الجزائر أثناء الحرب العالمية الثانية
1/ موقف الجزائريين من الحرب: إن فرنسا في الجزائر لم تستطع أن تجد حلا لمشاكلها .فالأحوال الإقتصادية كانت تنـذ ر
بالمجاعة ومطالب الوطنيين بالمساواة في الحقوق لم تجد أذانا صاغية كما فشلت مشاريع الإصلاح.لذلك واجهت فرنسا الحرب
بالجزائر أبعد ماتكون عن
الولاء الحقيقي،فقادة حزب الشعب الجديد كانوا في السجون وحزبهم قد صدر قرار
بحله،كما صدر قرار بحل منظمة الشيوعيين وجمعية العلماء فإنها رفضت الإعلان
عن تأييد فرنسا في الحرب وإندفع النواب والنخبة بحكم وظائفهم الى تأييد
فرنسا الديمقراطية،فتطوع زعماؤهم لخدمة الحرية والديمقراطية اللتين درسوهما
في المدارس الفرنسية ولكنهم لم يعرفوها في التطبيق،كما أعلن رجال الدين
الرسميين ولاءهم لفرنسا أيضا. فمصالي الحاج كتب مقالا في جريدة الأمة حيث
هاجم فيه الإستعمار الفرنسي ووعد بأنه يستمر في عدائه لفرنسا لأن شمال إفريقيا ليس له شيئ مشترك مع فرنسا ومن أجل ذلك
أعيد الى السجن.وواصل حزب الشعب نشاطه سريا وقاموا بتوزيع المعلقات السياسية مطالبين باطلاق سراح المعتقلين(حزب
الشعب سينتصر،الجزائر للجزائريين، أطلقوا مصالي الحاج، يحي حزب الشعب) ولكن سقوط فرنسا أمام ضربات ألمانيا أدى الى
سقوط جدار الورق الذي أحاطت به فرنسا نفسها وكان ذلك كفيل لإيقاظ بقية الجزائريين الذين كانوا مايزالون يعتقدون في فرنسا.
إن استسلام فرنسا أدى الى ضعفها في الجزائر حيث تعاقب على حكم الجزائر في مدة سنة ثلاث حكام (ويقان،أبريال،شاتيل)
وكانت فترة حكومة فيشي فترة عصيبة من تاريخ الجزائر فأصبحت تطارد جميع العناصر الوطنية ، وهذا ماجعل الحركة الوطنية
تغتنم فرصة نزول قوات الحلفاء بالجزائر وتجتمع لدراسة أوضاع الجزائر.
2/ نزول الحلفاء بالجزائر1942:
تتمثل أهداف الحلفاء في الجزائر(المحافظة على السيادة الفرنسيةـ ايجاد
إدارة مستقرة ناجحةـ إعادة قرار كريميوالى اليهود.وبدل أن يكون الأمريكان
أوفياء لمبادئ الميثاق الأطلسي،انحازوا ضد الجزائريين بدعوى أن العرب غير
جديرين بالحرية وأصبحوا يرددون أن رسالتهم هي حفظ الأمن والنظام والإبقاء
على شمال افريقيا.
