حادث مأساوي بتيارت
تصوير: (مكتب الشروق )
حافلة تربط حاسي مسعود بوهران قفزت على مسافة 300 متر نحو الهاوية امرأة حامل، أجنبي و3 جنود ضمن الضحايا وإحصاء 29 جريحالقي ليلة
السبت إلى الأحد، 19 شخصا حتفهم وجرح 29 آخرون في حادث مرور خطير بمدخل
بلدية قرطوفة بولاية تيارت، على الطريق الوطني رقم 23، حيث تسبب الضباب
الكثيف في تذبذب الرؤية لدى السائق مما جعله يهوي بالحافلة من نوع هيونداي
سنة 2008 ، على امتداد 300 متر، حيث تقلبت الحافلة عدة مرات وتطايرت منها
الأجساد قبل أن تنقسم إلى نصفين!وحسب
سكان مزرعة مغراوي، حيث سقطت الحافلة، فإنه على الواحدة و40 دقيقة سمعوا
صوتا غريبا، ظنوا أنه انهيار صخري من الجبال المحيطة بالطريق فخرجوا
يستطلعون الأمر، وإذا بهم في مواجهة جثث مترامية حول الحافلة وأحياء يصرخون
من الألم، وسط ضباب وظلام كانت الرؤية تحتهما صعبة، فمحمد وميسوم وامحمد كانوا ما زالوا تحت الصدمة ويتذكرون المشاهد كماحدثت، الدماء السائلة والصرخات وموت السيدة الحامل وبقاء طفل بلا أخت ولا أم ولا جدة.. فقدهن جميعا في الحادث..
المنور
سيد أحمد، 44 سنة، أحد الناجين قال إه كان أول من خرج من الحافلة بعد
السقوط وصعد مرتفعا نحو الطريق، حمل معه طفلا وجده ضمن الركاب الناجين وسحب
معه رجلا آخر، وراح يطلب النجدة.. قبل أن يلتحق به بعض السكان المحليين
بعد أن فرغوا من إسعاف الضحايا و إحصاء الميت من الحي.. بروز أشباحهم وسط
الظلام أخاف القلة من مستعملي الطريق فلم يتوقف لهم إلا صاحب شاحنة كانت
لهم الشجاعة ليستمع إليهم، حيث كان هو من أخبر رجال الشرطة عند مدخل مدينة
تيارت وهم وجهوا بعض أصحاب السيارات (الكلونديستان) للإسراع نحو طريق
قرطوفة للإنقاذ، قبل أن تبدأ سيارات الإسعاف بالوصول..
مستشفى
يوسف دمرجي أعلن حالة الطوارئ، أرمادة من الأطباء والممرضين جاؤوا وبدأ
إجراء العمليات الجراحية والتكفل بالجرحى وتم تحويل 6 جثث نحو فرندة
والرحوية بعد أن ضاقت مصلحة حفظ الجثث بمن فيها، زادها ضعف ظروف الاستقبال
ونقص الثلاجات ووسائل أخرى كشفت الوجه الآخر لتجاهل المصلحة رغم أهميتها وترميم مصالح أخرى غيرها، فيما كان القتلى منالغرب الجزائري والجرحى من ولايات مختلفة.
السائق
الهادي بلحواص، 54 سنة، القاطن في السوڤر، نجا بفضل حزام الأمن وعن سبب
الحادث، أكد أن الظلام جعله يخطأ في تحديد مكان المنعرج، حيث ارتطم بحائط
وقاية قبل أن يشعر بالحافلة تطير في الهواء قبل أن تنقلب عدة مرات، ويصاب
هو بكسر في رجله اليسرى وجرح تحت شفاه تطلب 6 غرزات، وحول فكرة أن تكون
الحافلة قد انطلقت بسائق واحد فقط رغم طول المسافة، وبعكس ما قال أحد
الركاب الناجين، فإن السائق خلف زميله في مدينة الأغواط، مؤكدا أن للحافلة
ثلاثة سائقين، اثنين يتناوبان والثالث يأخذ إجازة، وهو نفس الكلام الذي قال
له صاحب مؤسسة النقل الخاصة الذي حضر إلى مكان الحادث.
رغم
خطورة الحادث وتشوه كثير من الأجسام والوجوه كانت الوثائق قادرة على كشف
هويات الضحايا، قبل أن يبدأ معارفهم في الوصول، حيث تبين أن من ضمن الضحايا
3 مواطنين أجانب، نيجيري وماليان مات أحدهما، و3 جنود ماتوا جميعا، فيما
كان أعوان حراسة يعملون في حاسي الرمل وحاسي مسعود لفائدة سوناطراك من ضمن القتلى، مع 3 نساء منهم امرأة حامل، فيما تحفظتالإدارة على أسماء الجرحى مخافة أن يصرح المصابون بأسماء غير صحيحة.
وزير الصحة يزور ضحايا الحادث
تفقد،
أمس، بمستشفى يوسف دمرجي بتيارت، وزير الصحة، جمال ولد عباس، المصابين في
حادث المرور الخطير الذي أودى بحياة 19 شخصا بضواحي بلدية قرطوفة، وأشاد
بالتكفل الجيد بالمصابين، حيث سهر الطاقم الطبي والإداري ساعات على رفع
التحدي منذ الإعلان عن الحادث في حدود الثانية صباحا.
القائمة الأولية للضحايا
قداري عبد القادر. 33 سنة. جندي. وهران
هدان علي. 46 سنة، عون أمن. وهران
بن عيسى موسى.21سنة. جندي . زمورة
لبيوض الناصر. 44 سنة . عون أمن. وهران
سماراتا حمادو. 30 سنة. جنسية مالية
نذار محمد الطاهر. 29 سنة. ماسرة
شريط العيد. 56 سنة. معسكر
شاقور روبا عبد الله. 29. سنة وهران
سيد أحمد عدة. 40 سنة
بن دومة عبد الوهاب.
بن سلامة الهواري.
شنافي البشير.