في خرجة صدمت كل الذين يحلمون بعودة العلاقات بين سوريا ومصر، قصفت وسائل الإعلام المصرية عبر حملة مسعورة بالثقيل الرئيس السوري بشار الأسد، ونسفت كل الجسور التي حاول الخيرون بناءها في السنوات الخمس الأخيرة، وكان رئيس تحرير جريدة الأهرام أسامة سرايا الذي لا ينطق أبدا عن هواه قد كتب عمودا سماه الكثيرون برصاصة الرحمة في جسر العلاقات بين البلدين، إلى درجة قوله إن العرب كانوا يتوجسون خوفا من إيران، وعليهم الآن أن يخافوا من سوريا،...
واندلعت هذه الحملة على خلفية حوار إعلامي أجراه الرئيس السوري جاء فيه أن سوريا لا تريد شيئا من مصر، والسوريون لا يفهمون أصلا سبب الخلاف مع مصر، كما اعترف بأنه لم يلتق بأي مسؤولي مصري منذ خمس سنوات كاملة، وأن العلاقة مقطوعة بين البلدين، وهو ما أثار الإعلام المصري الذي لم يرد مباشرة إلا بعد تفكير "متبادل" فنزلت المقالات التي لم تترك أي تهمة إلا وألصقتها بسوريا وقالت إن سوريا هي من تساعد إيران للهيمنة على العراق وعلى لبنان وعلى فلسطين وكامل الخليج العربي، وأن الرئيس السوري يريد أن يمنح راية القيادة على الشرق الأوسط الجديد لإيران، ومن دون مناسبة أقحمت السيد حسن نصر الله في الحكاية وسمّته بأحد غلمان النظام الإيراني.. ويعتبر الكثيرون تراجع الأهرام في السنوات الأخيرة وتواجدها في المركز العشرين ضمن الصحف الأكثر تأثيرا في العالم العربي الذي صدر منذ أيام قليلة عن مجلة فوربس الأمريكية كون الصحيفة ارتكبت أخطاء تقديرية كثيرة، كما حدث لها مع قناة الجزيرة عندما قالت جريدة الأهرام بأن عزل الصحفيات الخمس عن الجزيرة كان بسبب التحرش الجنسي الذي تعرضن له، ولكن الجزيرة رفعت دعوى قضائية جعلت الأهرام تبحث بكل الطرق عن الوساطة وطالبت علنا بالمصالحة وقدمت اعتذاراتها التي رفضتها الجزيرة خاصة أن أطوار المحاكمة ورّطت الأهرام وعجزت برغم فريقها القانوني الضخم والمتمكن من احتواء الورطة التي وقعت فيها بعد أن قدّم محامي الجزيرة وثيقة اعتراف من المذيعات الخمس اعترفن فيها بعدم تعرضهن لأي تحرش من مسؤوليهم في قناة الجزيرة، أما أكبر أخطاء الأهرام والتي اعتبرت واحدة من اكبر مهازل الإعلام فهي الصورة المفبركة للرئيس المصري قرب باراك رغم أن الصورة الحقيقية كان فيها الرئيس المصري يسر إلى الخلف.. وكان رد الأهرام خارج مجال الإحترافية عندما قالت إن الصورة المفبركة كانت تعبيرية فقط، لكن التطاول على الرئيس السوري والذي لم تلجأ لمثله الصحف السورية عبر افتتاحية الأهرام ومقالات بقية الصحف هو المأساة الكبرى التي نقلت الجمهورية العربية المتحدة إلى المتحف؟