بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
ثمرات التقوى:
والتقوى تثمر سعادة الدنيا والآخرة والسلامة من شقاوة الدنيا والآخرة
قال الله تعالى:
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)سورة الطلاق آية (2، 3).
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)سورة الطلاق آية (4).
(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)سورة الطلاق آية (5).
وفاقد التقوى قد خسر نفسه ودنياه وآخرته وذلك هو الخسران المبين قال تعالى: (وَالْعَصْرِ
* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) وهذه السورة العظيمة على اختصارها جمعت أصول الخيرات، فهي ميزان للمؤمن يزن
بها
نفسه فيعرف ربحه من خسارته وسعادته من شقاوته، فقد تضمنت ما يجب من القول
والاعتقاد والعمل، ولذا قال فيها الإمام الشافعي رحمه الله: لو فكرَّ الناس
فيها لكفتهم. أقسم الله فيها بالدهر
المتضمن لأعمال بني آدم إن
الإنسان خاسر إلا إذا اتصف بالإيمان بعد العلم به وصدَّقهُ بالعمل الصالح
المثمر وأوصى غيره بلزوم الحق علمًا وعملاً واعتقادًا ودعوه، وأوصاه بفعل
ما يجب وترك ما يحرم فقد تضمنت هذه السورة منهاج الشهادة فيستفاد منها:
1 – وجوب الإيمان والعلم والعمل به والدعوة إليه والصبر على ذلك.
2 – عدم فائدة العمل إلا إذا كان صالحًا خالصًا لله موافقًا للسنة.
3 – عدم استقامة الإيمان بدون عمل.
4 – أن الدين يشمل قول اللسان واعتقاد القلب وعمل الجوارح.
5 – خسر الإنسان الذي لم يتصف بما ذكر في هذه السورة من العلم والعمل والدعوة والصبر على ذلك.
فإن
الله تعالى ذم من يعلم ولا يعمل كاليهود حينما كلفهم العمل بالتوراة ثم لم
يعملوا بها وضرب لهم المثل بالحمار يحمل أسفار الكتب ولا ينتفع بها وقالوا
للرسول صلى الله عليه وسلم سمعنا قولك وعصينا أمرك، فغضب الله عليهم
ولعنهم وأعد لهم عذابًا أليمًا.
فإياك أيها المسلم أن تسلك طريقهم
فتترك الحق مع علمك به وترتكب الباطل فيصيبك ما أصابهم. وإن لنا لعظة وعبرة
بمن سبق من الأمم الطاغية الكافرة كقوم نوح وعاد وثمود وفرعون بما حصل لهم
من الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة حينما كفروا بالله وعصوا رسله قال
الله تعالى: (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ
فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ
الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ
أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا
أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) سورة العنكبوت (الآية: 40).
فضيلة الشيخ: عبد الله بن جار الله الجار الله حفظه الله