قتل أمس الخميس 27 شخصا بنيران الأمن السوري أغلبهم في حماة، في وقت دعا فيه الناشطون على الإنترنت إلى التظاهر في جمعة "المنطقة العازلة مطلبنا"، بينما قالت الأمم المتحدة إن عدد القتلى بسوريا منذ اندلاع الاحتجاجات في مارس/آذار جاوز أربعة آلاف قتيل.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن 14 قتيلا سقطوا في حماة وعشرة في حمص واثنين في إدلب وواحدا في درعا.
كما قتل ثمانية من عناصر المخابرات الجوية في هجوم شنته مجموعة منشقة على مركز للمخابرات الجوية على طريق جسر الشغور-اللاذقية، وفق ناشطين.
وتأتي هذه الحصيلة من القتلى عشية جمعة يطالب فيها الناشطون بإنشاء منطقة عازلة، في إشارة -على ما يبدو- إلى الأنباء التي تحدثت عن إمكانية إقامة تركيا لمثل هذه المنطقة على حدودها مع سوريا لحماية المدنيين من "قمع قوات الأمن والشبيحة".
حرب أهلية
في غضون ذلك قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن سوريا في حالة حرب أهلية حاليا مع سقوط أكثر من أربعة آلاف قتيل، وزيادة عدد المنشقين عن الجيش الذين يحملون السلاح ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.
كما طالبت بيلاي بتقديم القيادة السورية للمحاكمة بسبب ارتكابها ما وصفته بجرائم ضد الإنسانية.
لكن المتحدث باسمها روبرت كولفيل أوضح للجزيرة أنه من الصعب توصيف الوضع في سوريا على أنه حرب أهلية، إلا أنه يتجه بالتأكيد نحو ذلك.
وقد شهدت مدينة حماة –وفق الهيئة العامة للثورة- إضرابا كاملا في العديد من مناطقها وأحيائها وكذلك في ريفها، استجابة لدعوة الإضراب العام ولما سمي خميس إضراب "إلا حرائرنا"، ردا على اختطاف ثلاث نسوة من قبل الشبيحة.
وكان الجيش السوري قد اقتحم أمس بلدة صوران في حماة ونفذ فيها حملة اعتقالات، كما نفذت قوات الأمن حملة دهم واعتقال في كرناز وحلفايا وكريم بريف حماة.
وكانت لجان التنسيق المحلية في سوريا قالت في بيان لها إنها انضمت إلى دعوة جميع السوريين إلى الإضراب العام وطالبتهم بالتزام منازلهم وفاء لشهداء الحرية، مع إصرار النظام "على الاستمرار بسياسة القتل والتنكيل والكذب".
مداهمات وهجمات
في غضون ذلك سقط عدد من الجرحى بقصف عشوائي تعرضت له مدينة تلكلخ بحمص، كما قامت قوات الأمن بحملة دهم مع تخريب للمنازل في سحم الجولان بمحافظة درعا.
كما أشارت هيئة الثورة إلى حظر تجول في مدينة حمص وريفها مع استمرار إطلاق النار بكثافة مساء أمس، وسماع دوي انفجارين كبيرين في حيي باب الدريب ودير بعلبة.
وفي ريف دمشق أيضا قالت لجان التنسيق المحلية إن قوات الأمن تشن حملة مداهمات في مدينة حرستا.
وفي محافظة درعا جنوب البلاد داهمت قوات من الجيش بيوت الناشطين في مدينة جاسم واعتقلت أكثر من 100 شخص. وقد رافق الحملة -التي وصفها نشطاء بالشرسة- إطلاق نار كثيف وعمليات حرق للدراجات النارية ونهب بعض المحلات التجارية من قبل قوات الأمن، وفق ما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية.
كما سقط عدد من الجرحى في اليوم الثاني لاقتحام مدينة داعل في درعا –وفق لجان التنسيق المحلية- بينهم امرأة في حالة خطيرة، مع حملة اعتقالات واسعة شملت حتى الأطفال، بالإضافة إلى حرق الممتلكات الخاصة من سيارات ودراجات نارية وتخريب للمنازل من قبل الأمن والشبيحة.
وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة منشقة شنت الخميس هجوما على مركز المخابرات الجوية في ناحية بداما الواقعة على طريق جسر الشغور-اللاذقية، ودار اشتباك بينها وبين عناصر المركز أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ثمانية من عناصر المخابرات الجوية وإصابة آخرين.
في موازاة ذلك، التقى وفد من المجلس الوطني السوري الذي يضم قسما كبيرا من تيارات المعارضة السورية، مع قيادة الجيش السوري الحر الذي تشكل من جنود انشقوا عن الجيش السوري، بحسب ما أعلنه المجلس الخميس.
من جهتها دعت وزارة الخارجية الكويتية أمس الخميس رعاياها في سوريا إلى مغادرة البلاد "حفاظا على سلامتهم".