أدوات فعل التفلسف
تمهيد:
يعتقد البعض أن الفلسفة معرفة معقدة وصعبة لا تستطيع تناولها الا العقول الممتازة .في حين يعتبرها الفيلسوف الهواء الذي يتنفسه عقله وسيموت ان تخلى عنه .ماهو الدافع الذي يحرك هذه الرغبة ويشده اليها.
انها مجموعة من الآليات تتوفر لدى الفيلسوف دون غيره انها مميزات عقلية ونفسية : الدهشة وهي الشعور بالجهل والرغبة في المعرفة
وهي حسب شوبنهاور تفترض في الفرد درجة أعلى من العقل، أما أرسطو فيذكر " أن الدهشة هي التي دفعت الناس إلى التفلسف" إنها ناتجة عن عدم اقتناع الفيلسوف بالأجوبة المألوفة والمتداولة.
السؤال : اشتهرت الفلسفة بممارسة السؤال، وأقدم من مارسه هو " سقراط". واشتغل به الفلاسفة أكثر من اشتغالهم بالجواب . يقول كارل يسبيرز الأسئلة في الفلسفة أهم من الأجوبة ولابد لكل جواب أن يتحول الى سؤال
الشك : إن امتلاك الإنسان للمعرفة لم يكن امتلاكا يقينيا، بل سرعان ما نهض الإنسان إلى فحص هذه المعارف فحصا نقديا خاصة وان هناك أحكام كثيرة تمنعنه من الوصول إلى الحقيقة، ومن المحال التخلص منها ما لم يشرع هذا الإنسان في الشك في جميع الأشياء التي قد يجد فيها أدنى شبهة من قلة اليقين. وممارسة الشك هو مُضي نحو اليقين لأنه - في أساسه- فحص نقدي صادق لكل معرفة، فليست ثمة فلسفة حقيقية دون أن يكون هنالك شك في الأصل. ونجد ديكارت من أكبر الفلاسفة وأشهرهم اعتمادا على الشك المنهجي الذي يستتبع فحصا نقديا لكل المعارف.وقبله الغزالي
إن الخطاب الفلسفي بوجه عام يتشكل من آليات فكرية محددة هي الأصل في فعل التفلسف، غير أن هذا الفعل وإن كان أساسه دهشة، سؤال، شك، فإن الخطاب الفلسفي في بنائه يعتمد على مجموعة من أدوات الاشتغال يمكن أن نطلق عليها إسم أدوات منهج الخطاب الفلسفي وهي:
المفهوم والإشكال والحجاج، والتحليل والتركيب ثم النسقية.