تقوم
الساعة على ناس لا يعلمون من الحق والإيمان شيئاً. وقد كتب اللَّهُ تعالى
ألاَّ تَقومَ وفي الأرض مؤمن، بل تقوم على شرار الخلق، على ناس لا ينكرون
منكراً، ولا يعرفون معروفاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: » لا تَقومُ السّاعَةُ إلاّ عَلى شِرارِ الخَلْقِ « .
وقال أيضاً: » لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّى لا يُقالَ في الأرْضِ اللَّهُ اللَّهُ « ، أي لا إله إلاَّ اللَّه، كما جاء في رواية أحمد.
و
» تَقومُ السّاعَةُ والرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ فَما يَصِلُ الإِناءُ
إلى فِيهِ حَتّى تَقومَ، والرَّجُلانِ يَتَبايَعانِ الثَّوْبَ فَما
يَتَبايَعانِهِ حَتّى تَقومَ، والرَّجُلُ يَلِطُ في حَوْضِهِ فَما يَصْدِرُ
حتَّى تَقومَ « .
فَتَأمّلْ غفلة النَّاس عن السَّاعـة وأهوالها - نسأل
الله السلامـة -، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول: » كَيَفُ أنْعَمُ
وقَدِ الْتَقَمَ صاحِبُ القَرْنِ القَرْنَ وحَنَى جَبْهَتَهُ وأصْغَى
سَمْعَهُ، يَنْتَظِرُ أنْ يُؤْمَرَ أنْ يَنْفُخَ فَيَنْفُخُ «. قال
المسلِمونَ: فَكَيفَ نَقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قال: » قُولوا: حَسْبُنا
اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ، وتَوَكَّلْنا عَلى اللَّهِ رَبِّنا « .
ويقول
صلى الله عليه وسلم: » إنَّ طَرْفَ صاحِبِ الصُّورِ مُنْذُ وُكِّلَ بِهِ
مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ العَرْشِ مَخافَةَ أنْ يُؤْمَرَ قَبْلَ أَنْ
يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبانِ دُرِّيَّانِ «
.
ونحن نقول: حسبنا الله ونعم الوكيل، وتوكلنا على اللَّهِ ربِّنا،
ونسأل الله تعالى أن يؤمِنَّا يوم الفزع الأكبر ) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ
ولا بَنونَ إلاّ مِنْ أتى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَليمٍ ).