اختتم المنتدى التربوي العالمي فعالياته في كل من الضفة الغربية والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 وبيروت، بالدعوة إلى النهوض بواقع التعليم والمعرفة والتربية في فلسطين لمواجهة سياسة الأسرلة ومحاولات إدخال الرواية الصهيونية والاستعمارية بديلاً عن الرواية العربية والفلسطينية.
واعتبر عضو سكرتارية المنتدى ورئيس الهيئة الإدارية لشبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية محسن أبو رمضان -في البيان الختامي لأعمال المنتدى الذي تلاه أمام مقر الأمم المتحدة غرب مدينة غزة، بمشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني والأكاديميين والمثقفين- أن المؤتمر يعد إنجازا وطنيا لاستقطاب المتضامين في مواجهة سياسة الاحتلال وإجراءاته وممارساته الاستيطانية والتهويدية.
وأوصى المنتدى التربوي العالمي الذي استمر أربعة أيام بضرورة الاستفادة من التراث العربي والإسلامي من أجل تجذير الانتماء، وتعزيز مقومات الصمود وشحذ همم المقاومة، في مواجهة نهب إسرائيل للأرض والموارد والثروات الثقافية والمعرفية للشعب الفلسطيني.
إنجازات المنتدى
وأكد أن انعقاد المنتدى بالتزامن بين كل من رام الله وغزة والناصرة وبيروت، يعكس إصرار منظمات المجتمع المدني على تعزيز وحدة الوطن والشعب والهوية، مشدداً على أهمية إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني بوصفها الشرط الضروري لتعزيز مقومات الصمود وترسيخ منهجية واحدة من الكفاح والمقاومة عمادها التعليم والثقافة.
وأوضح أن المنتدى حقق إنجازا كبيرا من خلال جعل فلسطين قبلة لكل أحرار العالم المؤمنة بالمساواة والسلام والعدالة وحق الشعوب في تقرير المصير في مواجهة الحروب والصراعات في دول العالم الثالث.
وذكر أن نجاح عقد المنتدى التربوي لا يكمن فقط في قيمته التضامنية والوحدوية بل في قيمته العرقية، فقد شكل فضاءً على المستويات الوطنية والعالمية للتفاعل والتنافس في إطار الاهتمام بالعلم والمعرفة والثقافة والتربية.
ودعا أبو رمضان إلى الاستمرار في تبني النهج القائم على التفكير العقلاني والنقدي كوسيلة من أجل التحرر من الاستعمار بكل أشكاله الاستيطانية والتوسعية، وأن تصبح الجامعات عناوين لثقافة التسامح وتقبل الآخر وتعزيز قدرات المعلمين والباحثين والطلبة والتربويين ورفض سياسة الانقسام وبناء سياسة الوحدة.
دعوة للتضامن
ودعا عضو سكرتارية المنتدى شعوب وأحرار العالم وقواه الحية إلى توسيع حملة التضامن الشعبي وزيادة حملة المقاطعة في مواجهة الاحتلال الذي ما زال يمارس انتهاكات فظة بحقوق الإنسان الفلسطيني ويتجاوز وثيقة جنيف الرابعة ويقوض منظومة القانون الدولي الإنساني.
ومن جانبه أثنى مدير شبكة المنظمات الأهلية أمجد الشوا على جهود إنجاز المنتدى في غزة رغم الحصار، لافتاً إلى أن المناقشات التي شهدتها فعاليات المنتدى كانت بمثابة رسالة واضحة للعالم بأن غزة تمتلك مقومات الحياة والصمود حتى في ظل الحصار والدمار.
واستنكر -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- منع قوات الاحتلال الوافدين الدوليين من العبور إلى قطاع غزة لحضور فعاليات المنتدى، مؤكدا أن المنتدى كان مجرد بداية وستتبعه مبادرات مستقبلية على صعيد العمل الجماعي المشترك الهادف إلى الارتقاء بالواقع التعليمي في غزة وسائر الأراضي الفلسطينية.