أدان البابا بنديكتوس السادس عشر الاثنين ما أطلق عليه "العنف العبثي والوحشي" ضد "أشخاص عزل" في العراق، وذلك بعد مقتل عشرات المسيحيين بينهم كاهنان أثناء قداس في كنيسة ببغداد في هجوم أسفر أيضا عن اصابة عدد آخر وتبناها تنظيم القاعدة.
وقال البابا خلال قداس في الفاتيكان أقامه لمباركة الضحايا إنه يصلي على أرواح أولئك الذين راحوا ضحايا ذلك الاعتداء "الوحشي" أثناء وجودهم في "بيت من بيوت الله".
وكان نائب وزير الداخلية العراقي اللواء حسين كمال قد أعلن أن 52 شخصا ما بين مدني ورجل أمن قتلوا في عملية تحرير الرهائن الذين احتجزهم مسلحون من تنظيم القاعدة في العراق في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في حي الكرادة ببغداد.
ولم يتم التأكد من عدد المهاجمين الذين قتلوا في العملية لكن مراسل بي بي سي في العاصمة العراقية بغداد جيم ميور افاد بان خمسة من المسلحين الذين شاركوا في عملية الاحتجاز قتلوا اثناء عملية تحرير الرهائن.
ونقلت قناة "العراقية" التلفزيونية عن الناطق باسم عمليات بغداد اللواء قاسم عطاء ان "قوات مكافحة الإرهاب القت القبض على 5 إرهابيين من الذين اشتركوا في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة يوم أمس".
وافاد مراسل بي بي سي في العاصمة العراقية جيم ميور خمسة مسلحين كانوا من بين منفذي عملية الاحتجاز.
وقال اسقف الكلدان في بغداد شليمون وردوني ان من بين القتلى اثنين من كهنة الكنيسة.
كما اصيب في العملية 67 شخصا.
واضاف مراسلنا ان نحو مئة شخص كانوا داخل الكنيسة لحضور القداس المسائي.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن جندي عراقي شارك في عملية تحرير الرهائن قوله ان "الارهابيين الذين كانوا داخل الكنيسة قتلوا"، مشيرا الى ان "ارهابيا آخرا" كان ضمن المجموعة فجر نفسه داخل الكنيسة قبل ان تنفذ القوات العراقية والامريكية هجومها.
وذكر شهود عيان لوكالة رويترز للانباء انهم شاهدوا الكثير من الجثث داخل الكنيسة بعد ان القى المسلحون الذين كانوا يرتدون سترات ناسفة قنابل يدوية او فجروا انفسهم لدى اقتحام القوات العراقية المبنى.
القاعدة تتبنى
واعلن تنظيم القاعدة في العراق الذي يطلق على نفسه اسم دولة العراق الاسلامية مسؤوليته عن الهجوم "على وكرٍ نجسٍ من أوكار الشرك التي طالما اتخذها نصارى العراق مقرا لمحاربة دين الاسلام."
ووجه التنظيم في بيان بثته وكالة الانباء الفرنسية تهديدا الى الكنيسة القبطية المصرية وامهلها 48 ساعة للافراج عن مسلمات معتقلات داخل اديرة في مصر.
وذكر التنظيم في بيان لم يكن بالامكان التأكد من صحته نشر على مواقع اسلامية الكترونية ان "الهجوم كان عملا ضد الكنيسة الكاثوليكية".
ويأتي هذا الحادث بعد ان حذر مسؤولون امنيون عراقيون من احتمال شن المتطرفين هجمات ضد تجمعات كبيرة ولاسيما الكنائس.
وقال اللواء حسين كمال نائب وزير الداخلية العراقي انه يتوقع استمرار الهجمات وزيادتها خلال الايام المقبلة.
ونقلت تقارير صحفية عن مصادر امنية عراقية قولها ان "المهاجمين طالبوا بالافراج عن سجناء القاعدة ومن بينهم ارملة ابو عمر البغدادي الزعيم السابق لدولة العراق الاسلامية والذي قتل في ابريل/ نيسان الماضي".
وفي ما يتعلق بردود الفعل على الحادث قال المطران شليمون وردوني المعاون البطريركي لطائفة الكلدان ان المعلومات التي كانت قد وردت بعد وقت قليل من عملية الاحتجاز افادت بأن "ارهابيين احتجزوا عددا من المصلين وكاهنين رهائن في الكنيسة، وطالبوا في المقابل باطلاق سراح ارهابيين معتقلين في العراق ومصر".
وكانت تقارير قد تحدثت عن قيام المسلحين بمحاولة اقتحام سوق الأوراق المالية في الكرادة، ولكن علم لاحقا ان الهدف الرئيسي كان الكنيسة المجاورة للسوق.
ادانات
من جهتها، ادانت كل من باريس وروما عملية احتجاز الرهائن، ودعا الفاتيكان الى "حل سريع وبدون عنف" للقضية، وصرح المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيدريكو لومباردي بالقوال "ان الوضع محزن للغاية ويؤكد صعوبة الاوضاع التي يعيشها المسيحيون في العراق".
وتجدر الاشارة الى ان الكنيسة نفسها وخمسة اماكن عبادة مسيحية اخرى في بغداد كانت قد تعرضت في الاول من اغسطس/ آب 2004 الى هجمات اوقعت عشرات القتلى والجرحى.
يذكر ان المسيحيين في العراق يتعرضون منذ عام 2003 لهجمات مستمرة من قبل المتطرفين ما ادى الى هجرة كثيفة لابناء هذه الطائفة اذ لم يتبق في العراق الا نحو 87- الف مسيحي من اصل 1.25 مليون.
وتعليقا على استهداف الطائفة المسيحية قال النائب المسيحي في البرلمان العراقي يونادم كنا ان "على السلطات العراقية حماية مواطنيها وان تتحمل كامل مسؤولياتها في حال فشلت في تحقيق ذلك"، مضيفا انه "وعلى الرغم من تعرض ابناء الطائفة للهجمات الا ان ذلك لن يجعل المسيحيين يغادرون العراق بل يزيدهم تشبثا بأرضهم".