قدم الجزائريون مذكرة الى الحلفاء بتاريخ 22/12/1942.وقد طلبت المذكرة كشرط للتضحية التي طلبها الحلفاء(المشاركة في
الحرب)عقد مؤتمر ينتج
عنه(دستور سياسي واقتصادي واجتماعي جديد).لكن السلطات رفضت استقبال المذكرة
كما رفضها الأمريكان والانجليزبدعوى أنها تخص الفرنسيين. أعاد فرحات عباس
صياغة المذكرة وقدمها الى السلطات الفرنسية بالجزائر،
تضمنت :ـ عقد مؤتمر يضم جميع
الممثلين المسلمين،المشاركة في تحرير فرنسا بشرط أن تعد هذه بالإصلاحات
،انجاز دستور جزائري جزائري يتضمن النص على كل القضايا السياسية
والاقتصادية والاجتماعية الخاصة بالجزائريين،ضمان جميع حقوق
وحريات كل الجزائريين.وبعد رفض جيرو للمذكرة في01/01/1943، عمد الجزائريون الى حركة جديدة للضغط على الفرنسيين
3/ بيان 10فيفري 1943: أعد فرحات عباس البيان بعد مشاورات مع قادة الرأي في البلاد(من زعماء النخبة،العلماء،النواب
وحزب الشعب)وقد أقام عباس البيان على الوثائق الجزائريةالسابقة(مطالب النخبة،المؤتمرالإسلامي،ومبادئ حزب الشعب) وعلى
الميثاق الأطلسي،وأفكار
الثورة الفرنسية ويتضمن مايلي:ـ استنكار الإستعمار وإزالته، تطبيق مبدأ
تقرير المصيرعلى جميع الشعوب،منح دستور خاص بالجزائرالذي يضمن حرية ومساواة
جميع السكان،إنهاء الملكيات الإقطاعية باصلاحات زراعية ومراعاة حقوق ومعاش
العمال،ترسيم اللغة العربية،حرية الصحافة وحق التجمع والتنظيم؛مجانية
التعليم،حرية العقيدةوفصل الدين
عن الدولةنالمشاركة الفورية والفعالية للجزائريينفي حكومة بلادهم.تحرير كل المحكوم عليهم والمساجين.
تظاهربيروطون بالقبول واعتبره
أساسا لدستور مقبل للجزائر وألف لجنة البحث الاقتصادي والاجتماعي الاسلامي
وصادقت على لائحة اصلاحات جديدة (ملحق البيان)وفيه اصلاحات أجلة وأخرى
عاجلة،وبعد تنحيته تراجع خليفته كاترو ورفض أن يلتزم سياسة سلفه. أصدر
ديغول 7مارس1944اصلاحات تتمثل في: منح الجنسية الفرنسية ل60ألف
جزائري،زيادة نسبة المشاركين في المجالس المحلية، الاحتفاظ بعدد من الوظائف
الادارية لعدد من الجزائريين.
وأما موقف الحلفاء من البيان فهو عدم المبالاة بحجة أن مشاكل الجزائر تعتبر مشاكل فرنسية داخلية. أما موقف الحركة الوطنية
على إثر اصلاحات
مارس1944(ديغول)تشكلت أحباب البيان 14مارس 1944بزعامة فرحات عباس التي
أصبحت تستقطب آمال الجزائريين على مختلف إتجاهاتهم خلال الحرب.
4/ إنعكاسات الحرب على الجزائر:ـ تغير موقف الحركة الوطنية وتبلور الإتجاه الإستقلالي وظهور مطالب جديدة مشتركة
مع كل الأطراف (محتويات بيان
فيفري1943) ــ انتشار الوعي الوطني والقومي ــالتخلص من عقدة الخوف نتيجة
الانهزام المبكر لفرنسا أمام المانيا.ــ اكتساب الخبرة العسكرية ــ انتفاضة
8ماي1945 وارتكاب فرنسا لمجازر ضد الجزائريين
ــ تدهور الأوضاع الإجتماعية والإقتصادية ــ تسخير الطاقات البشرية والإقتصادية لخدمة المجهود الحربي للحلفاء.
تطبيق: يرى بعض المؤرخين أن الوعي السياسي الوطني قد تبلور أكثر عند الجزائريين خلال الحرب العالمية الثانية بتجاوزهم
مطالب الأمس
المطلوب: انطلاقا من العبارة واعتمادا على مادرست
1/ حـــد د مظاهر هذا الوعي السياسي الوطني لدى الجزائريين
2/ بــيـــن العوامل التي ساعدت على تبلوره
3/ ابرز رد فعل الإدارة الإستعمارية والحلفاء على التطور الحا صل في مطالب الجزائريين.