب القاذف ، إذ يتوقفان بعد انزلاقهما لمسافة معينة ومحددة مسبقا ( هناك شقان يمسكان بالمكبسين لمنع اندفاعهما ) وبذا يشكلان منظومة غلق تامة ومحكمة .
ومع أن لهذا التصميم ميزة مهمة للغاية ، في أنه يشكل حجما أصغر قياسا بالأسلحة المشابهة الأخرى ، إلا أن له هو الآخر بعض المعوقات .فبعد إطلاق المقذوف ، تتبقى كمية من الغاز عالي الضغط محصورة داخل الأنبوب القاذف ، مما يستلزم التخلص منه ورميه بعيدا . ولهذا السبب لايمكن العمل بنظام ديفز مع أسلحة م/د الكتفية التي يرمى بها أكثر من مرة (متعددة الاستخدام ) . والمعضلة الأخرى ، هي ماذا سيحدث إذا أصيب أحد المكبسين أو كلاهما بأية أضرار ، طالما يتعذر فحص أو تفتيش السلاح من الداخل . ثم ماذا سيحدث إذا أصيب الأنبوب نفسه بأية أضرار ( من الداخل أو الخارج ) كالتآكل أو الكسر ، أو أية أعراض فنية أخرى . ومع أن صغر مرتسم ( الحجم ) يعد بحد ذاته ميزه مهمة للغاية ، إلا أن المعوقات التي لوحظت ، دفعت بالكثير من الشركات المنتجة لأسلحة م/ د الكتفية ، للتخلي عن فكرة تطوير أسلحة تعمل بنظام ديفيز ..........