اتهم مسؤولون فلسطينيون متطرفين يهودا بإحراق مبنى يعود لإحدى الكنائس في شارع الأنبياء بـالقدس الغربية الليلة الماضية. في حين طالبت السلطة الفلسطينية بموقف دولي لوقف حرب المستوطنين على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
وقال زكريا المشرقي -وهو أحد رعاة الكنيسة- إنه يستدل من العمل الإجرامي على أن متطرفين كسروا النافذة الخلفية للمبنى المكون من طابقين، وألقوا زجاجات حارقة أدت إلى حرق الطابق الأرضي بكل محتوياته.
وقالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن المبنى الذي شيد قبل أكثر من 120 عاما كان مقرا لكلية فلسطين للكتاب المقدس، واحتل في النكبة الفلسطينية ومن ثم أعيد تأهيله.
وأشارت إلى أن المبنى يقع في شارع الأنبياء بالقدس الغربية ومحاط بأحياء اليهود المتدينين المتطرفين.
وفي اتصال مع الجزيرة نفت الناطقة باسم الشرطة الإسرائيلية أن يكون الحريق قد نتج عن إضرام نار مقصود أو بفعل فاعل، مشيرة إلى أن سبب الحريق لم يعرف بعد.
السلطة تطالب
وفي هذه الأثناء طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي اليوم السبت بموقف دولي لوقف "حرب" المستوطنين الإسرائيليين على الشعب الفلسطيني ومقدساته التي كان آخرها حرق كنيسة تاريخية في مدينة القدس.
وقال المالكي -في بيان عقب اجتماعه مع عضو البرلمان الكندي بوب راي في رام الله- إنه يتعين على المجتمع الدولي "وقف الحرب الممنهجة التي يشنها المستوطنون برعاية وحماية القوات الإسرائيلية التي كان آخرها حرق الكنيسة التاريخية في مدينة القدس".
ونبه المالكي إلى أهمية "وقف كافة الممارسات والاعتداءات التي تهدف إلى تأجيج الصراع وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
وتناول المالكي هجمات المستوطنين على المدن والقرى الفلسطينية، وبينها سرقة وحرق المحاصيل الزراعية والاعتداءات على المساجد والكنائس وطرد وتهجير الفلسطينيين من منازلهم، واعتبار مدينة القدس ذات أولوية وطنية في إسرائيل لتنشيط البناء الاستيطاني.
واعتبر الوزير الفلسطيني أن هذه الإجراءات "لا تبشر بجدية الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أي تقدم في المفاوضات والعملية السياسية برمتها وإصرارها على التهرب من مستحقات السلام".
كما أدانت الرئاسة الفلسطينية حادث إحراق الكنيسة.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية عن المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة قوله "إن هذه الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على الأماكن الدينية المسيحية والإسلامية، دليل على همجية ووحشية المستوطنين الذين يمارسون الإرهاب بأبشع صوره تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وحذر أبو ردينة من أثر هذه الاعتداءات على الجهود المبذولة لإنقاذ عملية السلام، وقال "إن استمرار عمليات العربدة من قبل المستوطنين في الضفة الغربية سيعمل على تقويض الجهود المبذولة لإنقاذ عملية السلام من المأزق الذي وصلت إليه بسبب تعنت الحكومة الإسرائيلية ورفضها تجميد الاستيطان".